«أكلوا لحوم موتاهم حزنا على فراقهم».. قصة «بابوا غينيا» التي اكتشفتها أوروبا بالصدفة
الأحد، 16 ديسمبر 2018 07:00 م
جلس طفل فى العاشرة من عمره أمام أحد أفلام الرعب والإثارة الأجنبية العاشق لها، فوجد البطل يأكل لحوم البشر فتعجب من الأمر وتوجه إلى والده ليسأله عن كيفية أكل لحوم البشر وعن حقيقة ما يراه فى الفيلم من عدمه، فلم يجد الأب إجابة على أسئلة أبنه فى الحال ولكنه استيقظ وبدأ يبحث فى الأمر فوجد الكثير من القصص التاريخية المؤكدة على وجود آكلي لحوم البشر فى بعض أنحاء العالم والذين استمروا على هذه الممارسة حتى وقت قريب جدا.
وإذا سلطنا الضوء على بابوا غينيا وهى الدولة التى تحتل الجانب الشرقى من جزيرة غينيا الجديدة المطلة على المحيط الهادى إلى الشمال من قارة استراليا والتى تعتبر أكبر جزيرة فى العالم، سنجد أن ممارسات أهلها من أبشع الصور التى يمكن على العقل البشرى تخيلها، فقد كان لهم عادة توارثتها الأجيال، تتمثل في أكل لحوم الموتى فور انقباض روحهم، فكانت النساء تجتمع على جثة المتوفي فور موته لتمزق لحمه وتشوهه لتقدمه على مائدة الطعام لأطفالها والحاضرين لتقديم التعازى.
أما المخ فكان هدف الجميع لطعمه اللذيذ، فكانوا يحطمون جمجمة المتوفى ويتصارعوا على أكل المخ طازجُا بعد دقائق من الوفاة، وبعد الانتهاء من الطعام يعلقون رؤوس موتاهم فى بيوتهم لتظل ذكرى خالدة فى قلوبهم، وهذه العادة كانت طبيعية لأهالى هذه الجزيرة المتوحشة والمغلقة على نفسها فلا تعلم الثقافات الخارجية ولا عادات الآخرين.
وعندما حاول بعض الأوربيين الوصول إلى هذه الجزيرة ليتفقدوا حالها بحذر لعلمهم بتوحش أهلها، قتل منهم من قتل، حيث أكل أهل الجزيرة لحم الزوار، بينما فر الباقيين لأطراف الجزيرة وحاولوا التواصل مع بعض الأهالى، وعندما سألوهم عن هذه العادة الغريبة رد الأهالى بأن لحوم البشر أطيب أنواع اللحوم وأسهلها فى الهضم وأنه لا يوجد ما يمنع هذه العادة الموروثة.
ومع مرور السنوات انتشر مرض فى هذه الجزيرة تظهر أعراضه على هيئة رعشات وألم فى الرأس وصعوبة فى التنفس ويصل بالمصاب الحال إلى الوفاة، ولم يظن أحد الأهالى أن السبب وراء هذا المرض هو أكل لحوم البشر بل ظنوا أنها مجرد تأثير أرواح شريرة خيمت بظلالها على الجزيرة إلى أن دقق الباحثين فى الأمر ووصلوا إلى أن تناول لحوم البشر هو السبب الحقيقي وراء هذا المرض وهو ما يوضح ضرورة عدم تكرار هذه العادة.
وبالفعل توقف أهالى هذه الجزيرة عن هذه العادة المتوحشة إلا أنه حتى وقت قريب ظهرت بعض الحالات المصابة بهذا المرض فعلموا حينها أن هناك بعض الأشخاص لازالوا يمارسون هذه العادة فى الخفاء.