الزلط والحصى "ثروة مصر المفقودة".. كيف نستفيد من رواسب العصر البلاستوسين؟

حبيبات صخرية موجودة في الطبيعة ومتدرجة في الحجم منها حبيبات صغيرة كالرمل والأخرى حبيبات كبيرة كالزلط والحصى تكونت من كسر وفتات الصخور نتيجة لتفتت الكتل والصخرية بعوامل التجويدة ونقلها وترسيبها على مسافات متباينة من الصخور الأصلية  في الوديان بواسطة المياه.

وللزلط أهمية كبيرة في عمل الخرسانة الأسمنتية، حيث إنه يشكل حوالي "65_70" من الحجم الكلى للكتلة الخرسانية مما يعطيها المتانة والقوة ومقاومتها  العالية للقوى الخارجية والعوامل الجوية المختلفة مثل الحرارة والرطوبة بالإضافة إلى أنه يقلل من التغيرات الحجمية الناتجة عن تجمد وتصلب خلطة الأسمنت أو عن تعرض الخرسانة للرطوبة والجفاف.

يتواجد الزلط والحصى في الطبيعة علي هيئة رواسب زلطية " التربة الزلطية " والتي تم تكوينها  نتيجة لتفتت الكتل الصخرية بواسطة عوامل التجوية ونقلها  وترسيبها علي مسافات  متباينة من الصخور الأصلية  في الوديان بواسطة المياه ، كما أنها تتواجد بكثرة على شواطئ البحار والمحيطات وعند مصبات الأنهار، كما تتواجد عند البرك والبحيرات، وبشكل عام رواسب الزلط والحصى تختلف في مكوناتها عن الرمال المكونة حبيباتها أساسا من المرو " الكوارتز "، وتتنوع هذه الرواسب  بناءا علي قطع الصخور المكونة لها ومصادرها.

الإنتاج العالمي من الزلط والحصى 

أرقام الإنتاج والاحتياطى العالمي من الزلط والحصى المستخدم  في أغراض البناء والتشييد غير معلوم بشكل دقيق ، ولكن هناك  بعض التقارير الاقتصادية التي تشير إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنتاج حوالي 385 مليون طن كما توجد بعض الدول الأخرى المنتجة للزلط والحصى مثل ايطاليا وتركيا وأستراليا والفليبين  وبالنسبة للأسعار العالمية  فهى تعتمد علي عدة عوامل  أهمها  النوعية  والجودة  والتدرج الحجمي للزلط والحصى.

انتشار الزلط والحصى في مصر 

بشكل عام تنتشر معظم رواسب الحصى والتربة الزلطية في مصر في مناطق شرق الدلتا وغرب وادى النيل من الجنوب حتى القاهرة ثم الجوانب الدلتا وكذلك على طريق القاهرة الإسكندرية  الصحراوي  وطريق القاهرة السويس، القاهرة _ الفيوم، والبحر الأحمر، وشمال وجنوب سيناء ومعظمها رواسب قارية تكونت في العصر البلاستوسين حتى العصر الحديث ، ويمكن توضيح أهم مواقع هذه الرواسب  هذا وتتواجد  في مصر أنواع عديدة من رواسب الزلط والحصى ويرجع السبب في ذلك إلى تعدد مصادر التفتت التي نشأت منها ، حيث يكثر تواجد  الزلط  الناري في منحدرات كتل الصخور النارية علي اختلاف أنواعها  في الصحراء الشرقية وجنوب سيناء ، كما يتوافر الزلط  الرسوبى  في كثير من مناطق  شمال الصحراء الشرقية وسيناء وفي الصحراء الغربية وأغلب فتاتها  من الصخور الجيرية  والدولوميتية، أما التربة الزلطية فهى جزء من الرواسب  الزلطية التي تختلط حبيباتها  بنسبة عالية من المواد الناعمة كالرمال والطفلة ، وتتدرج أحجام حبيبات الزلط والحصى الموجودة في مصر من " 2 مليمتر فأكثر " إلا أنها تنقسم  إلى نوعين رئيسين طبقا إلى حجم الحبيبات النوع الأول الحصى ويتراوح حجم حبيباته ما بين " 2_6.5 " والنوع الثاني الزلط  ويتراوح حجم  حبيباته ما بين " 6.5 _100  مليمتر " ومن أهم المحافظات التي تحتضن هذه الرواسب "شمال سيناء ، جنوب سيناء ، السويس ، البحر الأحمر ، البحيرة ، الفيوم ، بنى سويف ، المنيا ،  أسيوط ، سوهاج ، قنا ، أسوان ، مرسي مطروح ، الوادي الجديد ".

إنتاج الزلط في مصر

يتم إنتاج الزلط في مصر في هيئة نوعين  النوع الأول زلط والنوع الثاني تربة زلطية، هذا وقد بلغ إجمالي إنتاج  مصر من هذا الزلط  خلال عام "2012 _2013 " حوالي 581.2 مليون متر مكعب بقيمة مالية 8718  مليون جنيه مصري تقريبا وقد تم إنتاج  معظم هذه الكمية من محافظات الجيزة وأسوان والمنيا وبنى سويف  والبحر الأحمر والبحيرة وقنا والسويس، كما تم تصدير حوالي 43.7 ألف متر  مكعب من الزلط إلى الخارج تحت أكثر من اسم "  زلط + زلط  طواحين + زلط مختلط بالرمل" بقيمة مالية قدرها  "2.27  مليون جنيه مصري تقريبا خلال نفس العام "2012 _ 2013 " والجدول التالي يوضح  إنتاج وصادرات مصر من الزلط  أخر ثلاث سنوات طبقا  للتقارير السنوية للإدارة العامة للتراخيص والتفتيش لأعوام " 2010 _2011 "، "2011 _ 2012 " والتقرير  السنوي للمحافظات  لإنتاج  خامات المحاجر والملاحات  لعام 2012_2013 ".