مصر بلد المسلمين والمسيحيين دون تفرقة

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 12:24 م
مصر بلد المسلمين والمسيحيين دون تفرقة
يوسف أيوب

 
لا يمر شهر إلا ونسمع عن حادثة طائفية فى المنيا، سواء اختفاء فتاة مسيحية، أو الاعتراض من جانب قلة على بناء ملحق بكنسية، أو غيرها من الأمور التى يمكن أن تحل بشكل سريع، لو احتكمنا للعقل والمنطق، وابتعدنا عن التفسيرات الطائفية، والتحليلات التى تصدر من هنا او هناك، متحدثة عن أمور لا وجود لها.
 
لا أحد يستطيع أن يخفى وجود بعض التوترات، لكنها غير ممنهجة، ومرتبطة بأفكار شخصية لدى البعض، وهى للعلم أفكار منبوذة من غالبية المصريين، وباعتبارى من أبناء محافظة المنيا أستطيع التأكيد على أن كل ما يدار فى الفضاء الإلكترونى حول وجود فتنة طائفية فى هذه المحافظة الصعيدية غير صحيح، ولا أستبعد أن تكون هناك أغراض غير أمينة تقف خلف هذه التغريدات التى تحاول بين الحين والأخر الترويج لأفكار عفا عليها الزمن، ولا وجود لها الا فى عقول مريضة لا تفكر الا فى نفسها، والحصول على "شو إعلامى" حتى وأن كان على حساب البلد.
 
فى المنيا تربينا جميعاً على مبدأ التعايش والمواطنة، وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، بل أننا جميعاً أصدقاء وأخوة وشركاء فى كل شئ، فى العمل والدراسة، ولم نكن نسمع عن هذه الامور إلا مؤخراً، والمرتبطة بحالة جديدة علينا، فكثيراً ما مرت المحافظة بحوادث مثل التى نسمع عنها الآن، لكنها لم تكن تأخذ هذا الحجم من الاهتمام ربما لان وسائل التواصل الإجتماعى لم تكن موجودة، أو أن رافعى لواء الدفاع عن حقوق الأقباط لم يكن لهم نفس الدور الذى يمارسونه الآن، وكان لدى عقلاء الكنيسة القدرة على الاحتواء، لكن من الواضح أن الوضع الآن تغير وأختلف لأسباب بعضها معلوم، وبعضها غير معلوم، منها أن النشطاء وجدوا فى المنيا مادة لتقارير وروايات من الممكن تلوينها لكى تكون مناسبة لأفكارهم الهدامة، وكذلك وهو الأهم بالنسبة لى، أن هناك من يريد التغطية على الملحمة الوطنية التى تقوم بها الدولة لإقرار الوحدة بين المصريين.
 
نعم هذا ما أراه يحدث الآن، فمع أى حادث جنائى يكون أحد أطرافه مصرى مسيحى، تظهر التحليلات الطائفية من مجموعة بعينها، مستقبة حتى تحقيقات النيابة العامة فى هذه الحوادث، محاولين تنصيب أنفسهم قضاة، رغم أن التفاصيل غير معروفة، لكن هذا لا يهم أصحاب التحليلات الطائفية، فكل ما يهمهم أن يجدوا مادة للكتابة والتنظير، وربما لفت نظر جهات دولية مانحة.
 
أرى تضخيماً لأحداث وقضايا هى محل تحقيقات تجريها النيابة المصرية، وفى نفس الوقت ينسى هؤلاء أو بمعنى أدق تناسوا أن الدولة التى يقولون عنها كذباً أنها مليئة بالطائفية، هى نفسها الدولة التى وقف رئيسها "عبد الفتاح السيسى" من داخل الكاتدرائية ليقول "إحنا واحد محدش يقدر يقسمنا أبدا.. يارب يقدرنا ندخل الفرحة على كل الناس في مصر بدون تمييز"، قول جاء متسقاً مع الفعل على أرض الواقع، فهو أول رئيس يشارك الأشقاء أعيادهم من داخل الكاتدرائية، فى تأكيد على إرساء مبدأ الأخوة والمواطنة بين جميع المصريين، ناشرا رسالة حب وسلام، مفادها أن مصر تحتضن جميع أبناؤها دون تفرقة.
 
يقولون كذباً أن فى مصر طائفية، وتجاهلوا عن عمد رسالة الرئيس أمس السبت وهو يفتتح مشروع «أهالينا 1» بمحافظة القاهرة، حينما وجه سؤالاً للواء عماد الغزالى، قائد المنطقة المركزية العسكرية، قائلاً: «الكنيسة فين يا عماد؟»، ليرد قائد المنطقة المركزية العسكرية على تساؤل الرئيس: «معملناش يا فندم»، ليرد الرئيس: « دا تكليف وتوجيه، الموضوع ده ميفوتناش تانى، ده موضوع خلاص قلناه، لو سمحتم نعمل علشان نحقق لكل واحد يعبد زى ما هو عايز». وتابع: «كان نفسى تجيبوا فيلم تبينوا للناس إحنا فين، والناس اللى بتبنى بعيد عن التخطيط العمرانى بتعمل إيه».
 
نسى هؤلاء أو تناسوا أن مصر لم تتردد فى الثأر لدماء أبنائه المسيحيين المصريين الذين استشهدوا فى ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابى، وقتها لم يقل الرئيس أو أى مصرى هؤلاء مسيحيين لماذا نأخذ بثآرهم، لكن الذى حدث وقتها أن الرئيس أمر بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش داخل الأراضى الليبية، وهو رد كان ولازال بمثابة الدليل الواضح للعيان أن الدم المصرى لم يعد رخيصًا، سواء كان مسلماً أم قبطياً، ليحبط كل مخططات إشعال الفتنة، ويؤكد تمسك مصر بالمساواة والمواطنة.
 
الأمثلة كثيرة وأعتقد أن هواة الاصطياد فى مياه الفتنة العكرة يعرفونها جيداً، لكنهم لا يريدون لها أن تبقى فى الصورة والصدارة، لأنها لا تروق لهم ولا لأهدافهم غير النبيلة، فكل ما يريدونه أن تكون صورة مصر دولة طائفية، وأن تكون المنيا هى بؤرة هذا التطرف ضد المسيحيين، والأغرب أن هؤلاء يروجون ربما عن قصد لأفكار جماعة الإخوان الإرهابية.
 
المنيا مثل غيرها من محافظات مصر، بها مسلمين ومسيحيين، بينهم علاقات مودة ومحبة، ولا يقلل من ذلك وجود حادث فردى يرتكبه شخص غير مسئول، أو حتى مجموعة موتورة تغذوا بالفكر الإخوانى المتطرف الذى تعمل الدولة جاهدة على اجتثاثه، لأنه لا يهدد المسيحيين فقط، وإنما كل المصريين. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق