تسببت فى زيادة حالات الطلاق
جروبات الفضفضة النسائية: جنس.. وأسرار زوجية.. ومشكلات عائلية
الأحد، 23 ديسمبر 2018 12:00 صهبة جعفر
جروبات الفضفضة النسائية تحولت لمنصات لخراب البيوت.. هذا هو ملخص الحالة الغريبة التي صارت عليها المتزوجات ممن قمن باستغلال منصات التواصل الاجتماعي لإنشاء ما يسمى بـ «جروبات الفضفضة».
هي صفحات تم انشاؤها للمتزوجات للحديث عن أدق أسرار العلاقات الزوجية ومشاكلها، لدرجة أن السيدات المشتركات على هذه الصفحات يحكين تفاصيل العلاقة الزوجية داخل غرف النوم، وهو ما أدى إلى ازدياد حالات الطلاق بسبب النصائح التي تقدمها النساء لبعضهن البعض، وهو ما كشفت عنه إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، التي أكدت على وقوع 250 حالة طلاق يوميا، ومليون حالة خلال عام 2017 الأغرب أن هذه الجروبات ساهمت بشكل كبير فى فسخ خطبة عدد كبير من الفتيات ممن استمعن لتلك النصائح.
ومن كوارث «جروبات الفضفضة» ما تعرضت له سيدة تدعى «أسماء»، التي أرسلت مشكلتها على احدى «جروبات الفضفضة» قائلة: «أنا نزلت مشكلتي قبل كده على صراحة، وذكرت أن زوجي يستغلني ماديا، وبررت احتمالي لذلك بحبه والخوف على أطفالي من جراء الانفصال، ولكن نفسي يفكر فيا ويجيبلي هدية بس.. وما شاء الله البنات كفوا ووفوا وأشعلوا بداخلي الحرائق، ولا بنت فكرت أنها تطلب مني التحمل أو الحديث مع زوجي كل الكلام كان تسخين ضد زوجي، وقد سرت خلفهم بدون وعي وقررت أن أواجه زوجي، وقلتله أنا اللي بصرف على البيت وأنت عمرك ما قدرت ولا عبرتني بهدية».
واستطردت قائلة: «كان رده ليا، أنا بصرف اللي معايا على البيت، ومش بحب استلف من حد، وأنه كان فاكرني مبسوطة بالمساعدة في البيت، وأنه مقدر تعبي وعارف أني ست جدعة وشايل جميلي على رأسه، وكانت الكسرة واضحة في كلامه وهو بيكلمني وطلب مني أسامحه أنه قصر في حقى وسابني ودخل غرفته لينام لكنه مصحيش، جوزي مات من القهر من كلامي، وسابنى أنا وحدي مع أطفالي ودلوقتي أنا بندم أني حكيت أو طلبت النصيحة بس بعد فوات الأوان».
نفس الأمر تكرر مع «هايدي»، التي تحدثت عن خلافاتها مع خطيبها على جروب اسمه «حد يعرف» وسردت كافة التفاصيل الدقيقة بينهما، لتفاجأ بشقيقته أنها عضوة بنفس «الجروب»، التي أسرعت بابلاغ أخيها على الفور، فكانت النهاية هي الانفصال عن خطيبها بعد سنوات من الحب.
وعن موقف الدين من هذه الجروبات الفاضحة، تقول الدكتورة آمنة نصير، الأستاذ بكلية الشريعة الإسلامية وعضو مجلس النواب، إن هذه «الجروبات» نوع من الفوضى غير المحمودة من خلال إفشاء أسرار البيوت وتناقلها على الألسن، حيث تتناولها السيدات بحسب وجهة نظرهن وطريقتهن المختلفة عن بعضها البعض، مشيرة إلى أن هذا النوع من البوح بأسرار البيوت وغرف النوم يخالف التعاليم الدينية ويدمر الأسرة.
وأضافت نصير في تصريحاتها لـ «صوت الأمة»، أن النبى صلي الله عليه وسلم نهى عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية، بل إنه عدها من أعظم الكبائر، نظرا لما وردت فيها من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة أجمعت على تحريمها وبيان خطورتها، ومن يرتكب إثم إفشاء الأسرار «ولا نقول هنا الأسرار الزوجية فقط إنما أسرار الأسرة والمجتمع» فكأنما ارتكب ذنبا أمام الله، ويجب عليه أن يتوب ويرجع إلى الله.
