بدعم سعودي إماراتي..
تنسيق فرنسي عربي لإنقاذ الساحل الإفريقي.. هل ينجح ماكرون في صد إرهاب قطر؟
الثلاثاء، 08 يناير 2019 10:00 ص
جولات عدة أجراها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لدول أفريقية، في مقدمتها دول الساحل الأفريقى، للتنسيق فى ملفات عدة فى مقدمتها مكافحة الإرهاب المدعوم من قطر، وغيرها من الدول الراعية للتطرف.
ويستعين الرئيس الفرنسي في ذلك بدعم عربي - خليجي لرفع كفاءة دول الساحل الأفريقى وقدراتها على مواجهة مليشيات العنف والخراب. فرغم ما تشهده باريس من تظاهرات "السترات الصفراء" لم تنقطع زيارات "ماكرون" إلى الدول الأفريقية، حيث حرص على تفقد جنوده فى الساحل الأفريقى وشاركهم احتفالاتهم بأعياد الميلاد ورأس السنة، بخلاف طرق أبواب دولاً عربية من بينها السعودية والإمارات لرفع تمويلاتها للقارة السمراء، لمواجهة الإرهاب.
التواجد الفرنسي في مالي أثقل باريس ماديا، فقبل 3 سنوات، أسست المنظمة الأمنية الإقليمية المتخصصة فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة فى منطقة الساحل، من أجل التنسيق الإقليمى والدولى لمواجهة الإرهاب، حيث أثقل الخزينة الفرنسية، وزادت أعراض الأزمة الاقتصادية، بحسب مراقبون.
البعض قال إن التكلفة المالية لتواجد القوات الفرنسية في دول الساحل، كانت أحد أسباب الأزمة المالية التي تشهدها فرنسا، وهو ما دفع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى طلب النجدة عبر نداء استغاثة، فى المؤتمر الذى عقد فى العاصمة الموريتانية نواكشوط قبل أشهر، وحمل اسم "مؤتمر تنسيق المانحين لتمويل برنامج الاستثمارات الأولية، لمجموعة الخمس بالساحل الأفريقى".
ويأتى الاهتمام الأوروبى الفرنسى بالمنطقة بسبب تداخلها المحورى مع إفريقيا الشمالية والغربية وصولا إلى البحر الأحمر، وبات استقرار الساحل والصحراء يعنى استقرار المصالح الفرنسية والأوروبية ممثلة فى مصادر الطاقة واليورانيوم، حيث تمثل موريتانيا مخزونًا معتبرًا من الحديد المهم لصناعة الصلب فى أوروبا، وتأتى النيجر رابعة فى إنتاج اليورانيوم بنسبة 7.8% من الإنتاج العالمى ويغطى هذا 12% من احتياجات الاتحاد الأوربى، فضلًا عن المخزون المهم من البترول خاصة فى دول القلب (موريتانيا، والنيجر، ومالى) وتشاد حسب دراسات وتقارير الاتحاد الأوربى.
وأكد مراقبون أهمية المساهمة السعودية والإماراتية من أجل تفعيل قوة الساحل الأفريقى "جى 5"، المشكَّلة من جيوش خمس دول هى (موريتانيا، مالى، بوركينا فاسو، تشاد، والنيجر)، خاصة بعد ارتفاع وتيرة التحذيرات الدولية من مغبة انتقال التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" من سوريا والعراق بعد ضربها هناك إلى مناطق هشة أخرى أكثر قابلية لتصاعد حدة الظاهرة الإرهابية، خاصة فى منطقة الساحل الأفريقى.
وكشفت مصادر استخباراتية فرنسية- نقلت عنها جريدة الاتحاد الإماراتية- أن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التى احتلت شمال مالى، وفى الشهر ذاته بدأ الجدل يحتدم فى فرنسا حول الدور الذى تلعبه قطر فى بزوغ نجم الجماعات المتطرفة بمالى. وبعد نحو شهر من هذا التاريخ، وجّه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو فى شمال مالى، اتهامات لقطر بتمويل المتشددين عبر مطارى غاو وتنبكتو، وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية.