فؤاد علام: الحل الأمني لن يقضي وحده على الإرهاب.. وفيسبوك كارثة (حوار)
الإثنين، 17 ديسمبر 2018 12:00 م
- القوات المسلحة قودت التنظيمات المُجمعة في سيناء
- الإمكانات والتقدم التكنولوجي سهّل على الجماعات الإرهابية كثير من أهدافهم وصعّب من مهمة الأمن
- لا أعلم هل يمكن عودة الإخوان مرة أخرى أو لا؟ وهناك جهات كثيرة تساعد الإخوان في أكثر من بلد
- اضطراب شكري مصطفى النفسي سبب اعتناقه الفكر الجهادي وتكوين «التكفير والهجرة»
- أجهزة الأمن نجحت في تفكيك بؤر الإرهاب في الجمهورية كلها وليس فقط في سيناء والصعيد
اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق في مصر، صاحب كتاب «الإخوان وأنا» الذي حكي فيه خفايا التنظيم، وحذر من خطورته على أمن المنطقة العربية عامة، وليس في مصر فقط، لما تمتلكه الجماعة من جهاز سري مسلح، وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب قبل احلاله منذ شهور.
حارب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في الداخل والخارج، حتى قال عنه عمر التلمساني المرشد الثالث لجماعة الإخوان إنه «ألد أعداء الجماعة، أمير الدهاء، لكن إذا قدّر لنا الوصول للحكم سيكون وزير داخليتنا». كان ضابطا صغيرا وقت توليه ملف الإخوان في منتصف السبعينات، وأهم القضايا التي حقّق فيها، كانت قضية المتهمين في اغتيال الرئيس السادات، والقضية الشهيرة «معتقلي سبتمبر 81»، التي أمر فيها الرئيس السادات باعتقال 1536 من رجال التيارات الإرهابية بسبب معارضتهم «كامب ديفيد».
يقول «علام»، إن الحل الأمني لم يكن الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب، بينما هُناك 7 محاور تقضي عليه، وأن غياب العدالة الإجتماعية سبب مباشر في تفشي الإرهاب، وانتشار الشائعات، مؤكدًا ضرورة عمل قانون يتيح حرية تداول المعلومات بين المواطنين. ويضيف في حواره مع «صوت الأمة»، أن الأمن لديه خطة للتعامل مع العناصر التي تم الإفراج عنها حديثًا، وبرأ نفسه من بعض التهم التي ألصقها له رجال الإخوان متحدثًا عن خباياهم النفسية وقت التحقيق معهم .. وإلى نص الحوار:
- بصفتك مسئول عن مكافحة الإرهاب.. كيف يتم مواجهة طُرُق اعتناق أفكار التطرف؟
هناك عدة عوامل تُساعد على مواجهة انتشار فكر الإرهاب، هذه العوامل منها سياسية واقتصادية، وبعضها اجتماعية وثقافية وإعلامية ودينية، وفي النهاية الأمنية. هذه المحاور السبعة قد تُسبب انتشار فكر الإرهاب أيضًا، لتُنشي تنظيمات إرهابية تقوم بارتكاب العمليات الارهابية.
ورغم أن القوات المسلحة نجحت خلال الشهور الأخيرة في أن تُقوّد التنظيمات المُجمعة في سيناء ولديها إمكانات جبارة، بل وتُفكك الغالبية العظمة منها، بالتالي تراجعت العمليات الإرهابية بنسبة كبيرة، ولكن يبقى أن نعمل على السبع محاور.
- كيف تعمل الدولة على السبع محاور؟
على سبيل المثال، سياسيًا ننشر الحريات بشكل أكبر، بحيث يكون هناك حرية للكلمة، ويتم وضع قانون تداول المعلومات، لتكون المواطنين قادرة على معرفة ماذا يحدث في بلادها، بالتالي يساعد على انكماش حركة انتشار الفكر الإرهابي.
أيضًا من الناحية الإقتصادية، الفوارق الضخمة ما بين الطبقات، وعدم وجود عدالة إجتماعية، تخلق نوع من الضغينة والكراهية والحقد بين الطبقات، حين يحصل شخص على راتب 10 مليون جنيه –بدون ذكر أسماء- وهناك مواطنين غير قادرين على صرف ثمن الدواء لعائلتهم، يثير كراهية طبقة على أخرى.. ويعتبر هذا العامل فرصة للتنظيمات إذ يجعلها قادرة على إقناع بعض من هذه الطبقات بالإنضمام إليهم والتأثر بالفكر الإرهابي.
