ساعات رعب «طفل العاشر»: نجى من الموت ليحمي جثة والدته (صور)
الجمعة، 21 ديسمبر 2018 12:00 م
لم يكن يعلم الطفل صاحب الأربع سنوات أن تلك الليلة ستكون ليلته الأخيرة في حضن أمه، وأن سيارة مسرعة ستخطف الشيء الوحيد المتبقي له في هذا العالم، إذ أن والده اختار الرحيل منذ لحظة ولادته، وها هو القدر يحرمه من والدته ويجعله شاهد العيان الوحيد على الحادث الآليم.
عاش الطفل «أحمد طارق»، يتيما منذ وفاة والده، ليتركه مع والدته وجده يعوضانه عن حنان والده الذي لم يعرفه ولن يعرفه أبدا، حتى توفيت أمه أمام عينه ليقضي أسوأ أيامه بعدما ظل يصرخ بجوار جثتها.
في مدخل مدينة «العاشر من رمضان»، حاولت والدة أحمد «ليلى» عبور الطريق وهي تمسكه في يديها، غير أن سيارة مسرعة صدمتها لتسقط جثة غارقة في دمائها أمام عينه، وتهرب السيارة، قبل أن يبدأ «أحمد» النواح والبكاء الهستيري ليجمع المارة حوله وحول جثة والدته.
عقب الحادث، نقلت سيارة إسعاف أحمد ووالدته العشرينية، إلى مستشفى بلبيس المركزي، لكنه لم يتوقف عن البكاء وعن مناداة والدته حتى تعود له، لكن كان جثمانها قد نقل إلى المشرحة، وبقى هو وحده بين الأطباء الذين تسارعوا لنجدته والاطمئنان على صحته.
«حضر أحمد وهو في حالة هستيرية ولا يقول شيئا سوى عايز ماما».. يقول الدكتور عصام فرحات، مدير الطوارئ بمديرية الصحة. ويضيف: تولى طبيبان تهدئة الطفل وفحصه وإجراء له الإشاعات الطبية للتأكد من سلامته، وعدم تعرضه لأي إصابات نتيجة الحادث.
على الجانب الآخر، تجمع الأهالي حول «أحمد» في منطقة الاستقبال، وبادر أحدهم بشراء ملابس له بدلا من الممزقة التي كان يرتديها، كما حرص عدد من الأطباء ورجال الشرطة والأهالي على البقاء معه للتخفيف من روعه من خلال الألعاب وتناول الطعام، ليهدأ «أحمد» قليلا، لكنه ظل يبحث فيمن حوله عن «ليلى».
لم تتوقف مأساة «أحمد» عند هذا الحد، إذ كان عليهم نشر صورته على «فيسبوك» حتى يتعرف عليه أحد ويحدد هويته وهوية والدته «ليلى»، خاصة وأنه لا يعرف سوى اسمه واسم والدته، إذ كان يعيش مع والدته وجده في العاشر من رمضان.
وفي ظهر يوم خميس، حضرت «صباح» شقيقة والد أحمد بعد أن شاهدت صورته على فيسبوك، لتوقع على محضر استلامه، لينظر إليها أحمد بعينيه الحائرتين وعلى لسانه: «عايز ماما».