ليلة تاريخية تعانقت فيها الابتهالات والترانيم على أرض مصر (فيديو)
الإثنين، 07 يناير 2019 04:06 م
فى ليلة تاريخية تعانقت الابتهالات والترانيم على أرض مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة ،فى مشهد للوحدة الوطنية غير جديد على الشعب المصرى ، الذى يؤمن أن المسلمين والاقباط يشكلون نسيجه الواحد.
بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ، وكبار قيادات الدولة، وضيوفها من الدول العربية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن افتتح الإما الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كاتدرائية ميلاد المسيح الجديدة فيما افتتح قداسة البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية مسجد الفتاح العليم ، فى رسالة إلى قوى الشر، وطيور الظلام الذين يحاولون شق الصف المصرى الواحد.
في مشهد يدل علي وحدة المصريين، شهدت الاحتفالية المزج بين الأغاني الدينية الإسلامية والترانيم المسيحية حيث أنشد الفنان أسامة الخولى التواشيح الشهيرة "مولاي إني ببابك"، فيما شاركته فتاة مسيحية بأداء ترانيم تحمل اسم "مريم".
وكان حضور قداس عيد الميلاد المجد قد استقبلوا الرئيس عبدالفتاح السيسى بالهتف له قائلين " بنحبك يا سيسى " وعندما مر إلى جانب قداسة البابا "تواضروس"، ألقى الحضور عليه ورودا للترحيب به.
وقال الرئيس السيسى خلال كلمته "إحنا واحد محدش يقدر يقسمنا أبدا" وتابع : "يارب يقدرنا ندخل الفرحة على كل الناس في مصر بدون تمييز".
ولفت الرئيس السيسي، إلى أن كاتدرائية "ميلاد المسيح"، بالعاصمة الإدارية الجديدة تم افتتاحها بشكل جزئي، لافتا إلى أن افتتاحها يعد رسالة كبيرة من مصر للعالم أجمع.
خلال كلمته وجه الرئيس السيسى رسالة لـ "أقباط مصر"قائلا: "تحيا مصر بيكم، تحيا مصر بالمصريين، وبشكركم على حفاوة الاستقبال".
وهنأ الرئيس السيسي، الشعب المصري وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، من داخل كاتدرائية "ميلاد المسيح"،وتابع : "عمر الخراب ما يقدر يهزم أبدا الخير والبناء والسلام".
وقال السيسي: "ماحدش أبدا هيقدر على مصر، طول ما مصر كده، واوعوا تنسوا إن اللي عايز يأذينا بيحاول يفرق ما بيننا"، مشيرًا بيده قاصدًا الوحدة.
"مناسبة غير مسبوقة في التاريخ".. هكذا وصف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد السيد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وتابع البابا تواضروس: "نسجل صفحة جديدة في كتاب الحضارة المصرية العريقة، ومصر التي علمت العالم فن الأعمدة فكانت المسلة في العصور الفرعونية وكانت المنارة في العصور المسيحية والمئذنة في العصور الإسلامية".
وأضاف بالقول: "نحن نرى افتتاح هذه الصروح العالية في هذه العاصمة الجديدة، التي تفتح آفاق المستقبل أمام مصرنا الحبيبة، ونرى في رمزية الافتتاح أن مصر ترى وتهتم بالقوى الناعمة فيها، وإن المسجد والكاتدرائية بنيت بأموال وتبرعات المصريين، وكان السيسي أول المتبرعين فيها وبنيت بجهود وإبداع المصريين"
أما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أعرب عن سعادته بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية،ووصفهما قائلا أنهما "كأكبر صرحين من صروح العبادة في مصر من أقصاها إلى أقصاها".
وأضاف الإمام الأكبر : "هذا الحدث يعد حدثًا استثنائيًّا وربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام، حسب ما أعلم، فما أعرف أن مسجدًا وكنيسة بُنيا في وقت واحد وانتهيا في وقت واحد وبقصد تجسيد مشاعر الأخوة والمودة المتبادلة بين المسلمين وإخوتهم المسيحيين- ما أعرف أن حدثا كهذا حدث قبل أن نشاهد اليوم هذين الصرحين البالغين القدر من حيث العمارة الفنية التي يحق لمصر أن تفخر بها على سائر الأمصار ويحق لعاصمتها الجديدة أن تزهو بها على سائر الأمصار".
وأبدى الإمام الأكبر شكره الجزيل للرئيس عبدالفتاح السيسي على هذا الإنجاز الرائع، كما أقدم للبابا تواضروس ومن خلفه إخوتنا المسيحيين في مصر وخارج مصر أجمل التهاني بهذه الكاتدرائية الجديدة التي ستقف -دون شك- شامخة إلى جوار المسجد الجديد، مسجد الفتاح العليم، في صمود يتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن وبث الفتن الطائفية".
وكرر شيخ الأزهر شكره للرئيس السيسي على "هذا الإنجاز الرائع الذي يحق لمصرنا أن تفتخر به، وأن مصر هي النموذج الأمثل والقدوة في التحاب والتآخي بين الأديان، بخاصة بين الإسلام والمسيحية، كما قدم فضيلته الشكر لكل السواعد المصرية الفتية العظيمة التي أنجزت هذين الصرحين في وقت قياسي يشهد به الجميع".
وتطرق الإمام الأكبر في كلمته عن موقف الإسلام من الكنائس،قائلا إنه "موضوع محسوم وأن الإسلام أو دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين وهذا حكم شرعي، وإذا كان الشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلف المسلمين بحماية الكنائس، والمسلمون يتقدمون في حماية الكنائس على إخوتهم المسيحيين، وهذا ليس حكمًا يأتي هكذا مجاملة؛ وإنما هو حكم قائم على آية من القرآن الكريم نحفظها جميعا وإن كان معناها أحيانا وللأسف الشديد يخفى على كثير حتى من المتخصصين، هذه الآية هي التي تكلف أو تأذن للمسلمين بالقتال من أجل الدفاع عن دور العبادة لليهود والمسلمين والمسيحيين معا، وهي قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}".
كما حذر فضيلة الإمام الأكبر من "استدعاء فتاوى قيلت في زمن معين وظروف خاصة للقول بأنه لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس، فهذا ليس من العلم ولا الحق في شيء، وهذا خطأ شديد واسألوا التاريخ ينبئكم أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين".
يذكر أن حدث افتتاح المسجد والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية ، لاقى اهتماما عالميا من قبيل قول الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب خلال تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» إنه سعيد بأن يرى الأصدقاء فى مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، مشددا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يقود بلاده نحو مستقبل أكثر شمولية.