اللعب على المكشوف.. القبض على «عبد الرحمن عز» يكشف دور قطر في فوضى «السترات الصفراء»
الإثنين، 17 ديسمبر 2018 08:00 ص
اتجهت أنظار العالم على مدار الـ4 أسابيع الماضية نحو باريس، تتابع عن كثب أحداث الاحتجاجات التي اجتاحت العاصمة الفرنسية وعدد من المدن فيها، وما نتج عن تلك الاحتجاجات من أعمال عنف وصفه البعض بالغير مبرر، وعمليات سلب ونهب، وإغلاق للمحال التجارية في منطقة «الشانزليزيه» أشهر الشوارع الباريسية، وتوقفت الحياة تماما، احتجاجا على قرارات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بزيادة الضرائب وتخفيضها على الشركات والأغنياء، الأمر الذي استقبله الفرنسيون بغضب شديد، فخرجت مظاهرات«السترات الصفراء» للإعلان عن رفض تلك القرارات، ثم سريعا ما تحول مشهد الاحتجاجات السلمية والمسيرات الرافضة للقرارات إلى اندلاع أعمال عنف واسعة بين قوات الشرطة والمحتجين، وخرجت مطالبات برحيل ماكرون وحكومته، لاسيما وقد تراجع الرئيس الفرنسي عن قراراته بل وقرر زيادة معاشات بمقدار 100 يورو وهو رقم ضعفي ما كانت تطالب به القطاعات المحدودة الدخل في فرنسا أو من أطلقوا عليهم «أصحاب السترات الصفراء».
مظاهرات السترات الصفراء
استمرار رفض «السترات الصفراء» العدول عن مظاهراتهم الاحتجاجية، كان لغزا محيرا، لاسيما وقد تراجع الرئيس الفرنسي عن قراراته، الأمر الذي وضع علامة استفهام كبيرة على المشهد الفرنسي، لكن حالة الغموض التي طفت على المشهد، بدأت تتضح ملامحها وتنكشف ملابساتها، بعد خبر إلقاء الشرطة البريطانية القبض على الإرهابي الهارب «عبد الرحمن عز»، ومنعه من السفر إلى باريس، بعد إجراء تحقيقات معه يوم الخميس الماضي، قبيل دخوله الطائرة مباشرة، المتجهة من مطار أدنبرة إلى مطار شارل ديجول في باريس.
زوجة عبد الرحمن عز، أكدت خبر القبض على الإرهابي الهارب، وكتبت عبر حسابها الشخصي على الفيس بوك: «الشرطة البريطانية تقوم باحتجاز زوجي الصحفي عبدالرحمن عز وتمنعه من السفر لباريس وذلك منذ الساعة الرابعة عصراً أمس الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨، وذلك قبيل دخوله الطائرة مباشرة للرحلة رقم EZY6955 المتجهة من مطار ادنبرة إلى مطار شارل دي جول في باريس، حيث كان في طريقه لأداء عمله الصحفي لتغطية التظاهرات المتوقعة لأصحاب السترات الصفراء يومي السبت والأحد القادمين، فتم توقيفه على باب الطائرة من قبل شرطي يرتدي زيا مدنيا طلب منه الإجابة عن بعض الأسئلة قبل أن يعده أن ذلك لن يستغرق دقائق معدودة حتى يسمح له باللحاق بالطائرة، وهو ما لم يحدث حيث تم احتجازه واحتجاز كل متعلقاته بدءا من الهاتف المحمول وجهاز اللابتوب و٣ كاميرات فيديو وتصوير فوتوغرافي».
