هل تحققت «الصحة» من المعلومات المثارة حول احتواء بودرة "التلك" على مواد مسرطنة؟
الخميس، 20 ديسمبر 2018 08:00 ص
نشرت بعض وسائل الإعلام، خلال الأيام القليلة الماضية، تقارير تشير إلى وجود مواد مسرطنة، داخل بودرة التلك الخاصة بالأطفال، وطالب المركز المصري للحق في الدواء، وزارة الصحة والسكان بسرعة التحرك، لبيان خلو الأسواق من أي منتجات لشركة جونسون، ومراجعة كل أصناف بودرة التلك المخصصة للأطفال، والتأكد من سحب المنتج فوراً وإصدار نشرة تحذيرية.
وقال المركز المصري للحق في الدواء، إن تقارير عدد من المنظمات العلمية الدولية، أفادت بوجود مادة "الاسبستوس"، والتي تحتوي على جزيئات سرطانية، ضمن مكونات بودرة "التلك" المخصصة للأطفال الرضع.
بوردة تلك
ولخطورة الأمر، وحفاظا على الصحة العامة للمواطنين المصريين، أكدت وزارة الصحة، أن الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، أصدرت بيانا توضيحيا بشأن ما تداولته بعض وسائل الإعلام بأن بودرة تلك الأطفال التى تنتجها شركة "جونسون آند جونسون" تحتوى على مادة الاسبستوس التى تتسبب فى الإصابة بالسرطان.
من جانبها، قالت رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بالوزارة، الدكتورة رشا زيادة، إن البيان أكد أنه عالمياً لم تقم أى من الجهات الرقابية بسحب أى من المستحضرات المحتوية على مادة التلك، وأن هناك منشورا محدثا من الـ FDA يفيد باحتمالية وجود شوائب من مادة الاسبستوس بمادة التلك، مما دفع الـFDA لإجراء مسح عن وجود مادة الأسبستوس بالمواد الخام المحتوية على التلك، وأنه لم يتبين وجودها، موضحة أنه على المستوى العالمى لا توجد معلومات تؤكد ارتباط التلك بالسرطان.
وزيرة الصحة والسكان
رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بالوزارة، الدكتورة رشا زيادة، أكدت أيضا أنه تم اتخاد إجراءات احترازية طبقا للقواعد الرقابية الدولية، حيث تم توجيه الإدارة العامة للتفتيش الصيدلي بإدراج جميع المستحضرات والمواد الخام المحتوية على مادة "التلك" ضمن خطة السحب، وذلك وفقاً لإجراءات السحب المتبعة، إلى جانب تحليلها للتأكد من خلوها من أية شوائب لمادة الأسبستوس.
يذكر أن الأسبوع الماضي، شهد نشر تقرير علمي في وكالة رويترز، مستند إلى تقارير علمية لمعاهد دولية، تؤكد أن مادة الاسبستوس موجودة بالفعل، وهي مادة (صلبة من الحرير الصخري) تحتوي على مواد أخرى تتفاعل تسبب الإصابة بسرطان الرئة والمبيض والكبد والبنكرياس وأمراض أخرى، وذلك وفقًا لبيان صادر عن منظمة الصحة العالمي 2001، كما تحوم اتهامات أخرى بدرجات متفاوتة حول بعض مستحضرات التجميل التي تنتجها شركة «جونس»، والتي تشير إلى وجود نفس المادة في تركيبتها وإن لم تؤكد أوراق علمية هذه الاتهامات.
بوردة تلك الاطفال
ومن جانبه، أكد المركز المصري للحق في الدواء، أنه يتابع هذه القضية مع عدد من المنظمات الدولية حول العالم، نظراً لأن المنتج يتم استخدامه في القاهرة والعواصم العربية بمبيعات وصلت سنة 2017 إلى 2 مليار و300 مليون دولار، موضحًا أن العالم ينتظر النتائج الكاملة، لأن الصنف المتهم يستخدمه ملايين من البشر في أنحاء العالم، الأمر الذي يؤكد ضلوع الشركة العالمية في تحقيق الأرباح بالمليارات لتحقيق مصالحها ومشروعاتها دون النظر لحماية وصيانة الأرواح.
الجدير بالذكر أيضا، أنه فى عام 2005 خرجت تقارير علمية تؤكد وجود مواد مسرطنة ببوردة التلك الخاصة بالأطفال الرضع، إلا أن الشركات المنتجة كانت دائمة النفي، وذلك رغم وجود أكثر من 70 قضية ضدها في 3 قارات، ووجود عدد من أحكام التعويض لـ22 سيدة، بإجمالي مبلغ 4.7 مليار دولار، دفعتهم الشركات المتورطة في إنتاج البودرة.