في مئوية ميلاده.. السادات "ابن البلد" رجل الحرب والسلام

كان ضمن "أشيك" زعماء العالم، ذو كاريزما مميزة، امتزجت بروح "ابن البلد" ذو الشهامة والخصال النبيلة والرجل "المودرن"، استطاع جذب أنظار العالم بأفكاره وسياساته وتوجهاته.

أنور السادات، ولد 25 ديسمبر 1918، صاحب ألقاب رجل الحرب والسلام والرئيس المؤمن هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية تولى منصب الرئاسة في سبتمبر عام 1970 حتى رحل في أكتوبر 1981.

أثرت نشأته في كثير من ملامح حياته ومسيرته فهو من مواليد قرية ميت أبو الكوم من محافظة المنوفية، وكانت والدته وجدته ترويان عليه قصص مختلفة أثناء طفولته، فقد كان أغلبها عن الأبطال ونضالهم من أجل حرية الوطن ضد الإحتلال البريطاني، إلى جانب بعض القصص الشعبية في ذاك الوقت التي أثرت فيه بشكل كبير ولعل أبرزها قصة زهران والذي لُقب بـ«بطل دنشواي».

وكشف شقيق الرئيس الراحل، اللواء محمد عفت السادات عن سبب اكتسابه لقب الرئيس المؤمن من قبل المحيطين، موضحًا أنه كان شديد التعلق بالله سبحانه وتعالى والإيمان به، مضيفًا في تصريحات إعلامية له أن الرئيس أنور السادات كان يؤدي الصلوات بخشوع شديد لدرجة عدم الشعور بمن يحيط به أثناء تأديتها. كما أنه كان مواظبًا على مواعيدها على الرغم من أعماله وانشغاله الشديد على مدار اليوم بحكم عمله. هذا وأوضح اللواء محمد عفت السادات أن شقيقه كان يحرص على ختم القرآن الكريم حوالي 3 مرات في شهر رمضان، كما كان يحاول الاعتكاف في الـ10 الآواخر من شهر رمضان على الرغم من أنه مشغولياته كرئيس للجمهورية كانت تمنعه في كثير من الأحيان.

ومن المُلفت ما ذكره شقيق الرئيس أنور السادات حول حالته قبيل اغتياله على المنصة، لافتًا إلى أنه كان لديه شعور بأن هناك شيئًا ما سيحدث، فقد كان متجهمًا حتى فيالأوقات التي كان يحاول فيه بعض مرافقيه اضحاكه، كما أنه توقف عن أكل اللحوم بحوالي 6 أشهر قبل وفاته.

الرئيس السادات حاول الجمع بين العلم والإيمان كما جمع بين الحرب والسلام، وأفرج عن المعتقلين من الإسلاميين سامحًا لهم بالمشاركة في الحياة السياسية. أيضًا قاد مشروع الإصلاح الديني اعتقادًا منه بأن ذلك سيحفظ كتاب الله وأحكامه.

وفي إحدى خطابات «السادات» في عام 1977 وجه حديثه إلى الشباب المُسلم محذرًا إياهم بأن الغرب يحاول النيلّ من الإيمان في في نفوسهم، مستنجدًا بعُلماء المسلمين مشددًا على ضرورة وضع خريطة واضحة المعالم حول طريق الإيمان.

وأشارت بعض التقارير الصحفية والتدوينات حول حياة الرئيس المؤمن رجل الحرب والسلام إلى أن انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر في عام 1973 يعود إلى إيمانه والمناخ الديني الذي أحاط بهذه الحرب حيث تزامن شنّها في الـ10 من شهر رمضان. وفي أحد الروايات المتداولة فإن الرئيس السادات ذهب إلى أستاذ العلوم الشرعية بالمعهد الأحمدي بطنطا، وإمام وخطيب مسجد السيد البدوي، الشيخ أحمد حجاب قبل أن يأخذ قرار الحرب، والذي بشره بالنصر طالبًا منه أن يجعل شعار الجيش «الله أكبر».