بعد شهور من المفاوضات.. كيف وصلت اليمن إلى لحظة وقف إطلاق النار في الحديدة؟
الإثنين، 17 ديسمبر 2018 10:00 ص
بعد شهور طويلة من المفاوضات والمشاورات المستمرة، ومحاولات المبعوث الأممي مارتن جريفيث، عقد جولة محادثات في جنيف وبعدها السويد، وتكرار رفض جماعة الحوثي في اللحظات الأخيرة السفر إلى هذه البلدان، قرر الحوثيون للمرة الأولى المشاركة في المفاوضات بكل وضوح بعد تكرار ألاعيب زعيمهم في عرقلة أي مفاوضات سلمية.
أعلن زعيم الحوثيين رغبته في حضور المحادثات التى ترعاها الأمم المتحدة، منذ اسبوعين، ولكن فى حالة ضمان الخروج والعودة الآمنة إلى البلاد، وقتها قرّر "جريفيث" تنفيذ بعض من شروط الحوثي، حتى أنه توجّه إلى صنعاء لضمان جلب الحوثيين إلى السويد في الثالث أو الرابع من ديسمبر الجاري لضمان سير المشاورات.
وخلال الهُدنة التي عقدتها الأمم المتحدة والتي استمرت منذ 3 ديسمبر حتى 15 ديسمبر، ذكرت مصادر من طرفي الحرب في اليمن والأمم المتحدة ، أن وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الطرفان المتحاربان في الحديدة سيبدأ غدًا الثلاثاء 18 ديسمبر في محاولة لتجنب إراقة الدماء في المدينة الساحلية الحيوية لإمدادات الغذاء والإغاثة.
وذكرت وكالة رويترز البريطانية، أن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية وافقت يوم الخميس، على وقف القتال في المدينة المطلة على البحر الأحمر وسحب القوات منها وذلك بعد أسبوع من محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة في السويد.
ويسيطر الحوثيون على معظم بلدات ومدن اليمن، بما في ذلك الحديدة والعاصمة صنعاء، التي طردوا منها حكومة هادي عام 2014 مما دفع التحالف الذي تقوده السعودية إلى التدخل. وتتخذ الحكومة الآن مدينة عدن في الجنوب مقرا لها. وحسب الوكالة البريطانية، فإن السكان ابلغوا عن استمرار المناوشات لا سيما خلال الليل على أطراف الحديدة، حيث تحتشد آلاف من القوات اليمنية المدعومة من التحالف.
سريان الإتفاق ووقف اطلاق النار أول انفراجة في جهود السلام
قال يحيى سريع، رئيس دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة والجيش التابع للحوثيين، "نحن ننتظر كما أعلنوا يوم أمس أن يبدأ وقف إطلاق النار منذ يوم ١٨ ديسمبر، ونأمل أن يكونوا جادين وصادقين وإلا فنحن جاهزون للرد، وأكد مصدر في الحكومة التي تساندها الرياض الموعد وقال إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن أبلغ به الطرفين رسميا في رسالة.
وجاء الاتفاق، وهو أول انفراجة مهمة في جهود السلام في خمس سنوات، في إطار إجراءات لبناء الثقة جرت مناقشتها في محادثات للسلام تهدف لتمهيد الطريق لهدنة أوسع نطاقا وإطار عمل لإجراء مفاوضات سياسية، وبموجب الاتفاق سيتم نشر مراقبين دوليين في الحديدة وستنسحب كل الجماعات والقوات المسلحة بالكامل خلال 21 يوما من سريان وقف إطلاق النار
ونص الاتفاق على إشراف "لجنة تنسيق إعادة الانتشار"، التي تضم أعضاء من الطرفين، على وقف إطلاق النار والانسحاب. وسترأس الأمم المتحدة اللجنة. وقال مصدر في الأمم المتحدة إن من المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها هذا الأسبوع، وطلب جريفيث من مجلس الأمن الموافقة على قرار يدعم نشر نظام صارم للمراقبة للإشراف على الالتزام بالهدنة بقيادة الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامييرت
ومن المقرر أن يعقد طرفا الصراع جولة أخرى من المحادثات في يناير من العام الجديد، للموافقة على إطار عمل سياسي للمفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.