والتعليم لدينا من قبل كان يساعد على انتشار فكر الإرهاب، لأنه يفرض على الطالب أخذ المعلومة ويطلب منه كتابتها كما هي دون تفكير، نتيجة لذلك يرفض الطالب تقبل الرأي الآخر، وهذا أحد أسس انتشار الإرهاب، بالتالي من الضروري تغيير نظام التعليم حتى نُعمل العقل ونتقبل الرأي الآخر.. وسيتحقق هذا العامل من خلال الدراسات الجبارة التي يُنفذها وزير التربية والتعليم، لإعمال عقل الطالب، مثل باقي نظم التعليم في العالم المتقدم.
- هل تؤيد تشريع قانون يتيح حرية تداول المعلومات؟
بالتأكيد نعم، ففي حالة عدم معرفة معلومات عن واقعة ما، يتم تصديق أي شائعة تُنشر، ولهذا السبب تحدث الرئيس السيسي عن الشائعات التي اتتشرت خلال الفترة الأخيرة، من هنا بدأت الدولة في اصدار بيانات مستمرة لتصحيح المعلومات بمجرد سماع الشائعات، خاصةً التي نُشرت في القنوات المُعادية للدولة.
- ما أسباب حل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب؟
لا أعلم..المجلس القومي لمكافحة الإرهاب كان موجود منذ 8 أشهر، تم حله من خلال إصدار الرئيس قانون تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الارهاب، ولم يكتمل بعد.
- قال أحد الارهابيين إنهم يقتلون بأدلة «شرعية» من كتب ابن تيمية.. كيف نواجههم بالخطاب الديني إذن؟
هم يستندوا إلى آراء بها تأويل، ويفسروها حسب المزاج والأهواء، كي تتفق مع توجهاتهم، لكنها ليست من صحيح الدين، يعني الحاكمية «إن الحكم إلا لله» يفهمونها خطأ لأن ربنا وضع ثوابت وأشياء أخرى نجتهد فيها في الكتاب.. إذا حاربناهم بالمحور الديني سنناقش كل هذه الأفكار الخاطئة ونضع الدليل الصحيح والاستنباط السليم، مثلما فعلنا في الثمانينات وقت قمنا بإحضار العلماء يردوا علي الإرهابيين، لهذا السبب الرئيس يطلب من الأزهر وكل رجال الدين بتنقية الفقه والتاريخ الإسلامي من كل هذه المغالطات.
- رغم حالة الركود التي يشهدها التنظيم حاليًا.. هل مازال هناك أذرع سرية مُسلحة تستهدف قلب أنظمة الحكم في البلدان العربية؟
للاسف مازالت هناك أذرع سرية لتنظيم الإخوان وبالتنظيمات الأخرى لها وجود في دول أخرى وهي دول عربية، ولهذا السبب كنت أطالب بعمل مجلس قومي لمكافحة الارهاب في مصر، يعقبه وجود مجلس قومي عربي لمكافحة الارهاب - فيه تنظيم عربي لمكافحة الارهاب- بحيث نواجه الإرهاب جميعنا في المنطقة العربية، لسبب مهم إذا نجحنا في القضاء على الإرهاب في مصر لا يُصدّر لنا من دول أخرى.
- ماذا عن العناصر الإخوانية التي تقضي مدة عقوبتها ويتم الإفراج عنها؟
الأمن لديه خطة للتعامل مع هؤلاء العناصر حتى لا ينضموا إلى تنظيمات أخرى، من خلال إجراء المقابلات قبل الإفراج عنهم ليضمنوا على الأقل أن العناصر التي يتم الإفراج عنها تكون سوية.
