كل حلفائك تركوك يا ترامب.. مأزق الرئيس الأمريكي يزداد صعوبة في منتصف فترته الرئاسية
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 02:00 ص
دائما ما يواجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، العديد من الانتقادات الدائمة والمستمرة بسبب قراراته المفاجئة وآخرها تسببه فى رحيل أهم مستشاريه وزير الدفاع جيمس ماتيس الذى استقال احتجاجا على قرار سحب القوات من سوريا
انفض حلفاء ترامب السياسيين من حوله فى الوقت الذى تزداد فيه الأزمات التى تهدده وذلك بالتزامن مع وصوله منتصف فترته الرئاسية إذ يبدو فى موقف صعب.
الإعلام الأمريكى يرسم صورة قاتمة لما سيكون عليه الوضع فى العامين المتبقين من حكم ترامب، وتحذر الصحف من أن الرئيس سيصبح بلا قيود مما سيزيد من خطورة الأمر خاصة فى ظل تهوره وعدم إمكانية التنبؤ بخطواته.
صحيفة "نيويورك تايمز" قالت فى تقريرها لها، عندما يصبح الرئيس ترامب محبطا من مستشاريه خلال الاجتماعات، وهو أمر ليس بنادر الحدوث، يتراجع فى مقعده ويضع زراعية أمامه وأحيانا يصيح "أغبياء"، وربما يستخدم كلمات أخرى أكثر حدة.
وكشفت فى تقرير لها بعنوان "ترامب يخوض حربا كل يوم يشنها بمفرده" إنه على مدى عامين، شن ترامب حربا ضد حكومته مقتنعا بأن من حوله حمقى. وبسبب غضبه من رفضهم لما يتمناه، وعدم اهتمامه بتفاصيل الإحاطات التى يقدمونها له، أصبح مضطربا بشكل خاص عندما يقولون له إنه لا يملك سلطة فعل ما يريده، وهو ما يجعله يشك فى أنهم ربما يحاولون تقويضه سرا.
وفق الصحيفة فإن الرئيس الذى سبق وأعلن أنه يستطيع إصلاح النظام بمفرده، يقف وحيدا فى ظل نظام يبدو مكسورا أكثر من أى وقت مضى. فدوامة الأيام الأخيرة وما شهدته من إغلاق حكومى، وفضائح متزايدة وانهيار فى أسواق الأسهم وانسحاب مفاجئ للقوات واستقالة وزير الدفاع المستبعد، تركت انطباعا بوجود خطر خروج الرئاسة عن نطاق السيطرة.
ففى منتصف فترة رئاسته، أصبح ترامب أكثر ثقة بأحكامه الخاصة وأكثر انقطاعا عن أى أحد آخر أكثر مما كان عليه الحال فى أى وقت سابق منذ توليه الحكم. فأصبح يمضى مزيد من الوقت أمام التلفاز ويعود إلى مقر إقامته خوفا من أن يتم مراقبته عن قرب. ومع إبعاده للمستشارين من حوله، أصبح يتواصل مع مساعديه القدامى ويشكو من أن عدد قليل من الموجودين حوله كانوا بجواره منذ البداية.
من جانبها، حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن رئاسة مارقة فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن زمن احتواء دونالد ترامب قد انتهى.
وقالت الصحيفة إنه على مدار العامين الماضيين حاول مستشارو ترامب تعليمه التاريخ ويشرحوا له الفوارق الدقيقة والتداعيات لكل موقف، وحثوه على إجراء مداولات متأنية واقترحوا ضبط النفس وإعداد نقاط للحديث، لكنهم فشلوا فى النهاية وبالنسبة للرئيس ترامب، فإن حصل الاحتواء قد انتهى.
فواحدا تلو الآخر، تم الاستغناء عن المستشارين المخضرمين الذين كان ينظر إليهم كحصن أمام الدوافع الأكثر تهورا لترامب، مثلما حدث مع وزير الدفاع جيمس ماتيس يوم الخميس، الذى استقال فى حركة احتجاجية غير عادية بعد قرار الرئيس بسحب القوات من سوريا.
تقول الصحيفة أن ترامب سيدخل العام الثالث له فى الحكم كرئيس غير مقيد، يخوض حربا ضد أعدائه المتصورين، عازما على أن يمضى قدما فى وعوده الانتخابية المتشددة ويخشى من حدوث أى انقسام فى تحالفه السياسى. وحتى الآن، كانت النتيجة هى الفوضى. فقد تم إغلاق الحكومة الفيدرالية، وتشهد أسواقا الأسهم هبوطا حرا، بينما عبر الحلفاء الأجانب عن انزعاجهم مقابل ابتهاج القوى المعادية مثل روسيا. أما المشرعون الجمهوريون الذين كانوا يخشون من قبل تجاوز الرئيس أصبحوا الآن ينتقدون بشكل صريح.
السناتور ليندسى جراهام، الجمهورى،قال إنه يريد أن يكون ترامب ناجحا، لكنه يجد نفسه فى موقف أفضل ما يمكن أن يفعله لمساعدة الرئيس هو أن يقول له الحقيقة كما يراها. ويعد جراهام أحد المقربين من ترامب ويشاركه غالبا فى لعب الجولف، وكان قد انتقد قرار ترامب بسحب القوات من سوريا على العكس من رأى مستشاريه العسكريين.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب يحيط نفسه بعدد من الرجال والنساء الذين يقولون له نعم، على الأقل بالنسبة لماتيس وغيره من جنرالات الجيش السابقين الذين حاولوا ثنيه عن الاقدام على شىء ما، والذين يرون أن وظيفتهم تنفيذ رؤيته حتى عندما يختلفون معه.