حصاد 2018.. مصطفى محمود: سائق حول «طريق القاهرة-السويس» حياته للأفضل

 

«لم يكن لدى يقين كاف أبدا بأننى سأعود إلى بيتى سالما، فرغم كون مهنتى لا تتضمن عنفاً أو شراً، إلا أنها لم تكن آمنة أبدا، فالجميع من حولى كانوا دائمين القلق عليّ، وغالبا ما نصحونى بالبحث عن بديل حتى أحافظ على سلامتى الجسدية».. بهذه العبارات عبّر الشاب العشرينى مصطفى محمود عن حياته سابقا خلال عمله كسائق متنقلاً بين محافظتى القاهرة والسويس.

 

يقول مصطفى: «ربما لن يخيل لأى شخص يرى الطريق الصحراوى الآن الواصل بين محافظتى القاهرة والسويس، كان يمثل على سالكيه من قائدى السيارات خطورة شديدة على العاملين بها، ولكنه هكذا كان الحال المفروض بالفعل، فكثيرا ما شهد هذا الطريق حوادث خطرة أدت إلى موت الكثير»، موضحا أنه كان أحد من تعرضوا لحادث خطير خلال قيادته على هذا الطريق، ما أدى إلى مكوثه فترة راحة طويلة من أجل التعافى.

 

«طريق ضيق غير ممهد جيدا لاستيعاب هذا الكم من السيارات وعربات النقل الثقيل، وخدماته قليلة، رغم كونه نقطة اتصال مهمة بين محافظتين كبيرتين ومركزيتين، ويمر بعشرات المدن، ما يجعله متكدس مروريا طوال الوقت».. هكذا وصف السائق مصطفى طريق القاهرة – السويس الصحراوى قبل التطوير، مشيرا إلى أن هذا الحال تغير تماما بعدما انتهت الدولة من تطويره وتوسعته هذا العام، ليتحول من طريق يؤدى إلى الموت إلى طريق سالم آمن.

 

ويستكمل السائق: «عندما تعرضت للحادثة كنت أفكر بشكل جدى فى إنهاء عملى كسائق على هذا الطريق حسبما نصحنى البعض، إلا أن ما شهده الطريق من  توسعة وتقسيمه إلى 5 حارات وفصل حارات سير الملاكى عن النقل الثقيل، جعلنى أشعر بالثقة، وهو ما دفعنى للعمل عليه مجددا، فضلا عن زيادة الخدمات عليه».

 

ويضيف: «لست وحدى من شعر بالأمن على الطريق، فزملائي فى الموقف أيضا يشعرون بهذا، وكذلك الركاب أصبحت لديهم ثقة فى الطريق الصحراوى، ما دفعهم لاتخاذه دون أى خوف»، لافتا إلى أن زيادة الركاب عادت على السائقين بمكسب واسع.

 

وتابع السائق مصطفى: «أيضا بعدما تطور الطريق إلى الأفضل، وقلّ التكدس المرورى عليه، أصبح العمل عليه بشكل أفضل»، لافتا إلى أن هذا مكّنه من العمل لورديتين خلال اليوم الواحد بعدما كان يومه يشمل وردية واحدة سواء بسبب التكدس المرورى على الطريق أو التخوف من التعرض لحادث».

 

واختتم الشاب قائلا: «الطرق التي أنشأتها وطورتها القوات المسلحة ومؤسسات البلد ساهمت كثيرا فى تحسين حياتنا للأفضل سواء من ناحية زيادة عائد ربح السائقين وكل مَن يعملون على هذه الطرق، أو من ناحية أمن الركاب والسائقين».

 

يشار إلى أن آخر أعمال تطوير طريق القاهرة والسويس الصحراوى، تم افتتاحها خلال شهر أكتوبر من العام الجاري 2018، وتمثلت الأعمال فى المسافة من الدائرى الإقليمي حتى دائرى القاهرة الكبرى بطول 37 كم وتكلفة 478 مليون جنيه، وتضمنت إنشاء 3 حارات فى كل اتجاه ليصبح الطريق فى هذه المسافة 8 حارات بكل اتجاه، كما تم توسيع وصلة النفق 109 بطول 24 كم وتكلفة 666 مليون جنيه والتى تضمنت تطوير هذه المسافة لتكون 5 حارات بكل اتجاه «3 حارات ملاكى - 2 حارات للنقل بكل اتجاه» بدلا من حارتين بكل اتجاه، وشمل المشروع أيضا إنشاء كوبرى دوران للخلف وكوبرى الكيلو 109 أعلى السكة الحديد بتكلفة 200 مليون جنيه وعرضه 21.75 متر.