- هل ستنجح القيادات الإخوانية المنشقة المُقيمة في لندن في «مبادرة السلام الاجتماعي»؟
كاذبون.. ظهرت أيام الجماعة الإسلامية مبادرة «نبذ العنف» أيضًا، في الوقت الذي يعرضوا علينا أسباب إقتناعهم بالعنف وما هي الأسانيد الفقهية التي رددوها ليقتنعوا بالعنف، مع الإعتراف بخطأهم في هذه الأسانيد وما الجديد الذي جعلهم يعدلون عن أفكارهم، في هذه الحالة ممكن نصدقهم.
- هل سينجحوا في إعادة الاخوان مرة أخرى للمشهد السياسي؟
لا أعلم، للاسف الموقف الدولي غامض، وهناك جهات كثيرة تساعد الإخوان في أكثر من بلد، بينما لو أنشأنا تنظيم عربي لمكافحة الإرهاب، وتعاونت معنا الدول العربية، لن يكون لهم أي مستقبل في المنطقة.
كيف ترى دور مواقع التواصل في الترويج للأفكار الإرهابية ونشر نشاطات دعائية لداعش عبر الانترنت؟
ليس فقط في نشر فكر الإرهاب، بل كل ما هو خارج عن الأخلاق والمباديء، مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا كارثة على العالم، لأنها تُمثل خطورة على مجتمعنا لا تقل خطورة عن التنظيمات وأفكارهم الإرهابية، لذا أطالب وزير الداخلية أن يعضِّد مباحث مكافحة الجرائم الالكترونية، ويدعمها بالضباط والمهندسين حتى يقدروا يواجهوا الإرهاب الفكري والإنحلال الأخلاقي.
- برأيك.. هل نجحت أجهزة الأمن في تفكيك بؤر الإرهاب في سيناء والصعيد؟
أجهزة الأمن نجحت في تفكيك بؤر الإرهاب في الجمهورية كلها وليس فقط في سيناء والصعيد، فمثلا العمليات التي تتم في غرب الدولة ومحاولة اجتياز الحدود، وعمليات الواحات ونجاح الشرطة والقوات المسلحة فيها، حيثُ قوّضت وحلّلت وفكّكت الغالبية العظمى من التنظيمات الإرهابية في سيناء.
- عاصرت نشأة تلك التنظيمات في القرى منذ منتصف السبعينات.. كيف انتشر الإرهاب في سيناء؟
أصبح الإرهاب في سيناء من خلال مبادرة من الإخوان عندما وصلوا للحكم كانوا يريدون قلب سيناء ولاية إسلامية، إنما في السبعينات والثمانينات لم يكن هناك فكرة فصل سيناء عن مصر وتحويلها ولاية، هذه الفكرة استجدت في حكم الاخوان، وقت أصبح فيه تعاون بين نظام الإخوان وحماس في غزة، ويمكن اسرائيل كان لها دور في دعم هذا التوجه للخلاص من فلسطيين غزة أيضًا. أما بذرة الإرهاب موجود في سيناء قبل حكمهم ولكن لم تنتشر فكرة الخلافة الا في عهدهم.
- ما الفرق بين تحركات التنظيم وأهدافه في الثمانينات وحاليًا؟
يوجد فرق كبير في الأهداف والإمكانية والطرق، باختصار الإمكانات والتقدم التكنولوجي سهّل على الجماعات كثير من أهدافهم وصعّب من مهمة الأمن .. زمان كان الإخوان مأزومين ماديًا، عندما تم اختطاف الشيخ الذهبي كانوا بيساوموا لأخذ 50 ألف جنيه حتى يفرجوا عنه لأنهم كانوا في أزمة مادية، وكانوا ينقضون على محلات الصاغة يسرقوا الذهب لبيعه حتى يفكوا أزمتهم.
أما اليوم، لديهم ما يفوق إمكانات دول، بعد المشروعات التي أقاموها في كثير من دول العالم، وبدأت دول كبيرة تُدعمهم، ومن ناحية أخرى، اختلفت وسيلة الإتصال والمواصلات والإتصالات، ففي السابق كانوا يحتاجون إلى شخص يسمونه «ضابط اتصال» دوره أن يأخذ المعلومات من القيادة وينزل يدور على القواعد يبلغهم القرارات، وكانوا يحتاجون داعية يُخالط الناس ويقنعهم بالفكر الإرهابي، أما اليوم يُبلغ المعلومات على السوشيال ميديا وتصل في غضون ثواني في كل مكان.
