وكيل تضامن النواب: كتب التراث أساس العلوم الأزهرية ومواريث لا يجب تركها
الأحد، 23 ديسمبر 2018 04:00 ممنال القاضي
تظل كتب التراث الإسلامي محور صدام فكري بين تيارات محافظة وأخرى من دعاة التنوير أو الليبراليين، ويبقى الأزهر الشريف محورا في كل صدام بين التيارين، فمنهم من يطالبه بالتصدي والحفاظ على التراث، ومنهم من يدعو لإلغاءها من المناهج الدراسية في كلياته ومعاهده. الدكتورة مهجة غالب، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، قالت إن كتب التراث هي أساس العلوم الأزهرية ولا يجب تركها.
عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة السابقة قالت في تصريحات خاصة لصوت الأمة، إن كتب التراث هى الكنز الحقيقى من مواريث الأزهر الشريف، كلنا تعلمنا منها، ولا يجب لأحد مهاجمتها، وهى تعتبر نتيجة اجتهاد بشرى كبير من كبار العلماء الأجلاء، ولكن هناك نصوص يجب تنقيتها بالحذف أو الإضافة مع ذكر الأسباب ليسهل على العامة فهمها، لكى تتواكب مع محدثات العصر وهذا لا يعنى التقليل من قيمتها.
وتلقب غالب بالمرأة الحديدية في جامعة الأزهر. تحدث عن معضلة الاجتهاد في الدين، فقالت: لا نتهم العلماء بتوقف الاجتهاد فى هذا العصر ولا نتهمهم بالتقصير، ولكن توقف الاجتهاد جاء نتيجة للأحداث السياسية التى مرت بها البلاد فى الآونة الأخيرة وانشغال الناس بتلك الأمور، وبالعقل ظاهرة الإلحاد موجودة، ولكن مش بكثرة، كما يدعى البعض، وهذا يأتى لتعرض بعض القيادات الدينية لنوع من التخبط، ما أدى لشك التابعين لهم ولكن شعبنا شعب بطبيعته متدين وطيب وأحيانا ينجرف الشباب خلف المشاعر.
التراث ليس له علاقة بظاهرة الإلحاد، لكن له أسبا أخرى، توضح مهجة أن الإلحاد لم تكن ظاهرة بنفس المعنى، وهى نتيجة لتخبط الشباب وتراجع دور القيادات الدينية التى كانت تتواصل معهم فى أمر، ولكن يكتشف أمرا مختلفا عن الحقيقة مما تم بثه فى عقولهم، مضيفة أن علاج تلك الظاهرة في ترسيخ القيم، والتركيز على النشء ومراقبة الأبناء ومتابعتهم متابعة دقيقة.
وترى مهجة غالب أنه ليس من حقها تقييم دور المؤسسات الدينية في تجديد الخطاب الدينى، رغم كونها أحد أبناء المؤسسة الأزهرية، فهي ترى أن جميع المؤسسات الدينية تقوم بدورها فى الدعوة وإرشاد المواطنين، وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة التى تحاول الجماعات المتطرفة إلصاقها بالدين، بالتعاون مع باقى مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية من أجل تطوير السلوكيات المجتمعية وترسيخ القيم الدينية فى ظل مواجهة الجماعات المتطرفة التى تبث أفكارا شاذة لدى الشباب والعامة من الناس.
في سياق آخر، تحدثت أستاذ الدراسات الإسلامية عن حل الأحزاب الدينية في مصر، قالت نحن لا نريد حل الأحزاب الدينية، ولكن نشدد على وجودها طالما أنها تمارس أنشطتها ودورها فى إطار وسطية الإسلام، ومن الضرورى إعادة تأهليها، مع ضرورة زيادة توعية الشباب لحماية الأوطان، وعلينا أن نراجع أنفسنا ونلقى نظرة على الأوطان المجاورة التى حدث فيها خراب بسبب نشر الأفكار المتطرفة لدى الشباب مما أدى إلى تفككها، وعلينا أن ندعو إلى التماسك والوحدة المجتمعية لنحافظ على بلدنا وندعو الناس لمزيد من الصبر على تحمل المسئولية.
وبعيدا عن الوضع السياسي، أكدت ضرورة تشديد الرقابة على المصنفات والأعمال الدرامية، لكى لا ينقل الفكر المنحرف للمجتمع، تتابع: لأننا بطبيعتنا مجتمع متدين، ولأن الرقابة الدينية لها دور كبير فى تشكيل الوعى والاحتفاظ بالهوية العربية والإسلامية، وأن الرقابة من هيئة المصنفات تتفق كثيرا مع الرقابة الدينية، وهذا لا يقلل من قيمة العمل الفنى أو المؤلفات الأدبية، بل بالعكس يعطى لها قيمة عالية وثقلا كبيرا لأنها تتفق مع العرف والعادات والتقاليد السائدة.
تضيف: "بالفعل أنتقد بعض المشاهد التى تبرز المرأة المصرية وهى تدخن بكثرة وتتعاطى المخدرات بما لا يتفق مع الواقع، لأن المرأة المصرية تعد من أفضل السيدات التى تقف بجوار الرجل فى كل المواقف، وهذا الدليل على أمهات الشهداء والوقوف بجوار زوجها ووطنها وما تقدمه من تضحيات بأغلى ما تملك هى وأبناؤها، لذلك أطالب القائمين على وسائل الإعلام بإبراز دور المرأة فى الجوانب الإيجابية أكثر".