وتابعت: «عندما حاول الاستفسار عن سبب احتجازه خاصة أنه لم يتم احتجاز أحد من ركاب الطائرة كلها سواه.. وقال لهم أنه لم يرتكب أي جريمة أو أي خطأ يسمح لهم بإيقافه بتلك الطريقة العنصرية الممنهجة.. وتم احتجازه في احد دورات المياه الخاصة بالمطار.. وتم التعدي عليه بالضرب من قبل أحد الضباط الذين قاموا باحتجازه بسبب اعتراضه على ذلك.. وقد نتج عن ذلك عدد من الإصابات بجسده ومن ثم تم توجيه اتهامات جائرة له.. ارجو دعم الصحفيين والمنظمات الحقوقية لإطلاق سراحه وإدانة ما تعرض له من عنصرية وتعذيب ومنعه من ممارسة حقه الإنساني في السفر والعمل بحرية كاملة في الوقت الذي جئنا فيه هنا أصلا طلبا للحماية.. إنه كان متجها إلى القيام بأعمال صحفية في العاصمة الفرنسية باريس لتغطية الاحتجاجات الميدانية المعروفة بالسترات الصفراء، ليقوم شرطي بريطاني باستيقافه، وطلب بعض البيانات الشخصية التي لم يجب عنها عز فتم احتجازه قبل توجهه إلى الطائرة مباشرة».
خرج الإرهابي الهارب عبد الرحمن عز، من مصر، بعد فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة، متجها إلى قطر، ثم إلى تركيا، ومنها إلى بريطانيا، وعمل هناك مراسلا صحفيا لإحدى الصحف القطرية التي اشتراها الإسرائيلي عزمي بشارة المستشار السياسي للأمير القطري تميم بن حمد، وخصص عز، قلمه للهجوم على الدولة المصرية وشعبها والتحريض ضد مؤسستي الجيش والشرطة، كما ساند العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم «أنصار بيت المقدس» المواليين لتنظيم داعش الإرهابي، ضد قوات الأمن المصرية في سيناء.
خبر القبض على الارهابي الهارب عبد الرحمن عز
إلقاء القبض على الإرهابي الهارب عبد الرحمن عز، يسلط الضوء على المشهد في باريس، واستمرار أعمال احتجاجات «السترات الصفراء»، إذ تتجه الأنظار والمؤشرات نحو تورط جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم الحمدين في تأجيج الأوضاع داخل فرنسا لإسقاط ماكرون وحكومتة، خاصة بعد تشابه مشاهد المحتجين وأعمال العنف مع ما جرى في مصر وتونس وتكرار سيناريو الاحتجاج ثم المطالبة برحيل الرئيس ثم رفض قبول التراجع عن القرارات، كل هذا يأتي في ظل إحباط الإعلام الفرنسي محاولات الدوحة المتكررة لإختراق المؤسسات الفرنسية، في أكتوبر 2017، من خلال فضح ممارسات «قطر» وتسليط الضوء على جرائم حكومة الحمدين ضد أبناء الأسرة الحاكمة «المعارضين» لسياسات تميم، واعتقال 20 شخصا من أسرة آل ثاني، بعد اتهامهم بالتقارب مع المملكة العربية السعودية، خوفا من صعود اسم «عبد الله بن علي» بديلا لتميم.
الإعلام الفرنسي كشف محاولات الدوحة للتغلغل داخل المجتمع الفرنسي، وسعيها لاستمالة فرنسا، للتأثير على دوائر صنع القرار فيها من خلال حزمة استثمارات قطرية في قطاع النفط والفنادق والعقارات، وكذلك شراء سلسلة من القصور والمباني التاريخية، إلى جانب شراء ذمم بعض المؤسسات الصحفية وصفحاتها، وذلك عقب الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال حملاته الانتخابية وتعهده بالتصدي لنفوذ الدوحة داخل باريس، وتأكيده على دور الدوحة البارز في دعم وتمويل الإرهاب، وتسللها على مدار سنوات إلى قطاعات فرنسية حيوية، من بينها بنوك وشركات متعددة الجنسيات وسلاسل الفنادق وشركات سيارات، فهل تكشف الأيام القليلة القادمة تورط قطر وآلاتها الإعلامية في تأجيج احتجاجات «السترات الصفراء»؟