ساعدتهم اليوم وسائل الاتصال، من التليفون والثريا غير القابل لإتخاذ أي إجراء حياله، فهو غالي الثمن وبالقمر الصناعي «منقدرش نعمل معاه حاجة»، إرهابي اليوم يحصلون على الـ أر دي اكس، وهذه المادة شديدة الإنفجار حفنة واحدة منها تعادل طن ديناميت، ويُقال أنها غير موجودة إلا في إسرائيل وأمريكا. وفي السابق كانوا يكسّروا في الجبل ليحصلوا على الديناميت. لهذا السبب يحاول الأمن الإسراع وإعادة خططه واساليبه حتى يواكب ويكون قادر على مواجهة التنظيمات الإرهابية بامكانياتهم الحالية.
في رأيك.. كيف تعامل كل رئيس مع ملف الإرهاب؟
الظروف مختلفة لدى كل رئيس، فالارهاب أيام الملك شيء وأيام عبد الناصر بعد ثورة يوليو شيء آخر، إنما الدول المصرية بصفة عامة ضد الإرهاب سواء القديم أو الحالي.
- هل للولايات المتحدة دورا حقيقيا في محاربة إرهاب داعش والإخوان؟
أرى أن الولايات المتحدة هي أم الإرهاب في العالم كله وتُحركها انجلترا، لا اثق في السياسة الأمريكية سواء مع الإرهاب أو استغلال دول العالم ككل، في السابق كانت تستغل الدول العربية بوجه خاص، اليوم أمريكا تستغل كل دول العالم، والدليل الصراع القائم بينها وبين الصين.. السياسة الأمريكية هى الأخطر لدعم الارهاب من أي دولة أخرى.
في الملف السوري.. هل نجحت قوات «قسد» في قصم شوكة إرهاب داعش في سوريا؟
لا، لو لم تتدخل روسيا لسقطت سوريا منذ سنتين مضوا، فالروس هم من دعموا بشار الأسد وساعدوه للوقوف على قدميه للسيطرة في سوريا، أما تحالف أمريكا مع «قسد» من مُنطلق مصلحتها لا أكثر، حيثُ تمتلك سوريا مزرعة قمح غير قليلة بالنسبة للعالم، وهذا ما يهم أمريكا. تجدها أين تجد مصلحتها.
- عاصرت شكري مصطفى مؤسس التكفير والهجرة.. كيف اعتنق الفكر الجهادي؟
اضطرابه النفسي سبب اعتناقه الفكر الجهادي، فزوجة أبوه طردته من البيت وذهب لينام في أحد جوامع أسيوط حيثُ كان يمكث الشيخ العبودي، وقتها كان عضوا في أسرة إخوانية، حاول جذب شكري مصطفى لأفكار التنظيم التي كان ينشرها وقتها وهي نفسها أفكار سيد قُطب التكفيرية، ونجحوا بالفعل في استقطابه، حتى تم القبض عليه مع رجال التنظيم سنة 65 فبدأ يقتنع بالأفكار التكفيرية التي زرعها داخله الشيخ العبودي.
- لماذا اتهمك نائب مرشد الإخوان بقتل السنانيري صهر سيد قطب؟
هذه مسألة سياسية بحتة أكثر منها حقيقة، ولدي أسانيد دالة «أنه كلام فارغ».. الإخوان دائمًا يدّعون أن القضاء مُسيّس لذلك لم يُحاكمني، وبعد وصولهم للحكم فكّرت أضعهم أمام الأمر الواقع لغلق هذا الباب تمامًا، وتحدتهم في كل وسائل الاعلام أن يقوموا بمحاكمتي لو لديهم أدلة قاطعة، خاصةً بعد أن أصبح الحُكم بأديهم، ولكن لم يُفتح فم أحدًا منهم.
- ما سبب اتهامه لشخصك على وجه الخصوص؟ ومتى وُجهت لك هذه التهمة؟
وُجهت التهمة لي في الألفينات، حين بدأت الهجوم على الإخوان في الفضائيات، وللعلم كانت تربطني ببعض من الإخوان علاقة قوية وعلى رأسهم عمر التلمساني.. ولكن بدأوا يهاجمونني بعد ظهوري في القنوات الفضائية في التسعينات والألفينات ومع نشر سلسلة مقالاتي ضدهم في روز اليوسف وكنت بمثابة سيف قاتل لهم وكانت حواراتي تهدمهم؛ لذا فكروا هذا التفكير الساذج.
