«لاينبش القبر مرة أخرى».. هكذا علقت «الإفتاء» على حكم استقبال القبلة ودفن الميت ليلا

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 01:00 م
«لاينبش القبر مرة أخرى».. هكذا علقت «الإفتاء» على حكم استقبال القبلة ودفن الميت ليلا
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية

يحرص الناس على معرفة أمور دينهم وشريعتهم خاصة في الحالات التي يعتريها الغموض والخلاف، والتي لا يوجد هناك فرصة أخرى لتصحيحها وأبرزها مايتعلق بالموتى والصلاة عليهم ودفنهم، والأعمال المستحبة في تلك الأثناء، والواجبات المقرر اتباعها لتهيئة جثمان الميت ونقله إلى مثواه الأخير.

وتعمل لجنة الفتوىة بمجمع البحوث الإسلامية على توضيح الإجابات الشرعية الصحيحة عما يرد إليها من تساؤلات العامة حول أمور دينهم ومعاشهم لحمايتهم من مخاطر الجهل وبراثن الفتن، وفي الأونة الأخيرة ورد إليها سؤالا عن كيفية وضع الميت في قبره، وضرورة استقبال القبلة من عدمه، وجاء نص السؤال: «مات أبي وقمنا بدفنه في مقبرة للعائلة في مكان بعيد عن القرى فلم نقف فيه على اتجاه القبلة بالضبط ثم تبين خطأ الاتجاه الذى دفنا به وانحرافه عن القبلة فهل نعيد دفنه مرة أخرى؟».

وردت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، بأن الفقهاء اختلفوا فى توجيه الميت فى قبره إلى القبلة على قولين والمفتى به من قول الحنفية والمالكية من عدم وجوب توجيه الميت إلى القبلة فى قبره، وأن المندوب وضعه تجاه القبلة، و لو وضع الميت غير موجَّه للقبلة ولم يُهَلْ عليه التراب وجب تدارك ذلك، فإن أهيل عليه التراب لم ينبش قبره مرة أخرى، وهو المفتى به احتراماً للميت وصيانة له عن الامتهان.
 
وهو خلاف قول الشافعية والحنابلة، قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرحه: ويستحب أن يجعل الميت أي يضجع في قبره على شقه الأيمن ووجهه إلى القبلة، لأنها أشرف الجهات.
 
كما سبق وأن أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم دفن الموتى ليلا خلال ردها على سؤال أحد المواطنين ، حيث سأل المواطن قائلا: «يقوم أهل قريتي بدفن موتاهم في أي وقت من الليل، وهم يقولون: إكرام الميت دفنه ، حتى لو كان ذلك في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة ليلًا، أو الواحدة أو الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل، فهل يبيح الشرع ذلك؟».
 
وأجابت  دار الإفتاء مؤكدة أنه يجوز الدفن ليلًا بإجماع أهل العلم، مشيرة إلى قول  النووي: في دفن السيدة فاطمة ليلًا ، مؤكدة أن هذا هو مجمعٌ عليه، لكن النهار أفضل إذا لم يكن عذر.
 
وأضافت الدار أن الدفن ليلا كرهه بعض العلماء مع الإباحة؛ لما أخرجه مسلم في "صحيحه" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ، وَقُبِرَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَليحسن كَفَنَهُ»
 
وتابعت دار الإفتاء أن الإمام النووي قال في شرحه إن جمهور العلماء قالوا لا يكره؛ واستدلوا بأن أبا بكر الصديق من السلف دُفِنوا ليلًا من غير إنكار، وبحديث المرأة السوداء، والرجل الذي كان يقم المسجد فتوفي بالليل فدفنوه ليلًا، وسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه، فقالوا: توفي ليلًا فدفنَّاه في الليل، فقال: «أَلَا آذَنْتُمُونِي؟» قالوا: كانت ظلمةً، ولم ينكِر عليهم. وأجابوا عن هذا الحديث: أن النهي كان لترك الصلاة، ولم ينه عن مجرد الدفن بالليل؛ وإنما نهى لترك الصلاة، أو لقلة المصلين، أو عن إساءة الكفن، أو عن المجموع كما سبق.
 
ولخصت دار الإفتاء إجابتها فى أنه  يجوز الدفن ليلًا بلا حرج، وإن رأى أهل الميت الانتظار حتى النهار لتكثير عدد المصلين على الميت والمشيِّعين له فذلك أفضل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق