يفضل القذارة سرا.. من هو سادات بكر «قرين» أردوغان الذي يوسوس له؟
الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 11:00 ص
في القصر التركي هناك رجال لا يعرف عنهم أحد شيء، يظهرون قليلا ويختفون كثيرًا، يفضلون القذارة سرا، منهم سادات بكر أحد مؤسسي أكاديمية سادات العسكرية لتدريب وتأهيل الإرهابيين، وظل الرئيس أردوغان الذي لا يفارقه.
لا يعرف سوى التهديد، والتباهي بعلاقته القوية بالقصر الرئاسي، وأجهزة الأمن وصديقه الشخصي في القصر الأبيض، الذي التقطت لهما صورة شهيرة وهما يتعانقان، أعطت ظل الرئيس ضمانة للفساد بلا قيود وحصانة ضد أي مساءلة.
سجن سادات بكر، 9 أشهر بين عامي 1998 و1999 بتهمة تشكيل تنظيم إجرامي، وسرعان ما أطلق سراحه بفضل علاقاته القوية مع رجال القضاء التركي، ووفق تقارير إعلامية يلعب دورًا بارزًا في الحرب السورية، وبات مندوب أردوغان لتسليح الإرهابيين.
سادات المولود في 26 يونيو 1971، من بين أبرز المؤسسين لأكاديمية سادات العسكرية، التي تقدم استشارات عسكرية لبعض الدول، وتلعب دورا بارزا في تدريب العناصر الإرهابية، فضلًا عن دورها في ملاحقة رموز المعارضة والتنكيل بهم.
في 2004 تقدم المدعي العام التركي حاجي حسين جوتشوز بطلب تقاعد بعد افتضاح علاقته مع بكر، وتورطه معه في أعمال فساد تمثلت في حث رجال أعمال على التنازل عن دعاوى قضائية ضد الرجل.
فساده لم ينتهى إلى هنا، بل التحق بتنظيم "أرجنكون" السري للاغتيالات، واتهم الرجل بارتكاب العديد من الجرائم خلال عضويته، وفي سبتمبر 1998 ورد اسمه في قضية تخص هذا التنظيم، واتهم بتشكيل عصابة إجرامية مع 12 متهما آخرين، واحتجز نحو 9 أشهر قبل أن يخلى سبيله في مارس 1999.
وقضت المحكمة الجنائية في إسطنبول في 31 يناير 2007، بحبسه 14 عاما و5 أشهر، بعد إدانته بتشكيل وإدارة تنظيم إجرامي بهدف التربح وتزوير الأوراق، ولكن سرعان ما خفضت العقوبة إلى 5 سنوات مع إيقاف التنفيذ، ونددت وسائل الإعلام وقتها بوقائع التلاعب بالقانون.
امتثل بكر أمام المحكمة الجنائية في إسطنبول في قضية العصابة المنبثقة عن "أرجنكون" في العام 2013، واتهم وقتها بتشكيل تنظيم إرهابي مسلح، ورغم أن قضت المحكمة بحبسه 10 سنوات أخلي سبيله في مارس 2014 بسبب تغيير قانون المحاكم الخاصة.
في أكتوبر 2015، عقد سادات بكر مؤتمرا جماهيريا في مدينة ريزه لدعم إردوغان وحزب العدالة والتنمية، قبيل الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، وأكد في كلمته أنه يعمل لمصلحة نظام إردوغان قائلا: "أدعم الرئيس ليس لكونه زعيم البلاد وليس لكونه جاري وابن مدينتي ريزه، ولكن لأنه زعيم يستحق أن يتقدم الصفوف"، وقال خلال المؤتمر الجملةالشهيرة: "سنريق دماءهم أنهارا وكأنما تتقطع شرايين العالم بأسره، ولن ننظر إليهم بعين الرحمة أو الشفقة، وعندها سيعرفوننا جيدا".
وتورط سادات بكر في تمويل الإرهاب في سوريا، حيث أرسل معدات وأسلحة إلى الجماعات المتطرفة المقاتلة هناك، وفي ديسمبر 2015 أكد أنه أرسل شاحنات محملة بمعدات تكنولوجية بينها طائرات دون طيار إلى مجموعات إرهابية في مدينة اللاذقية.
نشر زعيم المافيا عبر حسابه على "تويتر" صورا للمعدات والأجهزة التي أرسلها إلى الإرهابيين، حيث شملت طائرات دون طيار وحواسيب محمولة وأجهزة لاسلكي وكاميرات فيديو، حسب "سكاي نيوز".
ونشر الرجل مقطع فيديو في مارس الماضي يوضح عملية تسليم الدروع الواقية لمجموعة ما يعرف بـ "الجيش السوري الحر" الذي يقاتل ضد قوات الجيش السوري، وظهر في الفيديو أحد المقاتلين وهو يشكر زعيم المافيا على منحته.
أصدر بكر بيانا أكد فيه دعمه للعناصر الإرهابية في سورية، وقال: "أرسلنا دروعا واقية للجيش السوري الحر عند اجتماعنا بإخواننا المجاهدين الذين وصلوا إلى المنطقة للقتال في سورية من أجل منع سقوط المزيد من الشهداء في صفوفهم".