وتأتى زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خلفية توتر شديد بين واشنطن وطهران، فى ظل تحرك أمريكى لمواجهة النفوذ الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط، وتمسك واشنطن بإبعاد حلفاء طهران عن التشكيلة الحكومية الجديدة، وهو ما تسبب فى خلاف بين كتلتى الإصلاح والبناء دخل مجلس النواب العراقى.
وحاولت الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدى تبرير عدم استقبال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بوجود تباين فى وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع، خصوصا بعد قرار الرئيس الامريكى الانسحاب من سوريا، والتعاون المشترك لمحاربة داعش وتوفير الأمن والاستقرار لشعوب وبلدان المنطقة.
وقالت تقارير إعلامية عراقية أن زيارة الرئيس الأمريكى إلى الأنبار تمت دون علم السلطات العراقية، وهو ما دفع المكتب الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء العراقى للتأكيد على أن الزيارة تمت بالتنسيق معها.
وقال مراقبون إن زيارة ترامب إلى العراق التى استغرقت 3 ساعات ونصف، تشير إلى تمسك الرئيس الأمريكى بالتواجد فى الأراضى العراقية وعدم سحب الجنود الأمريكيين، وذلك بعكس ما حدث فى الشمال السورى بعد قرار سحب كافة القوات الأمريكية.
وأكد مراقبون أن زيارة ترامب إلى العراق لأول مرة تحمل رسائل لدول إقليمية ودولية أولها إيران التى تنافس واشنطن على النفوذ داخل التراب العراقي، فضلا عن القيام بالزيارة بعد انتهاء المهلة الأمريكية للعراق للالتزام بقرار العقوبات التى فرضتها واشنطن على حكومة طهران.
وحاول ترامب خلال زيارته إلى العراق تبرير انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بأن بلاده لم تعد تستطيع أن تكون شرطى العالم، مدافعا عن قراره سحب جنود بلاده من سوريا، مضيفا "إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا، على الولايات المتحدة"، موضحا أنه لن يكون هناك أى تأخير بشأن تنفيذ قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وأوضح ترامب أنه أبلغ القادة العسكريين أنه "لا يمكنكم الحصول على مزيد من الوقت.. كان لديكم ما يكفى من الوقت، وأشار خلال زيارته القصيرة لقاعدة الأسد الجوية إلى أن الولايات المتحدة تخوض معارك نيابة عن دول أخرى منذ فترة طويلة.
وأضاف ترامب "نحن منتشرون فى جميع أنحاء العالم.. نحن فى بلدان لم يسمع بها معظم الناس. بصراحة، هذا أمر سخيف"، وقال إن "تنظيم داعش هزم بشكل كامل تقريبا".
ورغم عدم وقوع أعمال عنف على مستوى كبير في العراق منذ أن تكبد تنظيم داعش الإرهابى سلسلة من الهزائم، تقوم القوات الأمريكية بتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها فيما لا تزال تشن حملة ضد التنظيم المتشدد.
وتتواجد القوات الأمريكية فى العراق منذ عام 2003 عقب سقوط نظام الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين.
وكشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن المخاوف الأمنية الكبيرة التى رافقته خلال زيارته المفاجئة للعراق، معربا عن "حزنه الشديد" لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأمريكيين هناك.
وأشار ترامب الذى ترك واشنطن ليلا فى طائرة مطفأة الأضواء إلى أن "زيارتين" ألغيتا سابقا بعد تسرب أنباء عنهما.
وقال ترامب "من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط أن يتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما".
وأمضى ترامب أكثر بقليل من ثلاث ساعات في العراق، وفي طريق عودته إلى الولايات المتحدة، توقف الرئيس الأمريكي نحو ساعة ونصف في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا حيث صافح ووقف لالتقاط صور مع البعض من بين مئات الجنود الذين اصطفوا داخل حظيرة للطائرات، وتوجه ترامب بعد ذلك عائدا إلى واشنطن.
وعلى الرغم من رفض عدد كبير من الساسة العراقيين المحسوبين على إيران لزيارة الرئيس الأمريكى دونالت ترامب، حرص السياسى العراقى، رئيس حزب الأمة العراقية مثال الألوسى، على الترحيب بالزيارة والتأكيد أن كل من رفض الزيارة هو من أتباع إيران ولا يمثل العراق.