فاقد الشيء لا يعطيه.. ثورة جياع تهدد ديكتاتور تركيا: أين الخبز؟

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 09:00 م
فاقد الشيء لا يعطيه.. ثورة جياع تهدد ديكتاتور تركيا: أين الخبز؟
رجب إردوغان

تخلص الأتراك من كمامات الاعتراض، التي فرضها النظام على أفواههم، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات تطالب رجب إردوغان بوضع حد لمعاناتهم، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسبب بإفقارهم وحرمانهم من العمل، ليرد الرئيس بكلمات لا تغني ولا تسمن من جوع.
 
وسط رقابة أمنية مشددة، تظاهر آلاف الأتراك في إسطنبول، أمس السبت، اعتراضا على غلاء المعيشة وارتفاع معدل التضخم، ورفع المتظاهرون لافتات تذكر سلطان أنقرة بما فعله أصحاب السترات الصفراء في فرنسا، فيما لم تخف كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام أنها تقف وراء التظاهرات التي شارك فيها مواطنون من محافظات أدرنة وبورصة ويالوفا.
 
هتف المتظاهرون عمل، خبز، حرية، وحملوا  لافتات كتبوا عليها "الأزمة لهم والشوارع لنا" و"حزيران"، في إشارة إلى تظاهرات "غيزي" يونيو 2013،  ضد إردوغان الذي كان رئيسا للوزراء وقتها.
 
في وقت يحتج الأتراك على الأوضاع الاقتصادية في تركيا، خرج رجب إردوغان ليلقي عليهم دروسا في التنمية البشرية، ويطالبهم بـتجنب الوقوع في"اليأس أو التشاؤم"، لتجاوز الأزمة الخانقة.
 
في محاولة لامتصاص الغضب خرج إردوغان اليوم الأحد ليلقي محاضرة اقتصادية أعاد فيها كلامه السابق، معتبرا أن الأزمة الحالية نتيجة لـ "هجمات تتعرض لها تركيا من خصومها الخارجين الذين لا يريدون لها أن تزداد قوة، إلى جانب بؤر الوصاية في الداخل".
 
تجاهل الرئيس التركي وهو يعلق فشله على شماعة المؤامرة الخارجية - خلال اجتماع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في إسطنبول- تصريحات مسؤولي حكومته، وفي مقدمتهم صهره وزير المالية بيرات آلبيراق الذي اعترف بأن الأزمة الاقتصادية سببها قرارات خاطئة، مطالبا بالمزيد من الإصلاحات.
 
يعاني الأتراك من ارتفاع التضخم إلى 25 %، وتدهور سعر صرف الليرة، وارتفاع أسعار السلع خاصة الوقود، وبلوغ معدل البطالة 11.4 % (3.7 مليون عاطل)، إلى جانب تراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 5.7 %، وفق بيانات معهد الإحصاء التركي الرسمية، الصادرة الأسبوع الماضي. 
 
إردوغان زعم أن بلاده "تمتلك اليوم اقتصادًا أكثر ديناميكية من قبل، وقدرة عالية على المناورة"، بينما الحقيقة التي يرفض تصديقها هي أن الأزمة قضت على الأخضر واليابس في البلاد التي يحكمها بالحديد والنار.
 
يواصل إردوغان تضليل شعبه بالقول إن "الاقتصاد التركي سيحقق صعودا قويا في المرحلة القادمة"،  وكأن من يتحدث أمامهم لا يعلمون شيئا عن التقارير الدولية التي تنذر ببقاء الاقتصاد التركي في حالته المرضية لمدة طويلة.
 
وكالة فيتش الائتمانية الدولية من تلك المنظمات التي أعلنت قبل أيام أن تصنيف تركيا يقف عند مستوى "بي بي" مع نظرة مستقبلية سلبية، وتوقعت بقاء التضخم عند مستوياته المرتفعة لأعوام مقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق