«ويمكرون ويمكر الله».. التظاهرات تضرب إسطنبول ومعارض: الاقتصاد يحتضر والاعتقالات مستمرة
الأحد، 23 ديسمبر 2018 01:00 م
«ويمكرون ويمكر الله».. هذه الآية الكريمة تختصر ماهية مواقف وسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه المنطقة وبالأخص ما وجهه من انتقادات تجاه المملكة العربية السعودية في محاولة للنيلّ من أمن المملكة واستقرارها.
الرئيس التركي حاول على مدار الأشهر الماضية استغلال قضية مقتل المواطن والإعلامي السعودي جمال خاشقجي في ضرب استقرار السعودية وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، مستمرًا في محاولاته إلى جانب حلفاءه (قطر الحمدين والنظام الإيراني) لتدويل هذه القضية.
هذا إلى جانب استمرار النظام القطري في تمويله إلى روافد إعلامية مختلفة أغلبها يبُث من على الأراضي التركية لخدمة الأهداف ذاتها، إضافة إلى محاولات النيلّ من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص، وتأليب الرأي العام السعودي تجاه قيادته.
ولكن يبدو أن أفعال «أردوغان» تنقلب عليه حيث ما تشهده أرجاء تركيا من تظاهرات ضده ونظامه وسياساته إلى أدت إلى إنهيار العملة التركية الوطنية (الليرة).
وكشف موقع دوغروسو نيوز عن تنظيم عدد من الأتراك إلى تظاهرة في ساحة الحرية في باقيركوي بإسطنبول بعنوان «النضال ضد الفقر والبطالة وانعدام الأمن»، وأشار أحد المنظمين والمشاركين في هذه التظاهرة، يُدعى آيسون جيزن إلى مطالبهم بضرورة تعديل الحد الأدنى للأجور مع الإعفاء من الضرائب. هذا وهتف المحتجون بشعار «عمل، خبز، حرية»، مع رفع لافتات مكتوب عليها «الأزمة لهم والشوارع لنا». وجاءت التظاهرة بدعم بعض من الأحزاب السياسية بتركيا (نواب حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعب الديمقراطي) والمنظمات غير الحكومية.
وبحسب موقع إذاعة «مونت كارلو الدولية» فإن هذه الأحداث التي شهدتها تركيا السبت أتت بعد حوالي أسبوع من دعوة كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام للتظاهر والتي شارك فيها عدد من الأتراك يُقدر بالآلاف في دياربكر في جنوب شرق تركيا، احتجاجًا على الغلاء.
وتصدر هاشتاج بعنوان #الشعب_التركي_يتظاهر_ضد_اردوغان قائمة الأعلى تداولًا في السعودية عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر. وكشفت التغريدات من خلاله أحداث هذه التظاهرات التي يتم محاولة التعتيم على حقيقتها من قبل الإعلام التركي وحليفه القطري. مع الإشارة إلى إرادة الله في أن تنقلب مواقف «أردوغان» عليه.
ويرى المعارض التركي، كامل جودت أن هذه التظاهرات أمرًا طبيعًا في ظل ما يشهده الاقتصاد التركي من انهيار، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «الاقتصاد التركي يحتضر ولا يوجد أي إجراء صحيح يُتخذ لتحسينه، وعدد الشركات التي أعلنت عن إفلاسها تجاوزت الـ 1000 شركة وأعتقد أنه سيستمر إعلان الشركات عن إفلاسها، هذا وقد يصل الدولار إلى 10 ليرة بعد الـ 6 ليرة التي يوازيها حاليًا». كما يتوقع «جودت» المزيد من الاعتقالات خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر مستمر ولن يتوقف في ظل حُكم «أردوغان».