تقع على طريق الفيوم الواحات..
«القرية الكونية» أنشأتها التعليم بـ300 مليون جنيه.. ومسئول يعترف: أهملنا تطويرها
الأحد، 23 ديسمبر 2018 04:00 صريهام عاطف
هل تعرف أن هناك مساحة ضخمة فى مصر تسمى «القرية الكونية»؟ هل تعرف متى تم إنشاؤها؟ ولماذا لم يتم استغلالها حتى الآن؟ ومن المسئول عن إهدار 355 مليون جنيه هى قيمة التكاليف التى تم رصدها فى بناء هذه المساحة؟.. أسئلة كثيرة طرحها ظهور مساحة شاسعة بحدائق أكتوبر، وصلت إلى 190 فدانا تقع خلف حى الأشجار على طريق الفيوم الواحات، التى تحولت إلى ما يسمى «بالقرية الكونية»، التى من المفترض أنها تتبع وزارة التربية والتعليم.
تُعد «القرية الكونية» من أهم المعالم الثقافية والعلمية والتاريخية والترفيهية فى مصر، حيث تتجسد فيها نماذج لأشهر المعالم الأثرية من القاهرة حتى أسوان، وستجد بداخلها «القلعة جنب البحر» فى منظر بديع، يسترعى انتباه من يتجول داخل القرية، حيث جرى التخطيط لتنقسم إلى ثلاثة أقسام، بداية من القسم التاريخى، وهو عبارة عن نموذج طبق الأصل لأهم المعالم التاريخية بكل المحافظات، فهناك نموذج لقلعة قايتباى، وآخر لقلعة صلاح الدين الأيوبى، وأهرامات الجيزة وأبوالهول وسقارة، ومقابر بنى حسن بالمنيا وأبيدوس فى سوهاج، وهناك معبد الأقصر وطريق الكباش بالأقصر، ومعبد الكرنك، ومعابد أدفو وكوم أمبو والسد العالى بمحافظة أسوان، حيث يتم تقديم شرح مفصل لكل الآثار بترتيب المحافظات من خلال يخت يمر فى نموذج لنهر النيل، أما القسم العلمى، فيضم القبة السماوية وما تجسده من عالم الفضاء والكواكب، ومجسم ضخم للكرة الأرضية، بالإضافة لمجسم، يبرز قارات العالم، ليتم التعرف على أهم الدول بها، وشرح مفصل لكل منها.
لم تغفل القرية الكونية، أن يكون بها قسم ترفيهى يتم من خلاله توضيح الحياة البدائية، التى كان يعيش فيها الإنسان والحيوانات المندثرة حاليا ليمر الزائر من خلال مركب مطاطى داخل مغارة مظلمة بها نماذج للإنسان والحيوانات كالديناصورات والعقارب والتماسيح المتحركة مع شرح بسيط لتلك الحياة البدائية، وعلى الجانب الآخر، يوجد سباق السيارات على تراك وسط المعابد الفرعونية، كما يستمتع الزائر بحياة المدن الساحلية من خلال مجسم للبحر الأحمر، وما يضمه من مدن كدهب وشرم الشيخ، ليتم الاستمتاع بصيد الأسماك وحياة البحر الممتعة.
الغريب أن وزارة التربية والتعليم، أهملت كل هذه المعالم، التى تحويها القرية الكونية، خاصة بعد أن تم إغلاقها منذ ثلاث سنوات تقريبا، عقب غرق أحد المهندسين ببحيراتها أثناء التنزه مع أسرته، وبدلا من اتخاذ قرار بتوفير عوامل الأمان داخل القرية، مثل الغطاسين وسيارات الإسعاف السريع، وتوفير عربات الإسعاف اللازمة، اتخذ مسئولو الوزارة الحل الأسهل، وهو إغلاق القرية التى لم تحقق أى مكاسب مادية من قبل نتيجة لعدم علم أحد بها.
إضافة إلى افتقادها للدعاية الإعلامية المناسبة لها، وهو ما يمثل حالة غريبة من إهدار المال العام، بعد أن فشل مسئولو الوزارة فى وضع خطة لاستغلال القرية ومنشآتها بشكل يحقق الهدف المرجو من أنشائها، وهو ما أكده طه جادو، المسئول عن اللجنة الشعبية لتشغيل القرية الكونية، قائلا إن القرية التى تبلغ أصولها حاليا أكثر من 30 مليار جنيه لم تنظر لها وزارة التربية والتعليم بعين الاعتبار، فالقرية كنز يمكن أن يدر على الوزارة ملايين الجنيهات إذا تم استغلالها بطريقة صحيحة، كما تساهم أيضا فى تنشيط السياحة الداخلية إذا تم التخطيط الجيد لها ووضعها ضمن خريطة المعالم السياحية، متسائلا لماذا لا يشكل الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لجنة لتتم إدارة القرية بشكل جيد.