التجوال الدولي «مغارة علي بابا» لشركات المحمول.. التفاصيل الكاملة
الخميس، 10 يناير 2019 06:00 ص
أرباح طائلة تحققها الشركات العاملة بمجال الهاتف المحمول في مصر ودول العالم من خلال خدمة «التجوال الدولي»، سواء للاتصالات الدولية، أو التجوال والتي تعتبر واحدة من الخدمات التي تؤدي إلى تحسن السياحة المصرية، وتتيح خدمات الرفاهية للسياح، وتتم المعاملات التجارية بين شبكات المحمول فى مصر ونظيرتها فى الخارج بالعملة الصعبة فيما يعرف بالمقاصة، وهو مايدر عليها الدولارات من كل صوب وحدب.
تقوم الشركات العاملة فى السوق بمحاسبة نظيرتها من الشركات العالمية بالعملة الصعبة بسبب اعتماد عملائهم على شبكتهم فى السوق المحلى، وفقا للمهندس هشام العلايلى الرئيس التنفيذى السابق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، مؤكدا أن شركات المحمول تحقق أرباحا من الخدمات الدولية ونقل البيانات سواء فى السوق المحلى أو الخارج فيما يتعلق بخدمات الاتصال الدولى أو التجوال الدولى، ولكن بالنسبة للعملة الصعبة لخدمات التجوال الدولى فإنها ترتبط بالقطاع السياحى والذى شهد تحسنا مؤخرا، ولكن فى حال ارتفاع عدد المسافرين عن السياح الوافدين إلى مصر، فإن الأمر يختلف، بالنسبة للعملة الصعبة حيث تحاسب الشبكات فى الخارج نظيرتها فى السوق المصرى على استخدام شبكاتهم بالخارج بالعملة الصعبة أيضا ولكن فى كل الأحوال فإن الشركات تحقق دخلا كبيرا.
ويشير «العلايلي» إلى أن الكثير من المسافرين باتوا يقبلون على الكروت مسبقة الدفع فى شحن أرصدتهم أو شراء خطوط محلية فى الدولة التى يتواجدون بها عند السفر إلى الخارج للاستفادة من تسعيرة أفضل.
وقال المهندس خالد حجازى، الرئيس التنفيذى للقطاع المؤسسى لشركة اتصالات، إن دخل الشركات من العملة الصعبة بخدمات التجوال المحلى مرهون بحجم السياحة الوافدة إلى البلاد، مشيرا إلى أن الدخل يرتفع أو يقل بحسب عدد السياح واستخداماتهم، ولكن أيضا فإن الدخل من العملة الصعبة قد ينخفض إذا ما زاد عدد المسافرين عن السياح، كما أن بعض أسعار التجوال الدولى خارج مصر قد لا تكون مربحة للشركات للحفاظ على العميل، حيث تعقد الشركات اتفاقيات مختلفة مع جميع المشغلين بالعالم، مضيفا، أن عددا كبيرا من السياح بمصر يلجأون إلى الاتصال الدولى عبر خدمات الاتصالات المجانية عبر الموبايل مثل فيس بوك ماسينجر وغيرها من التطبيقات وهو ما قد يؤثر على دخل الشركات من العملة الصعبة بخدمات التجوال الدولى أيضا بينما تلك الخدمات مغلقة فى العديد من دول العالم والشرق الأوسط ومن بينها الإمارات، إلا أنه ذكر أن امتلاك اتصالات مصر بوابة اتصالات دولية يمنحها ميزة تسعيرية بخدمات التجوال الدولى.
يأتى ذلك فى حين يتجه الكثير من المستخدمين فى العالم إلى تفضيل وسائل الاتصال الدولى المجانى عبر الإنترنت بعد انتشار مئات التطبيقات المقدمة لتلك الخدمات لارتفاع تكلفة المكالمات الدولية وهو ما يؤثر على ربحية الشركات ما دعا العديد من الدول لإغلاقها حتى لا يسبب ذلك لخسائر لشركات الاتصالات كما يعد الاتصال الصوتى التقليدى هو الأفضل من ناحية الصوت وجودة الخدمة.
