قصة نجاح الأيدي الناعمة.. نادية أول مصرية تعمل بالحدادة
الأحد، 30 ديسمبر 2018 09:00 ص
قصة كفاح أخرى تسطرها هذه المرة الأيدي الناعمة، نادية بديوى، من محافظة الإسماعيلية تدير ورشة للحدادة، فلا يكاد يختلف عرق سيدة تواجه قسوة الحياة عن عرق ذاك الشاب صاحب البنيان القوى حين يتبادلان الطرق بعزيمة على قطع الحديد، هكذا تبدو حياة من اتخذت مهنة شاقة طريقًا لتحقيق حلمها حتى باتت تضيف إلى المهنة جوانب إبداعية جديدة.
بداية القصة عندما توفى زوج نادية بديوى، فى فبراير عام 1992، أى منذ 26 عامًا، وترك لها ورشة للمعادن، وثلاثة أبناء "بنتين وولد"، ولم تتردد واختارت أصعب الخيارات لكى تحافظ على ورشة زوجها، وما تحمله من ذكريات غالية، ولكى تستطيع أن توفر لأبنائها حياة كريمة.
ورغم أن مهنة الحدادة لا يقدر عليها سوى أقوى الرجال، إلا أنها أقبلت عليها، وكانت أول مصرية تمارس هذه المهنة الشاقة، وأصبحت صاحبة أول ورشة فى مدينة الإسماعيلية، وبعد وفاة زوجها، قررت أن تستكمل مهنته الشاقة من أجل تربية أولادها، ونزلت للعمل فى الورشة.
ويوما بعد يوم استطاعت نادية أن تتعلم مهنة الحدادة، وأن تعمل يدا بيد مع العمال من أجل إنجاز الأعمال المطلوبة من أبواب ونوافذ وأسوار حديدية وكل ما يخص عالم الحدادة، ولم يأخذها العمل فى الورشة عن أسرتها وأعطت أولادها رعاية كبيرة، بعد أن رفضت أن يدخل حياتها زوج آخر.
وحصلت ابنتها دلال 40 عامًا حاليًا على بكالوريوس تجارة، وهاجر 32 عامًا حاليًا على بكالوريوس تربية، وابنها محمد 38 سنة حاليًا على معهد سياحة وفنادق، ورغم أن لها 5 أحفاد، "4 ولاد وبنت"، إلا أنها تجد سعادتها كل صباح عندما تفتح الورشة وتضرب بالمطرقة على السندان، لتصنيع المطلوب من أعمال للزبائن.
وتقول نادية إنه بعد وفاة زوجها، وجدت نفسها وحيدة ليس لديها أى مصدر دخل ولديها ثلاثة أبناء، وترك زوجها ورشة لتصنيع وتشكيل الحديد، لكنها مدينة بالكثير من الأموال، ولم تجد أمامها خيار سوى إدارة الورشة وتعلم "الصنعة"، وخلال أشهر قليلة أصبحت الورشة من أكبر الورش بالمحافظة، واستطاعت تعويض خسائر الورشة، وتحقيق أرباح جيدة، ساعدتها فى توفير احتياجات أولادها، وحصلوا جميعًا على شهادات جامعية، ولا زالت حتى الآن تفتح الورشة يوميًا وتمارس أعمال الحدادة بنفسها، وتقدم تشكيلات جديدة ومبتكرة.
وتابعت: أثبت للجميع أن العمل ليس حكرًا على الرجال، فأى عمل يحتاج إلى عزيمة وإصرار، بالإضافة إلى أننى لم أقصر فى حق أطفالى، حيث كنت أستيقظ فى السابعة صباحًا لتحضير الإفطار لأولادى، ويذهبون إلى مدارسهم ثم أتوجه إلى الورشة لاستكمل العمل، حتى الثانية ظهرًا لأعود لتحضير الغداء، ثم أعود للورشة لاستكمال العمل، مشيرة إلى أنه لا فرق بين الرجل والمرأة فى أى من مجالات العمل.
وأكدت نادية، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالمرأة خاصة المكافحة منحنا دافعا كبيرا فى العمل، رغم أنه تم تكريمى أكثر من مرة كأم مثالية وكسيدة مثالية، إلا أنه فى حالة تكريمى من الرئيس السيسى سوف يكون أهم وأرفع وسام أحصل عليه.