يشهد أطول ليل بعدد 14 ساعة.. الشتاء يدق السبت أبواب المصريين
الخميس، 20 ديسمبر 2018 07:00 م
بات يفصلنا عن «الانقلاب الشتوي» ساعات معدودة، إذ يحل علينا تحديدا يوم السبت المقبل 22 من شهر ديسمبر، إيذانا بدخول فصل الشتاء وبدء الفصل فلكيا.
و«الانقلاب الشتوي» المعروف أيضا بـ «عيد منتصف الشتاء» هو ظاهرة فلكية تميز يومها بأقصر مدة للنهار وأطول مدة لليل خلال السنة. وتحدث هذه الظاهرة على كل كوكب حيث يميل أحد قطبيه نحو النجم، فيكون القطب الآخر بعيدا عنه مما يجعله في فترة الانقلاب الشتوي. في نصف الأرض الشمالي تسمى هذه الظاهرة انقلاب ديسمبر، وفي نصف الكرة الجنوبي يطلق عليها اسم انقلاب يونيو.
الميل المحوري للأرض وكذلك تأثير المدوار على دورانها اليومي يعني أن النقطتين المتقابلتين في السماء حيث نقط الحركة الدورانية للأرض (المبادرة المحورية) تتغير ببطئ شديد (دائرة كاملة حوالي كل 26,000 سنة). بينما تتبع الأرض مدارها حول الشمس، يشهد القطب النصف- أرضي البعيد عن الشمس فصل الشتاء، بينما بعد نصف سنة يواجه الشمس ليحل فيه فصل الصيف. وهذا لأن نصفي الأرض يقابلان اتجاهين متعاكسان على محور الأرض، لذلك عندما يشهد نصف ما الشتاء، يواجه النصف الآخر فصل الصيف.
بعيدا أكثر عن العروض العليا، يقع انقلاب شتوي في نصف الأرض في اليوم ذو أقصر فترة من النهار، وأطول ليلة في السنة، وعندما تكون الشمس خلال النهار في أدنى ارتفاع لها. بما أن الانقلاب الشتوي نفسه يبقى وقتا وجيزا جدا، فإن المصطلح تم تعميمه على اليوم حيث يقع هذا الحدث الذي له عدة أسماء كمنتصف الشتاء، أقصى الشتاء أو النهار الأقصر.
تفسير ظاهرة حدوث الانقلاب الشتوى
في بعض الثقافات يرى هذا الحدث على أنه منتصف فصل الشتاء، بينما تراه ثقافات أخرى على أنه بداية لذلك الفصل. في علم المناخ يمتد الشتاء في نصف الأرض الشمالي على مدة طويلة من ديسمبر إلى فبراير.
ويقول الدكتور محمد غريب، أستاذ الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إنه نتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها تحدث الفصول الأربعة. ويشير أنه في يوم 22 من شهر ديسمبر تقريبا تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي فيما عدا مدار الجدي.
ويوضح أستاذ الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم الخميس، أنه وقت ذلك يقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي أي أنه خلال الانقلاب الشتوي يكون الوضع في نصف الكرة الشمالي معاكسا لما هو عليه في نصف الكرة الجنوبي.
يرمز انقلاب الشتاء موسميا إلى التناقص التدريجي لساعات النهار خلال اليوم وازدياد مدة الليل. يختلف تاريخي أبكر غروب الشمس وأكثر توقيت شروق الشمس تأخرا بسبب خط العرض، وتغير اليوم الشمسي على مدار السنة بسبب تأثير مدار الأرض البيضوي.
موعد الانقلاب الشتوى
ويتداخل هذا الحدث عالميا في الثقافات بشكل مختلف من شعب إلى آخر، من ثقافة أخرى بما يميزه من مظاهر الأعياد والمهرجانات، الشعائر الدينية أو احتفالات أخرى ذات اليوم.
وبحسب الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن الانقلاب الشتوي يحل في الفترة من 21 وحتى 23 ديسمبر. ويشير تادرس، إلى أنه لحظة الانقلاب الشتوي سيكون الليل أطول ليل في السنة والنهار أقصر نهار في السنة.
ويوضح رئيس قسم الفلك، أن طول الليل يصل وقت الانقلاب الشتوي 14 ساعة والنهار 10 ساعات تقريبا، مشيرا إلى أنه ليست هناك علاقة بين هذا الموعد ومدى برودة الجو، فموعد الانقلاب الشتوي فلكي مرتبط بحركة الأرض في المدار، أما برودة الجو فيتعلق بعوامل الضغط والرطوبة وتحركات الكتل الهوائية وخلافه.
من ناحية أخرى، كشفت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس، أنه بعد حدوث الانقلاب الشتوي، تكون في نصف الكرة الشمالي أشعة الشمس أكثر ميلا عن العمودي على سطح الأرض والفصل يكون شتاء ودرجات الحرارة منخفضة والليل أطول من النهار، أما في نصف الكرة الجنوبي فتكون أشعة الشمس أقرب إلى العمودي على سطح الأرض والفصل صيف ودرجات الحرارة مرتفعة والنهار أطول من الليل.
وكشف معهد الفلك، أن حرارة أشهر الشتاء تكون منخفضة لسببين وهما سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض وميلها حد أقصى عن العمودي على سطح الأرض، كما أن النهار القصير يعنى وجود فرصة أقل لاكتساب الطاقة الحرارية من الشمس والليل يعنى وقتا أطول لفقدان الطاقة إلى الفضاء الخارجي بفعل إشعاع الشمس.