محميات مصر مش على ورق.. وادى الحيتان موقع تراث طبيعى ورأس محمد تتصدر قائمة المناطق الخضراء
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 05:00 م
اختيرت محميتى رأس محمد ووادى الحيتان على القائمة الخضراء للاتحاد الدولى لصون الطبيعة، وذلك ضمن 25 موقعا، من 35 دولة تم إدراجها على تلك القائمة، وأكثر من 70 موقعاً مرشحا للانضمام لها خلال الفترة المقبلة.
وبالتزامن مع رئاسة مصر، لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، حتى نهاية 2020، تم، تحرص وزارة البيئة على الترويج للسياحة البيئية عالميًا، وتراجع حاليًا كافة المحميات لاختيار الأكثر ملائمة لمعايير الاتحاد، لترشيحها للقائمة الخضراء.
محمية رأس محمد (1)
الدكتور خالد علام، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، أحد الخبراء الذين تم اختيارهم من الاتحاد الدولى لصون الطبيعة لتقييم المحميات فى منطقة الشرق الأوسط، قال إنه كانت هناك اتفاقيات تلزم الدول بإعلان نسبة محددة من أراضيها كمحميات طبيعية.
وتابع أنه بالفعل بدأت الدول تجتهد لتحقيق المعدل المطلوب، إلا أن بعض تلك الدول اكتشف عدم وجود موارد كافية لإدارة المحميات المعلنة، وأصبح هناك ما يسمى بـ"محميات على الورق" على مستوى العالم، وهو مفهوم يعنى عدم وجود موارد يتم إدارتها أو إجراء عمليات تطوير لها، مما أخل بالاتفاقية.
وأضاف أن الاتحاد الدولى لصون الطبيعة، وجد أن الالتزامات الدولية إذا استمرت كونها توقيعات فقط دون وجود تشجيع أو حافز لهم لن يحقق المرجو منه، لذا أعلنوا إطلاق القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية، والتى تتضمن مجموعة من المعايير الدولية الخاصة بإدارة المحميات مقسمة إلى 4 محاور و17 معيارا و50 مؤشرا.
وتابع أنه تم تصنيف وادى الحيتان من قبل الاتحاد الدولى لصون الطبيعة، أنه موقع تراث طبيعى عالمى، وبالإضافة إلى كونه منطقة تحظى بأعلى أنواع الحماية فى العالم، تم منحه صبغة القائمة الخضراء، مما يعنى ضرورة حفاظ العالم كله على تلك المحمية، ويعكس ذلك أن مصر تديرها بشكل فعال، لافتا إلى أن رأس محمد أقدم محمية فى مصر، لا يمكن أن يتم تجاهل ضمها للاتحاد، والتى تم ضمها له بالفعل.
وأوضح أن الأردن قدمت 4 محميات للاتحاد، تم ضم 2 فقط منها، والإمارات تقدمت بمحميتين نجح منهما واحدة، وفلسطين لم تقيم بعد حتى الآن، ولبنان نجحت بمحمية واحدة، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتم ترشيح 4 مواقع جديدة فى مصر، لضمها بقائمة المحميات الخضراء، لكن لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن.
وأشار إلى أن الانضمام للاتحاد ليس إجباريا، لكنه يمنح "وضع خاص" للدولة، ويترجم ذلك عالميا بوجود محميات لدى مصر يتم إدارتها بشكل جيد، ويمنحها قدرة تفاوضية أكثر مع الجهات الدولية فى الحصول على منح، ومع الدولة نفسها إذا كانت ترغب فى الاستمرار فى القائمة، خاصة أن بقاء المحميات فى القائمة يحتاج إلى موارد مالية أكبر، بالإضافة إلى تسويق سياحى على المستوى الدولى.
قال الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، إن وزارة البيئة تدرس حاليا، وتعد الملفات الخاصة بالمحميات التى قطع جهاز شئون البيئة بها شوطا كبيرا فى تطويرها، بالشكل الذى يتناسب وشروط الاتحاد، بجانب مراجعة موقع كافة المحميات، مشيرا إلى أنه فور الانتهاء من ذلك سيتم اختيار أكثر المحميات استعدادا للانضمام إلى تصنيف المحميات الخضراء.
وأوضح المتحدث باسم الوزراة بشأن المحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى، أن الوزارة تهدف خلال العامين المقبلين إلى دخول محميتين أخرتين إلى التصنيف، بعد اختيار محميتى رأس محمد ووادى الحيتان كمحميات خضراء، موضحًا أن ذلك يحتاج إلى خطة إدارة لكل محمية، وتوفير الكوادر البشرية والإدارية تتناسب مع أهمية كل محمية وطبيعتها، واستخدامها فى الأنشطة التى تتناسب مع طبيعة الموارد بشكل يحقق الاستدامة، وتخدم المجتمع المحلى المتواجد حولها، وتحقيق الاستفادة منها بشكل لا يضرها ورؤية واضحة من خلال خطة إدارة سليمة.