كلهن نحمدو.. سيدات مصر يروين قصص كفاحهن لتخريج أبناء ينفعون الوطن رغم قسوة الظروف (صور)
السبت، 15 ديسمبر 2018 11:39 م
سائقة الميكروباص التي قابلها الرئيس السيسي مصادفة في العاصمة الإدارية الجديدة، نموذج موجود بنسبة كبيرة في كل محافظة بالمئات والآلاف، فهناك في مركز وحي مصري مئات السيدات العاملات مثلهن مثل الرجال في كل شيء، إن لم يزدن، يتحملن مسئولية الإنفاق والتربية والتعليم والمتابعة، دون أن يشتكين أو يجزعن، ولكل منهن في هذه الحياة هدف سامي، ألا وهو تربية أبنائها خير تربية، وأن يصبحوا في يوم من الأيام نماذج نافعة للمجتمع.
خلال السطورة المقبلة، نعرض قصص نحاج لنساء اخترن طريق الكفاح ليصلن فى النهاية بأبنائهن إلى بر الأمان.
الست آمال
آمال علي النحاس، 61 سنة، من قرية ميت ربيعة البيضاء مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولدت فى أسرة بسيطة، وعندما كان عمرها 7 سنوات، كانت تذهب للعمل في الوسية، وتزوجت من رجل يكبرها في السن، ورزقها الله منه بأربعة أبناء ولدين وبنيتن.
أمال
تقول آمال: «زوجي توفى من فترة، وكان راتبه بسيط لا يكفى، فعدت للعمل مرة ثانية، فى الصباح ومع إشراقة الشمس كنت أعمل فى الحقول بأجر يومى، وأعود لمنزلى بعد الظهر للقيام بشئون المنزل، وبعد العصر أذهب إلى إحدى السيدات لأداء أعمال فى منزلها، مقابل أجر بسيط وحتى الآن لو طلبتنى سيدة لغسيل سجاد منزلها أو تنظيف المنزل لن أتردد لحظة ، فالشغل الشريف ليس عيبا، والعيب هو العمل غير الشريف».
أمال
وتابعت: «كنت أتقاضى راتب يومى 25 جنيه منذ سنوات، وربنا قدرنى على تربية أبنائى الأربعة وكان يوم عيد يوما سترت البنتين من تعبى وشقائى وزوجتهما، وزوجت الشابين أيضا، وأتذكر عندما كنت أدخر وجبة الغذاء الخاصة بى فى الحقل مع زملائى وآتى بها لأبنائى، وأحرم نفسى من الطعام من أجلهم، وكل أدواتى فى العمل فأس صغيرة إشتريتها منذ 10 سنوات ب2 جنيه، أعزق بها فى الأراضى، وحاليا أحصل على أجر يومى من 50 إلى 60 جنيه».
أمال
وتضيف: «بعد ما زوجت أبنائى الأربعة، قومت بتحويش أجرى اليوم، وكنت أحرم نفسى من الأكل لكى أدخر النقود، إلى أن أكرمنى الله بتحويش 12 ألف جنيه، دفعتهم لشخص فى القرية لكى يساعدنى على تأدية فريضة العمرة، والحمد لله تم إنهاء الإجراءت ومسافرة غدا فى الصباح إلى الأراضى المقدسة لتأدية العمرة، وقلت أخرج للشغل اليوم، قبل ما أجهز حقيبة السفر».
أمال
وعن أمنية آمال فى الحياة قالت: «كل أمنيتى فى الحياة حد يساعدنى فى بناء الغرفة التى أعيش فيها، وهى غرفة واحدة بداخلها حمام ومطبخ ورثتها عن أمى، وتزوجت فيها وأنجبت أبنائى الأربعة فيها وعاشوا فيها حتى الزواج، وهى مبنية من الطوب اللبن ومعروشة بالعروق وفى فصل الشتاء تغرق من مياه الأمطار، فضلا عن البرد الشديد، وكل رغبتى فى الحياة عند عودتى من فريضة العمرة، لو كتب الله لى الحياة أن يساعدنى أهل الخير فى بنائها، لكى أعيش فيها ما تبقى من الحياة».
أمال
منى السيد
منى السيد سيدة ستينية، قضت 30 سنة من الكفاح جابت خلالها جميع الأسواق تبيع الطواقي الصوف التي تجمعها من أبناء قريتها مقابل 2 جنيه مكسب فى الواحدة وذلك لتستطيع الانفاق على أبنائها الـ5 خاصة بعد وفاة زوجها العامل البسيط ورغم هذه الرحلة من الشقاء لا تفارق الابتسامة وجه منى ويعرف عنها جميع أبناء قريتها خفة دمها ومزاحها معهم.
أمال
قالت أم محمد كما يناديها أهل قريتها إن لديها 5 أبناء 3 بنات وولدين، وإن رحلة كفاحها بدأتها منذ 30 سنة حيث كان زوجها عامل بسيط وظروفه الصحية سيئة فعقدت العزم على استغلال عمل نساء قريتها فى صناعة الطواقى الصوف فقررت أن تسوق هذه الطواقى فى الاسواق وحفظت جميع مواعيد اسواق المراكز والقرء فبدأت تجمع من كل واحدة منهم الطواقى مقابل 10 جنيهات للواحدة ثم تبيعها فى السوق مقابل 12 جنيها للواحدة.
أم محمد
وأضافت أنها كانت تعود إلى منزلها فى نهاية كل يوم بمكسب يتراوح من 15 إلى 20 جنيها تشترى منها الطعام لأبنائها وتدخر منها مبلغا لشراء الملابس لهم فى بداية الشتاء وبداية الصيف.
وأكدت أن وفاة زوجها جعلت المسؤلية تتراكم عليها وزادت كثيرا فقررت أن تستمر فى جولاتها بالاسواق وبيع الطواقى، مضيفة: "كان عون الله معى دائما" وتمكنت من تزويج ابنائى ال5 وتزويجهم مؤكدة انه رغم كل محاولاتها ليعيش ابنائها حياة كريمة إلا أنها مرت بأوقات صعبة عجزت فيها عن توفير الطعام لابنائها ونامت عشرات الليالى باكية مسلمة أمرها لارادة الله فكانت تستيقظ على فرج من الله ورزق لها ولأبنائها.
وأشارت إلى أنها إلى الآن على عهدها بأن تكون سندا لابنائها حيث تعرضت ابنتها الكبرى لموقف صعب حيث تزوج عليها زوجها وطردها بأبنائها فاستقبلتها بأبنائها فى منزلى، مضيفة:" قررت أن ابدأ معهم مسيرتى من جديد وان اكون سندا لهم وما زلت مستمرة فى عملى يبدأ يومى مع اذان الفجر احمل "جوال" ملئ بالطواقى وأسعى على رزقى بالاسواق وأرمى حمولى على الله".