وطرحت الحكومة فى عام 2016 رخصة الاتصالات الموحدة وتشمل «رخص الجيل الرابع للمحمول ورخصة محمول للشركة المصرية للاتصالات ورخصا للتليفون الأرضى ورخصتين للاتصالات الدولية لأورنج وفودافون».
وحصلت الشركات على جميع الرخص ما عدا رخصتى الاتصالات الدولية لشركتى أورنج وفودافون اللتين تعتمدان على البوابة الدولية لشبكة المصرية للاتصالات فى تقديم الخدمة لأسباب تجارية وتقديمها عروضا تسعيرية أفضل كما ترى الشركتان أنهما الأفضل من شراء البوابات الدولية فى حين تملك اتصالات مصر رخصة للاتصالات الدولية منذ بدء استثمارها فى مصر عام 2007.
وخاصية التجوال هى عبارة عن استخدام خط الهاتف المحمول خارج حدود البلاد، وذلك من خلال إجراء المكالمات الصوتية أو استخدام الإنترنت على شبكة مقدمة خدمة ما فى الدولة المسافر إليها، وبدلا من دفع تكلفة الخدمة لمقدم الخدمة فى البلد المستضيف، يتم احتساب التكلفة على مقدم الخدمة المحلى الخاص بك، الذى يقوم بدوره بتضمين قيمة المكالمات فى فاتورتك أو خصمها من رصيد طبقاً لتعريفة التجوال المعلنة، حيث إن كافة مشغلى خدمة المحمول بمصر لديهم اتفاقيات ربط مع أغلب مقدمى خدمة المحمول حول العالم.
ويجب أن يأخذ العميل فى الحسبان أسعار خدمات التجوال إذا كان مسافرا خارج البلاد، حيث إن تعريفة التجوال مرتفعة مقارنة بتعريفة المكالمات المحلية والدولية، لذا عليه الرجوع أولا لمقدم الخدمة الخاص به قبل المغادرة والاستفسار منه عن أسعار الخدمة.
وغالبا فإن كل مشغلى المحمول بمصر يطرحون عروضا مختلفة لخدمة التجوال للخدمة الصوتية وخدمة الإنترنت، ويمكن للعميل الاختيار من بين تلك العروض بما يتناسب مع احتياجاته، كما ترسل الشركات فور وصوله للدولة المقصودة واختيار شبكة مقدم الخدمة بتلك الدولة رسائل قصيرة من مقدم الخدمة المحلى الخاص بك تتضمن تعريفة استخدام التجوال للمكالمات الصوتية والإنترنت.
وينصح قبل استخدام خدمة التجوال التأكد من مدى ضرورة استخدام الخط المحلى أثناء السفر، ومعرفة سعر خدمات التجوال لمختلف مقدمى الخدمة فى الدولة المقصودة وعن طريق مقدم الخدمة المحلى تستطيع الحصول على المعلومات، وهل من الأوفر شراء خط سابق الدفع من أحد مقدمى خدمة الهاتف المحمول فى الدولة المقصودة بدلا من استخدام خدمة التجوال المحلى!
وينصح باستخدام مقدم الخدمة المستضيف ذى التعريفة الأقل، وذلك من خلال مقدم الخدمة المحلى، واجراء المكالمات خارج أوقات الذروة، وأن يتذكر العميل أنه سيدفع ثمن جميع المكالمات عند استخدام خدمة التجوال الدولى سواء كانت مكالمات صادرة من هاتفه أو واردة إليه، لذا عليه اختيار المكالمات التى يود الرد عليها مع الأخذ فى الاعتبار أن سعر الدقيقة الواردة أقل من سعر الدقيقة الصادرة فى معظم الأحيان.
ولابد للعميل ألا ينسى غلق خاصية خدمات الإنترنت ونقل البيانات من قائمة إعداد الضبط بهاتفه المحمول قبل الصعود إلى الطائرة باتجاه وجهته الدولية، لأن ترك هذه الخاصية مفعلة عند وصوله إلى وجهته يعنى أن هاتفه المحمول مهيأ تلقائياً للدخول إلى الإنترنت، وقد يستقبل إشعارات على مختلف التطبيقات لديه، وهو ما ستكون تكلفته باهظة بحساب قيمة الميجا طبقة لتعريفة استخدام البيانات خلال التجوال الدولى.