حكاية معبد كلابشة بأسوان.. تحول إلى كنيسة فى العصر القبطى ونقل من موقعه بعد بناء السد

يعتبر معبد كلابشة، أحد أهم المزارات السياحية الأثرية الموجودة بجنوب بمحافظة أسوان، والذى تم إنشاءه فى العصر الرومانى، وفى هذه التحفة الأثرية العظيمة، تحدث إحدى الظواهر التى تشبه المعجزات، حيث تتعامد الشمس على حجرة قدس الأقداس للإله ماندوليس مرتين خلال العام، كما هو الحال فى معبد أبو سمبل، الأمر الذى جعله أحد أكثر المزارات التى يقصدها السائحين فى مصر.

بُنى معهد كلابشة التاريخي فى عهد الإمبراطور أغسطس، وكان الهدف من إنشاءه هو تأسيس معبد لعبادة الإله ماندوليس، والذى كان إله الشمس عند النوبيين فى ذلك الوقت، وأختيرت تلك المنطقة من أجل هذا السبب، وقد تم بناء غرفة قدس الأقداس المُلحقة بالمعبد، بطريقة تجعل الشمس تتعامد مرتين فى العام، حيث تتعامد في يومي 14 من شهر فبراير و29 شهر أكتوبر.

وخلال العصر القبطى، عمد القائمين على الحكم حينها إلى تحويل المعبد إلى كنيسة لإقامة الشعائر القبطية والمسيحية به، حيث تم الكشف عن وجود بعض النقوش القبطية على جدرانه وهو خير دليل على ذلك.

ومن المفارقات الغريبة الخاصة بالعبادة داخل المعبد وإقامة الصلوات، هو أن النقوش الموجودة على جدران المعبد كشفت أن هناك توجيه من كهان المعبد بمنع تربية الخنازير فى حرام المعبد، كما احتوت جدران المعبد على نقوش للألهة ماندوليس ونقوش أخرى مرتبطة بايزيس وازوريس وبتاح وحورس، ونقوش مسيحية بعد أن تحول الى كنيسة، بالإضافة إلى نقشا تاريخياً يوضح انتصارات الملك النوبى سيلكو.

دعمت الحكومة الألمانية عملية نقل معبد كلابشة من موقعه القديم بعد بناء السد العالى، حيث استمرت عملية نقله من موقعه القديم إلى الموقع الجديد حوالى عامين، حيث يعتبر ثانى أكبر من معابد النوبة بعد معبد أبو سمبل، ومن أهم المعابد ذات الطراز المعمارى النوبى الفريد.