- هل قابلت السنانيري من قبل وجهًا لوجه؟
لم تره عيني قط، ولا يوم في حياتي.
- ما الفرق بين مفهوم الجهاد لدى سيد قطب وبين عناصر تنظيم داعش الآن؟
جميعهم مؤمنون أنه ليس هناك دولة، بل هناك أمة إسلامية وأن العالم الاسلامي كله أمة واحدة، كل التيار المتطرف يدّعي الأممية وليست بالدولة، المواطنة لم تكن في مفهومهم. ولو سيد قطب موجود حاليًا لنشر الخلافة في أجواء أسهل بالنسبة فالتكنولوجيا سهّلت لهم المأمورية، أما أيامه كانت صعبة جدًا.
قولت إن جماعة التكفير والهجرة كانت الأخطر.. كيف نشأت إذن داخل سجون الدولة؟
بعد تأثر شكري أحمد مصطفى بأفكار سيد قطب، لم تكن لديه فرصة لدراستها إلا في السجون، بدأ يقرأ في السجن حتى تبلورت في رأسه فكرة تكوين «الجماعة الإسلامية» من خلال تفسير بعض الأحاديث من وجهة نظره، والتي تستدعي انتقالهم إلى اليمن.
- ولماذا اليمن بالتحديد؟
بعض الأحاديث لا أعلم كيف يفسرونها، تقول- من وجهة نظرهم- أن الواجب الاسلامي علي رجال الجماعة التوجه إلى جبال شعاب اليمن ليقيموا فيها الدول الإسلامية التي يُناط بها تطهير كل الدول الاسلامية.
- ماذا عن تغيير فكر أخطر منظري جماعة التكفير والهجرة حسن الزيني؟
بفضل من الله أولاً، أحضرت الدكتور الأحمدي أبو النور، وقتها كان رجل دين يعمل بالأوقاف تحاور مع «الزيني» 28 يوما في الاستراحة الخاصة بي، بعدها أعلن أن هذه الأفكار خاطئة من أولها، وتراجع وأحل الجماعة.
عملت مع النبوي إسماعيل وعليوة زاهر.. لماذا كنت ترفض أساليب معالجتهم لبعض القضايا؟
الأمن كان متراجع جدًا في هذه المرحلة، بدليل اغتيال رئيس الجمهورية، نتيجة تراجع الأداء الأمني في هذه المرحلة لو كان فيه أداء أمني راقي متقدم لم يُقتل رئيس الجمهورية بهذه الطريقة.
- أحمد رشدي كان أول وزير داخلية يُطاح به.. هل كانت أحداث الأمن المركزي مدبرة كما أشيع؟
لم يكن مُخططا لها.. أحمد رشدي أصدر قرار فُهم خطأ أو كان بالفعل يتضمن مد خدمة رجال الأمن المركزي سنة، ورجال الأمن بمجرد معرفتهم بالقرار ثاروا على الوزير، خاصةً أن حياتهم المعيشية كانت سيئة جدًا سواء الأكل الذي يتناولوه ونومتهم كانت بشعة، ولما انفجروا فشل «رشدي» في احتواء الأزمة.
- بالعودة سنة للوراء حيث حادث الواحات.. كيف تتحرك هذه العناصر بأريحية في الصحراء الكبرى؟
الأمر لم يكن سهل لديهم، لكنهم على معرفة كبيرة بدروب الصحراء، ولديهم «قصّاصين» يقدروا يعرفوا سير العربات، لذا تقوم قوات الدفاع الجوي بعمل طيران مستمر على المنطقة.
- هل يحصلون على السلاح صدقة في سبيل الله كما قال أحدهم؟
لم يكن صدقة، هذه تنظيمات ولائها للقيادات بعد حلف اليمين، ويفقدوا ولائهم للدولة وتبقى الطاعة للأمير، أما السلاح يأتي من ليبيا، لأنها أخطر البقع الإرهابية في العالم اليوم، وحفتر قدر يواجه إلى حد ما البؤر الإرهابية الموجودة بها.