الجابون.. انقلاب لم يتخطى عتبة الباب
الأربعاء، 09 يناير 2019 04:00 ص
تمرد عسكري لم يمر عليه أكثر من يوم حتى ظهرت ملامحه الفاشلة للعلن، فبعد ساعات من إعلان 5 ضباط متمردين في جيش الجابون وقف بث خطاب الرئيس الجابوني للشعب في أول ظهور له بعد غياب دام 3 أشهر، سرعان ما خرج المتحدث باسم الحكومة في البلاد ليعلن السيطرة على محاولة انقلاب.
كلمات على بونج التي جاءت في خطابه بعد غياب 3 أشهر بسبب إصابته بجلطة دماغية وسفره إلى المغرب، والتي قال فيها"صحيح أنى مررت بمرحلة صعبة، وهذا الأمر يحصل أحيانا في الحياة، ولكنى أشعر بتحسن وأستعد للقائكم سريعا جدا".. دفعت الضباط المتمردين إلى التفكير في فرصة الحصول على الحكم ولكن سرعان ما انتهت المغامرة، التي جاءت بدون تخطيط، أو دعم شعبى متفق عليه.
وكان 5 من ضباط أعلنوا أمس الاستيلاء على الإذاعة الرسمية فى مدينة ليبرافيل، وأعلنوا من خلالها تشكيل المجلس الوطنى للإصلاح ودعوة الشعب الجابونى، للسيطرة على الشوارع، والسيطرة على المباني العامة والمطارات في جميع أنحاء البلاد.
وجاءت الرسالة التى تلاها ضابط الجيش الذى عرف نفسه على أنه مساعد قائد الحرس الجمهوري ورئيس "الحركة الوطنية لشبيبة قوات الدفاع والأمن في الجابون"، وبرفقته 3 ضباط آخرين يضعون القبعات الخضراء الخاصة بعناصر الحرس الجمهوري في مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: «نطلب من جميع شباب قوى الدفاع والأمن ومن كل شبيبة الجابون الانضمام إلينا" معلنا تشكيل "المجلس الوطني للإصلاح"، مضيفا أنه "لا يمكننا التخلي عن الوطن»، معتبرا المؤسسات «غير شرعية وغير قانونية».
ليخرج بعدها بساعات قليلة المتحدث باسم حكومة الجابون، «جاى بيرتران مابانجو» معلنًا السيطرة على محاولة انقلاب نفذها عدد من ضباط الجيش، واستمرار عمل الحكومة والمؤسسات كالمعتاد، مشيرًا إلى اعتقال أربعة من خمسة ضباط بالجيش هم من سيطروا على محطة الإذاعة الوطنية.
وكان الرئيس علي بونجو، الذي غادر البلاد للعلاج من جلطة دماغية، رئيسا للجابون عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو الذي حكم البلاد منذ 1967، قبل أن يعاد انتخابه عام 2016 في انتخابات فاز فيها بفارق ضئيل وأثارت جدلا واسعا، اتهم فيها بالتزوير.
وفى 31 ديسمبر الماضى، ألقى "بونجو" كلمة فى شريط مصور، فى أول مرة يتوجه فيها إلى بلاده منذ دخوله المستشفى، قال خلاله : "صحيح أنى مررت بمرحلة صعبة، وهذا الأمر يحصل أحيانا في الحياة، ولكنى أشعر بتحسن وأستعد للقائكم سريعا جدا".
غير أن الحركة الوطنية لشبيبة قوات الدفاع والأمن في الجابون اعتبرت هذه الكلمة "عارا" على "بلد خسر كرامته" على حسب وصفهم، حيث قال كيلي أوندو أوبيانج زعيم ما يعرف باسم الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الجابون إن الكلمة التي ألقاها بونجو بمناسبة العام الجديد "عززت الشكوك في قدرة الرئيس على الاستمرار في القيام بمسؤوليات منصبه".
وكانت المعارضة والمجتمع المدني طالبا المحكمة الدستورية بإعلان شغور السلطة بموجب الدستور، لكنها لم تلب الطلب ونقلت السلطات جزئيا الى رئيس الوزراء ونائب الرئيس.