رحلة علاج انتهت في المقابر.. «انتصار» تلفظ أنفاسها الأخيرة في مستشفى النيل للتأمين الصحي
الأربعاء، 02 يناير 2019 02:00 ص
بداية رحلتها مع الألم بدأت في كسر بمنطقة الحوض، تحولت على إثره إلى جثة هامدة تنتظر أن يزفها الأهل والأصحاب إلى مثواها الأخير في المقابر إلى جوار الراحلين- على حد زعم أهلها- إنها «انتصار»، التي لم تكمل عقدها الثاني، ورحلت نتيجة خطأ طبي في مستشفى النيل للتأمين الصحي.
تقول نجوى محمد عز الدين، الشقيقة الكبرى للراحلة «انتصار»، إن شقيقتها الصغرى سقطت من الطابق الخامس بمسكنهما الكائن بشبرا الخيمة، حيث اختل توازنها أثناء قيامها بـ«نشر الغسيل»، وتم على الفور نقلها لمستشفى النيل للتأمين الصحي بشبرا الخيمة، وتبين أنها أصيبت بكسر بالحوض والفك والساق اليسرى، وتم إيداعها غرفة الرعاية المركزة لمدة شهر كامل.
وأكملت «نجوى» طيلة الشهر، لم نعرف أي شيء عن شقيقتي، فالأطباء يكتفون بكلمة «هتبقى كويسة»، حتى مر الشهر وخرجت من غرفة الرعاية المركزة، لاستقرار الحالة، إلا أنها أصيبت بعدد من قرح الفراش، بسب الإهمال وعدم حصولها على الرعاية الكافية، والاكتفاء بالعقاقير المسكنة فقط.
وتشير إلى أن شقيقتها «انتصار» لم يجر لها أي عملية لتلك الكسور المصابة بها، بل تم عمل جبيرة للساق اليسرى، وبسبب الإهمال أصيبت الكسور بالعفن الشديد لعدم حصولها على غيار طبي لمدة 16 يوما، بجانب أننا اكتشفنا أنها تعانى من ارتجاج في المخ، ولم يقم أحد من الأطباء بتقديم العلاج اللازم لها، وظلت لمدة شهرين حتى أكلها الإهمال وانعدام الضمير حتى ماتت، مطالبة بالتحقيق في وفاة شقيقتها والمتسببين في ذلك.
وفي نفس السياق، قالت «الحاجة فاتن» والدة «انتصار»: «ابنتي ماتت، في عز شبابها ملحقتش تفرح، ماتت بسب الإهمال في المستشفى، حرموني منها ومش هشوفها تاني.. ابنتي، كانت حالتها صعبة ولم يهتم أحدا بها، حتى فقدتها، وخرجت بها جثة هامدة من المستشفى، حتى الكسور أصابها العفن بسب الإهمال، عايزه حق ابنتي».
ومن جانبه، أكد الدكتور عيد العطار، مدير مستشفى النيل للتأمين الصحي، في شبرا الخيمة، أن المستشفى كانت تتعامل مع الحالة بكل دقه واهتمام، وتم تقديم لها أوجه الرعاية الكاملة، مشيرًا إلى أن المتوفاة بالرغم من أنها لا تتبع التأمين الصحي، إلا أن المستشفى استقبلتها وتم تقديم الرعاية المتكاملة لها.
ويشير مدير مستشفى النيل للتأمين الصحي، في شبرا الخيمة، إلى أنه تم إحالة «انتصار» لأكثر من مستشفى وتم رفض قبولها بسب صعوبة الحالة، وبالرغم من ذالك تم تقديم الخدمات الصحية لها، وتجهيزها لإعداد العمليات المناسبة لحالها.
وأشار مدير مستشفى النيل للتأمين الصحي، إلى أن الكسور لم يصبها العفن كما زعمت أسرة «انتصار»، ولكنها كانت تعاني من شدة الالتهاب، وخلال فترة تواجدها في المستشفى كانت تحظى برعاية طبية يوميا لمتابعة حالتها الصحية، لافتا إلى سقوطها من الطابق الخامس أثر بشكل كبير على منطقة الصدر، ووظائف الكلى، ولأن الحالة لا تحتمل أخذ مخدر طبي تم تأجيل العملية خشية حدوث أي انتكاسات لها، مؤكدا أن المستشفى هدفها الحفاظ على المرضى وتقديم الخدمات الصحية لهم.