قصر ثقافة دسوق ..حدث كبير وتنظيم سيئ
الإثنين، 17 ديسمبر 2018 05:55 م
فى كثير من المشروعات التى تفتتحها الحكومة أشعر بأن هناك خجل من التباهى والاحتفال بها بما يليق بحجم الانجاز والجهد المبذول فيها حتى تخرج الى النور بالشكل اللائق.
ورغم أن لغة التسويق باتت لغة عالمية للترويج لسمعة الدولة ومشروعاتها فى الداخل والخارج، فمازالت هذه اللغة مفقودة لدى كثير من الجهات الحكومية ربما لأسباب ذاتية داخل هذه الجهات تتعلق بعد المعرفة- وليس الجهل- بأدوات التسويق الحديثة والترويج والدعاية السليمة أو حرص بعض المسئوليين داخلها بتكييف حدث الافتتاح على " القد" دون التوسع فى الاحتفال بحجة الترشيد وضغط النفقات أو ربما لأسباب آخرى فى نفوس هؤلاء المسئوليين.
وأضرب هنا مثال بسيط للغاية فى حدوده لكنه كبير فى معناه وتأثيره..فقد تم الاعلان فجأه يوم الاثنين الماضى عن قيام وزيرة الثقافة بافتتاح قصر ثقافة دسوق الجديد بحضور محافظ كفر الشيخ ورئيس مدينة دسوق ورئيس هيئة قصور الثقافة والمسئول عن القطاع الفنى بالوزارة ..وحرس الوزيرة وغاب عن الاحتفال معظم الفعاليات الفنية والأدبية بالمدينة ورموز المدينة فى الاعلام والفن. وكأن حدث افتتاح قصر للثقافة شيئ لا يهم سوى السادة الحضور لالتقاط الصور واجراء الحوارات التليفزيونية. فما بال لو أن قصر ثقافة دسوق خاض من اجل افتتاحه وعودته للحياه الثقافية مرة أخرى عدد من المخلصين من ابناء المدينة بعد أن تم اغلاق القصر لأكثر من 12 عاما وتحول الى " خرابة" بكل معنى الكلمة وخاصة بعد يناير 2011 وأصبح ملجا للفئران وللحشرات بكافة أنواعها حتى جاءت 30ثورة يونيو 2013 واتصل بى الفنان الجميل ابن دسوق علاء مرسى وابدى تحمسه لاعادة الروح مرة أخرى للفرقة المسرحية للمدينة التى توقفت عن العمل منذ عام 96 ولكنه لم يجد مكان سوى خرابة قصر ثقافة دسوق واعلنت دعمه ومساندته فى حلمه وكتبت عدة مقالات عن القصر والفرقة واهتم بالقضية زملاء اعلاميين أفاضل مثل الأصدقاء خالد صلاح وأحمد المسلمانى..وللأمانة المهنية اتصل بى الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة وقتها ليبلغنى اهتمامه بموضوع قصر ثقافة دسوق ثم استمر هذا الاهتمام من الصديق الوزير السابق حلمى النمنم...وبالفعل اكتمل حلم مئات وآلاف الشباب الموهوبين فى المدينة بالانتهاء من القصر وتولى ادارته الصديق الموهوب محمد محيي.
بشكل شخصى وعدتنى وزيرة الثقافة بحضور الافتتاح وتمنيت أن يتم دعوة الفنان علاء مرسى وفنانى المدينة وروابط الادب والمسرح و ما تبقى من أعضاء الفرقة المسرحية القديمة واستضافة أحد عروض البيت الفنى للمسرح ..وهذا لم يحدث...كما أن طريقة التعامل من السادة "القادمون من القاهرة" لم تكن لائقة مع " الغلابة من مسئولى قصر الثقافة" رغم الاستعدادات عالية المستوى وتجهيز معارض فنية لكبار الفنانين بالمدينة مثل الفنان مدحت الحامولي والفنان مجدي الشربيني ومع ذلك وفى ظل " الدوشة والزحمة والعشوائية"لم تلتفت الوزيرة الي اللوحات رغم أن هؤلاء الفنانين المبدعين استعدوا للمعرض استعداد رائع وقدموا لوحات فنيه مبهره ورائعه و هنا نسإل السادة المنظمين ألم يكون هناك برنامج للوزيره للتجول فى القصر وافتتاح المعارض . فالوزيرة أو السادة المنظمين اكتفوا فقط بمشاهد العرض فى الصالة الرئيسية فقط. على الرغم من أن قصر ثقافة دسوق يقع على مساحة 1200 متر ويضم قاعة مسرح تسع لـ 700 زائر، ونادي للتكنولوجيا والمعلومات، وقاعات للفنون التشكيلية، والآلات الشعبية، ونادي للأدب، ومرسم، ومكتبة عامة، ومكتبة أخرى للأطفال
وما آثار حزن أهالى المدينة أن فرقة الفنون الشعبية محافظة الشرقية هى التى قدمت عرض الافتتاح بقصر ثقافة دسوق رغم أن المدينة زاخرة بالفرق المسرحية والشعبية والأدباء والشعراء.
عموما افتتاح القصر كان حلما طال انتظاره لاستيعاب الطاقات الفنية والإبداعية من شباب المدينة وعودة الوعى مرة آخرى للنشاط الفنى والأدبى..أما ما حدث فيجب تجاوزه فى المرات القادمة .. فافتتاح مصدر للاشعاع الفنى والأدبى والمعرفى ليس بالحدث الهين..ولا ما رأيك يا معالى الوزيرة..؟!