التوتر يعود مجددا بين واشنطن وبكين.. تحذير من السفر وتصعيد دبلوماسي بين البلدين
الجمعة، 04 يناير 2019 02:00 م
حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى الصين، بسبب ما أسمته التطبيق العشوائي للقانون، الأمر الذي يثير كثير من التكهنات والتساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية، في ظل تفاقم الخلافات بين الجانبين فى المرحلة الراهنة.
التحذير الأمريكي يمثل تصعيدًا جديدًا من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب، تجاه الصين، وذلك بعد شهور من الحرب التجارية، على خلفية قرار ترامب، بفرض تعريفات جمركية على الواردات القادمة من الصين، الأمر الذى دفع بكين للرد بالمثل، وهو ما أنذر بخسائر كبيرة على الجانبين.
ومؤخرا نجح الرئيس الأمريكي في التوصل إلى صفقة مع نظيره الصيني شي جين بينج، خلال لقائهما الأخير بالعاصمة الأرجنتينية بيونيس آيرس فى أوائل ديسمبر الماضى، تقوم على عدم زيادة الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية مقابل زيادة المشتريات الصينية من المنتجات الأمريكية، خاصة فى المجالين الزراعي والصناعي، لتحقيق قدر من التوازن فى الميزان التجاري بين البلدين.
ورغم الهدنة التجارية التى توقع على إثرها المتابعون حالة من الهدوء فى العلاقات بين البلدين، إلا أن العلاقات توترت مرة أخرى، على إثر قيام السلطات الكندية باحتجاز مسئولة تنفيذية بشركة هواوى الصينية، وذلك بسبب اتهام الولايات المتحدة لها بمحاولة الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وهو الأمر الذى أثار حفيظة الصين.
وهدف القرار الكندي باحتجاز المواطنة الصينية منج وان، إلى تسليمها إلى السلطات الأمريكية، بحسب رؤية العديد من المتابعين، خاصة وأن أوتاوا ترتبط مع واشنطن باتفاقية لتسليم المتهمين، وهو الأمر الذى أثار حفيظة الحكومة الصينية، التى استدعت السفير الكندي ومطالبته بالإفراج الفوري عن منج,
واعتبرت أن احتجاز مواطنة صينية، في ترانزيت بمدينة فانكوفر الكندية، بناء على طلب من الولايات المتحدة يمثّل انتهاكا صارخا لحقوق المواطنة الصينية ومصالحها المشروعة.
وأثار اعتقال منج توترا على الجانب الآخر بين الصين والولايات المتحدة من جديد بعد هدنتهما التجارية، حيث استدعت السلطات الصينية كذلك السفير الأمريكي لدى بكين، لتسليمه احتجاج بشأن اعتقال منج وان فى كندا وقالت إن على الولايات المتحدة سحب أمر اعتقالها.
ورغم قرار محكمة كندية بإطلاق سراح منج بكفالة تصل إلى 10 ملايين دولار كندى، مقابل تسليم جواز سفرها إلى للسلطات الكندية لمنعها من مغادرة البلاد، إلا أن القرار لم يكن كافيًا، حيث تطالب الصين بالإفراج الكامل عنها.
واتجهت بكين فى المقابل نحو اعتقال عدد من المواطنين الكنديين، من بينهم دبلوماسي سابق، مما دفع الولايات المتحدة وكندا إلى إدانة السلطات الصينية.
ويمثل التحذير الذى أعلنته واشنطن لمواطنيها من السفر إلى الصين انعكاسا صريحا لمخاوف الولايات المتحدة من استخدام بكين للنهج ذاته مع المواطنين الأمريكيين فى المرحلة المقبلة، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت القضية سوف تعيد الخلافات التجارية إلى نقطة الصفر من جديد بعد الهدنة التى أبرمها ترامب مع نظيره الصيني قبل أسابيع بالأرجنتين.