واستكملت عضو مجلس النواب قائلة، إن الأمر لا يفرق بين الرجل والمرأة فى إفشاء الأسرار الزوجية، فقد شبههم الرسول بالحيوانات التى تتعارض على الناصية، فهو أمر منفر ومنهى عنه حتى للأم نفسها، لأنها سبب فى تدمير أواصر الأسرة، مطالبة مستخدمي التكنولوجيا من السيدات أن يعين كيفية التعامل معها حرصا على الترابط الأسرى وللحد من زيادة نسب الطلاق.
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إن هذه «الجروبات» تؤثر نفسيا بشكل غير صحي على الفتيات لأنها تنشر طاقة سلبية ومشاكل فقط، سواء مشاكل تتعلق بالعمل أو الزواج أو العلاقات الاجتماعية مع الأقارب، وهو ما حول هذه الصفحات إلى منصات لتفريغ الخبرات السيئة فقط.
وأوضح فرويز في تصريحاته لـ «صوت الأمة، أن بعض الشباب الذكور يمكنهم الدخول بأسماء وصفحات مزيفة، ويتجسس على الفتيات ويشاهد صورهن وتعليقاتهن، ويتحدث مع بعضهن على الخاص ويعرف معلومات يبتز بها الفتاة، وبالتالى يجب الحرص في التعامل مع هذه الجروبات، لأنها تمثل خطرًا على المجتمع وانتشارها خسارة كبيرة تعبر عن تفكك قيم الأسرة وغياب دور الأم التي كانت في الماضي الملجأ الأساسي للنصيحة وللاستشارة والفضفضة أيضا.
المثير في الأمر أن مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة «الجروبات النسائية» كانت السبب فى زيادة حالات الطلاق والخيانة في مصر، هذا ما كشفه الدكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن رواد هذه الجروبات تأخذ الأمور على محمل الهزار، ثم نراها تؤثر على أعمدة المنزل، واصفا ما يحدث بقوله إن «حياتنا بقت في الشارع زي مشكلة على الناصية».
وأوضح استشارى الصحة النفسية في تصريحاته لـ «صوت الأمة»، أن المرأة تتأثر نفسيًا بما تكتشفه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى قائلا: «مش كل المنشورات والقصص اللى بيتم عرضها حقيقى، ونسبة كبيرة منها وهمي، كما أن «الأكونتات» مضروبة، علاوة على أن أغلب المشاكل جنسية، بهدف إثارة الشباب، وهو ما يتيح التعليقات الخارجة وغير اللائقة، مشيرا إلى أن أعضاء هذه الجروبات يقومون بطرح موضوعات خاصة وقصص مفبركة، «وفي ناس بتستجيب بدافع الفضول، وفي ناس مريضة عندها فراغ تتخيل وتكتب مشاكل وهمية، والناس ترد».
وأكد «هانى» على أن صفحات عرض المشاكل الاجتماعية أصبح لها مردود سلبى على الحالة النفسية للفرد، مطالبا السيدات بعدم الانسياق وراءها واستشارة المختصين في المشاكل النفسية والاجتماعية ومشاركة المقربين.
أما منى عزت، مديرة برنامج العمل بمؤسسة المرأة الجديدة، فأوضحت أن جروبات الفضفضة والدردشة على «فيسبوك» هي تطور لعدد من أشكال البرامج والوسائل التي ظلت طوال العقود الماضية يلجأ البعض لها مثل برنامج أسامة منير، ومن قبله برنامج حياتي، وسبقه البرنامج الإذاعي لصفية المهندس، وهي شكل من أشكال التنفيس عن النفس رغم ما تتضمنه من مضمون لكنها ليست السبب الأساسي في ارتفاع حالات الطلاق.
وأوضحت عزت، أن السيدات لسن فقط المتواجدات على مواقع التواصل، ولكن الرجال أيضا يعبرون عن أنفسهم، وهذا الأمر لا يضر سوى أصحابه ولكن ليست عاملا أساسيا في تدمير الأسر ومن يجد غضاضة في قراءة مشكلة سيدة فعليه الخروج من الجروب وعدم الإدلاء برأيه.