ديكتاتور يقود مافيا.. أم تركية تروي تفاصيل تعذيب نجلها في سلخانات أردوغان

الخميس، 03 يناير 2019 12:00 م
ديكتاتور يقود مافيا.. أم تركية تروي تفاصيل تعذيب نجلها في سلخانات أردوغان

أم مكلومة في طريقها لزيارة ابنها المحتجز في إحدى سلخانات رجب إردوغان، تحديدا في سجن سيليفري سييء السمعة، الذي يحمل اسم المدينة التابعة لإسطنبول، تجر قدميها وتحمل حزنها على ولدها الأسير في قبضة الجلادين، لم يكن استلاب حريته كافيا ليشفي صدور زبانية شيطان الباب العالي، ولم يكن قلب الأم حنيفة كوسي أوغلو يحتمل حزنا جديدا، دموعها ملأت عينيها عندما رأت ابنها مصطفى أوزغور ينزف دما من يدين متورمتين، لم يستطع أن يصافحها، بدت عليه آثار الضرب والتعذيب في كل أنحاء جسده.

وفق صحيفة جمهورييت التركية، قالت الأم في شكوى جنائية قدمتها إلى الادعاء العام لمدينة سيليفري ضد الحراس ومدير السجن اليوم الثلاثاء: عندما ذهبت لزيارة ابني لاحظت عليه آثار تعذيب، وأضافت: "وجدت آثار ضرب على جسده، عيناه متورمتان، وعليهما كدمات ويده متورمة وكان حافي القدمين".

تابعت: سألته ماذا حل بك فأخبرني بما حدث خلال فترة الزيارة التي عادة ما تكون قصيرة، لقد ضرب على ذراعيه حتى نزف دما، تعرض للتعذيب على أيدي موظفي السجن وعندما اعترض، أخرجوه في الزيارة من العنبر دون حذاء .

"اشتكيت بشكل رسمي وطالبت بتفريغ سجلات كاميرا السجن وكتابة تقرير طبي يثبت ما تعرض له من تعذيب وحشي، والإعدام لكل الموظفين المسؤولين ومديري السجن الذين ضربوا ابني". 

ليست الحالة الأولى التي تتعرض للتعذيب في السجن الذي تأسس عام 2008، بعد سنوات قليلة من صعود حزب إردوغان إلى السلطة، يعد الأحدث في تركيا والأكبر في أوروبا، ويمتلئ بالمعتقلين، وتم تقديم العديد من الشكاوى عن وقائع تعذيب داخله عقب مسرحية الانقلاب التي جرت فصولها في 15 يوليو 2016.

يعد سجن سيليفري سلخانة العدالة والتنمية يمارس فيه الحزب الحاكم العديد من انتهاك حقوق الإنسان دون حساب.

كشفت تقارير إعلامية تركية نشرت في نوفمبر الماضي تعذيب 29 فتاة من قبل حراس "سيليفري"، ودهس مجموعة من الجنود بأحذيتهم المعتقل جيم أوزجان، لمجرد أن وجدوا  بحوزته دفترا يدون فيه يومياته.

 شفق باوي النائبة بالبرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري قالت في مقال لها بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية نوفمبر الماضي، إنها قامت بجولة في سجون تركيا رصدت خلالها انتهاكات عديدة يتعرض لها السجناء، ووصفت سيليفري بأنه أكثر السجون تشديدا في الإجراءات الأمنية وانتهاكا لحقوق المعتقلين.

وأضافت:  "تعرضنا للتفتيش في جميع مراحل الدخول، بما في ذلك فحص بصمة العين، لم يرحموا أطرافي الصناعية التي لا تحتمل الصفير العالي للبوابات  الإليكترونية، لم يُسمح لي إلا بحمل دفتر ملاحظات وقلم، في حين يمنع السجناء من كتابة أية ملاحظات، يروون ما يحدث معهم  لأقربائهم ومحاميهم فقط".

تابعت النائبة البرلمانية: "حتى حراس سيليفري ينتابهم الخوف والقلق، فإذا طلبت كوبا من الماء لن يعطوك إياه خوفا من اتهامهم بمساعدة المعارضين، لا يتم تحديد أعراض الأمراض داخل السجن من قبل الطبيب إنما من قبل وزارة العدل، ولكي يذهب السجناء لزيارة الطبيب، يتم شحنهم بأعداد كبيرة داخل  حافلات لعدة ساعات".

سجون تركيا
دفع اليأس بعض المعتقلين داخل سجون إردوغان - حسب وسائل الإعلام التركية - إلى إنهاء حياتهم بأيديهم، شهد  عام 2015 انتحار 43 سجينا وارتفع العدد عام 2016 إلى 66 وفق البيانات الحكومة الرسمية.

لا يفرق النظام التركي في استبداده وقمعه بين صغير أو كبير، يغتال إردوغان الطفولة في سجونه التي يقبع بها 3 آلاف طفل بينهم 743 رضيعا يقيمون مع أمهاتهم السجينات، وفق بيانات وزارة الداخلية التركية.

سجون تركيا أصبحت من الأسوأ في العالم، حسب تقرير مجلس أوروبا الذي نشر في 21 نوفمبر الماضي الذي رصد التطورات التي حدثت في سجون العالم بين عامي 2005 و 2015 ، ماجعل  تركيا تحتل المركز السادس في قائمة أسوأ سجون العالم بين 74 دولة.

أضاف التقرير الأوروبي: ارتفع عدد المحكوم عليهم بتهمة الاعتداء الجنسي في تركيا خلال تلك الفترة  إلى 12 ألفا و253، فيما بلغ متوسط بقاء الشخص الواحد في السجن 29.9 شهر، وهي  ثالث أطول مدة حبس في أوروبا بعد رومانيا والبرتغال، سعة السجون في تركيا ازدادت بنسبة 144% عام 2015، وارتفع عدد السجناء إلى 220%، ليقفز من 54 إلى 173 ألفًا. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة

أب مجاهد وابن عظيم

أب مجاهد وابن عظيم

السبت، 23 نوفمبر 2024 09:00 ص