2018 عام أسود على «الحمدين».. الجيش الليبي ينهي مشروع الإرهاب القطري في ليبيا
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 07:00 م
بعد سنوات من تدخلاتها السافرة وتوجيه كل سبل الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات التي نشطت في هذا البلد، شهد عام 2018 بداية انهيار المشروع الإرهابي لقطر في ليبيا.
كشف موقع قطر يليكس أن قطر قدمت دعماً مالياً ضخماً لقيادات جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية في شرق ليبيا؛ لمواجهة تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، فضلا عن دعم قيادات الجماعة الإرهابية في البلاد للهيمنة على مفاصل الدولة، خاصة مصرف ليبيا المركزي في العاصمة طرابلس وعدد من المؤسسات المالية.
وعكف القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر،على وضع خطة عسكرية مُحكَمة لتحرير مدينة درنة من قيادات الإرهاب الممولين من قطربالمدينة، وقطع دابر الجماعات المتطرفة التي ارتكبت جرائم بشعة ضد مدنيين وعسكريين في شرق البلاد.
وفي هذا الصدد، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، نهاية العام الماضي، إطلاق عملية برية موسعة لتحرير مدينة درنة الساحلية شمال شرق ليبيا من قبضة الجماعات الإرهابية.
وقال العميد أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، إن قوات الجيش أكملت محاصرة المدينة من جميع المحاور وبدأت بتضييق الخناق على المسلحين، مؤكدًا إرسال وحدات إضافية من الجيش الليبي إلى محاور القتال، خصوصًا أن المنطقة مفخَّخة بالكامل.
ولعل ما يؤكد تورط الدوحة، عثور القوات الليبية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر القطرية داخل منزل الإرهابي عطية الشاعري، زعيم تنظيم ما يُسمى "مجلس شورى درنة" بمنطقة شيحا في ميدان المعارك التي يخوضها الجيش ضد الجماعات الإرهابية في مدينة درنة شمال شرقي البلاد.
ونجحت قوات الجيش الليبي منتصف عام 2018 في تحرير درنة من قبضة الجماعات الإرهابية؛ حيث أعلن المشير حفتر، يونيو 2018، تحرير المدينة رسمياً من الجماعات الإرهابية التي تمولها قطر وتركيا.
واستمرارا للهزائم التي تسحق تنظيم الحمدين في ليبيا، أعلن العميد مفتاح المقريف آمر حرس المنشآت النفطية، في يونيو الماضي، تحرير قوات الجيش الوطني الليبي منطقة الهلال النفطي بالكامل من قبضة مليشيا الإرهابي إبراهيم الجضران المسؤول الأول عن الهجمات التخريبية في المنطقة، والتي تنتج نحو ٦٠% من صادرات ليبيا النفطية، والجماعات الإرهابية الداعمة له؛ لتأثيرها بالسلب على اقتصاد البلاد.
وكان القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، أعلن إطلاق عمليات عسكرية لتحرير منطقة الهلال النفطي، معطياً تعليماته لقوات الجيش للبدء في عملية عسكرية شاملة لتحرير المنطقة من قبضة الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وتمكنت القوات المسلحة الليبية من أسر عددٍ من الإرهابيين في الهلال النفطي، واغتنام عددٍ من الآليات التابعة لمليشيا الجضران، فيما لاحق الجيش الليبي الجماعات الإرهابية بين وادي أكحيلة والسدرة في الهلال النفطي.
وكان مصدر عسكري ليبي كشف المؤامرة والتحركات والاتصالات القطرية لحشد عملائها في ليبيا للانقضاض على منطقة الهلال النفطي؛ من أجل تدميره بعد فشل المليشيات الإرهابية المدعومة من الدوحة في السيطرة عليه.
وقال المصدر إن الدوحة ضخت أموالا للجماعات الإرهابية في ليبيا، وعلى رأسها ما يُعرَف بـ"سرايا الدفاع" ومجلس شورى ثوار بنغازي وأجدابيا، للتحضير لهجوم تخريبي على المنشآت النفطية، لا للسيطرة على الأرض.
وإلى جانب ذلك، ركزت عمليات الجيش الليبي على تصفية قادة الجماعات الإرهابية المتمركزين في مدينة درنة، ومحاصرة قادة تلك الجماعات لمنع تدفق أي إمدادات قطرية لهم سواء براً أو بحراً، ونجحت قوات الجيش الليبي في قتل أكثر من 100 إرهابي في أحياء درنة، بينما سلم 100 آخرون أنفسهم، واعترفوا بتلقيهم دعماً مالياً ولوجيستياً من تركيا وقطر خلال السيطرة على المدينة منذ عام 2011.
وأعلنت مصادر عسكرية ليبية عن تصفية أبرز قادة جماعات الإرهاب والتطرف الممولين من الدوحة وأنقرة، وأبرزهم الإرهابي عمر رفاعي سرور، وتصفية المدعو ياسر مشري، أحد قيادات ما يُسمى مجلس شورى ثوار درنة، والقضاء على أبرز قادة الإرهاب القطري، وفي مقدمتهم الإرهابي سالم الحصادي والإرهابي فرج الفريطيس والإرهابي فارس الشلوي والإرهابي عبد الوكيل المنصوري والإرهابي أمجد العوامي.
أمام هذه الضربات، انهارت الجماعات الإرهابية ودفاعاتها مع سقوط قياداتها واحدا تلو الآخر، وكان آخرهم الإرهابي هشام عشماوي في حي المغار بدرنة، وذلك بعد كمين أعدَّته قوات الجيش الوطني الليبي قبيل هروبه من محاور القتال، ومحاصرة عدد من الإرهابيين المرافقين له، وفي مقدمتهم مرعي زغبية أحد أخطر الإرهابيين في البلاد.
كما تركزت عمليات الجيش الوطني خلال الأسابيع الأخيرة لعام 2018 على تطهير مدن الجنوب الليبي من الجماعات الإرهابية، وتركيز قيادة الجيش الليبي على تخريج المزيد من الدفعات العسكرية للقوات؛ تعزيزا لقدرات الجيش الذي يخطط لبسط سيطرته الكاملة على مدن الجنوب، خلال العام المقبل، لتطهير البلاد من كل الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر.