«محل جوزيبى بارفيس للتحف».. عندما امتلكت مصر متحفاً فنياً مجانياً للعوام منذ أكثر من 110 سنة
الإثنين، 07 يناير 2019 09:00 ص
تطورت الصناعة بشكل ملحوظ فى مصر فى أوائل القرن العشرين، وبالتحديد صناعة التحف والأثار، فقد كانت البيوت البسيطة مثلها كمثل بيوت الأثرياء والوجهاء، تضم كميات من التحف القيمة وكانت بمثابة مقتنيات أساسية داخل منزل لا يمكن الاستغناء عنها، وعكست ثقافة المصريين فى تلك الآونة.
ووصت انتشار ثقافة شراء التحف وامتلاكها، امتلكت القاهرة فى ذلك الوقت محلاً يعد أحد أفخم المحال فى هذا المجال على مستوى العالم، «محل جوزيبى بارفيس للأثاث والتحف»، كان أحد المحلات الرائعة التى ضمت مقتنيات هامة، فلم يكن المحل مجرد مكان لبيع هذه التحف والأثاث، بل كان بمثابة معرض للزائرين للنظر والاستمتاع بهذا الجمال الفنى لمعروضاته ومزار لكل من أراد أن يمتع عيناه بجماله وجمال مقتنياته، فقد كان صاحبه جوزيبى بارفيس، إيطالى هاجر إلى مصر سنة 1859، واشترى محل التحف فى القاهرة فى نفس العام.
«هذا محل يسر الناظرين»، بتلك الجملة استقبل محل جوزيبي زواره، فقد أراد صاحب المحل بتلك الجملة التى كتبها صحاب المحل على إحدى حوائطه أن يعبر عن قيمة وجمال المحل وقيمة مقتنياته ومدى تأثيرها الإيجابى فقد كان صاحب المحل مقتنعاً بأن متجره عبارة عن متحف مفتوح يعرض نوعًا مبهرًا من الفن.
كان يقع محل جوزيبى بارفيس للأثاث والتحف بشارع ابراهيم باشا، ويعرف حالياً باسم شارع الجمهورية بوسط البلد، حيث اشتهر المحل بتخصصه فى صناعة الأثاث المصرى الشرقى الأصيل الذى لا مثيل له منذ عصر الخديوي إسماعيل وحتى عصر الملك فاروق الأول، لدرجة أن كل القصور الملكية في أوروبا وآسيا طلبت منه مثيل لهذه الأعمال وما زالت توجد بها إلى الآن.