الخير الدائم
الجمعة، 14 ديسمبر 2018 01:57 م
تقول الحكمة أن تعلمني الصيد وتهبني سنارة أفضل من أن تطعمني سمكة ..
حملات خيرية كثيرة تتكرر كل شتاء لجمع أموال لشراء بطاطين توزع على سكان القرى والنجوع الأكثر فقرا ، ونحمد الله أن الشعب المصري شعب متكافل والجميع يتشارك كل قدر استطاعته فهناك من يتبرع بثمن بطانية واحدة وغيره يتبرع بالملايين .
برغم من فائدة مثل هذه الحملات ومساعدتها في تدفئة أسر تعيش تحت خط الفقر إلا أن هناك حلولا أكثر عملية وفائدتها وخيرها دائم وأثرها أكبر ، فمن الأفضل أن يتم الاستفادة من أموال تلك التبرعات التي تصل لملايين الجنيهات كل عام في إنشاء مصانع للبطاطين على أن تكون في القرى المحتاجة لتحقيق فوائد عدة منها إتاحة فرص عمل لسكان تلك المناطق وتعليمهم حرفة وإيجاد مصدر دخل دائم ، بالإضافة لتوفير بطانيات مجانية وبسعر التكلفة فقط مع ضمان توافرها بشكل دائم مادامت المصانع مقامة ، وربما يوجد فائض في الإنتاج يتم بيعه بسعر السوق لتحصيل مكاسب مادية والتوسع في إنشاء مصانع أكثر ، وبما أن الحملة سنوية إذا فالمصانع ستزداد كل عام إلى أن تنتشر في جميع المناطق لتحقق الفائدة الأكبر.
فبالنظر إلى دولة مثل الصين التي كانت تعاني من الفقر والزيادة السكانية ونسبة البطالة الكبيرة إلا أنها لم تعتمد في تقدمها وفي تطوير ومساعدة شعبها على النهوض على المساعدات العينية التي ما تلبث أن تبلى ، بل اهتمت بالصناعات الصغيرة وإنشاء المصانع في كل شبر والاهتمام بإقامة مشروعات الصناعات المغذية التي ساهمت في زيادة دخل الأفراد وتحسن حالتهم المعيشية ، وها هي المنتجات الصينية لا يخلو منها منزل في العالم .
أتمنى أن تجد الدعوة صدى وأن يتجه المتبرعون و رجال الأعمال لتوجيه تلك التبرعات لإنشاء مصانع البطاطين بدلا من شرائها كل عام مع الاهتمام بتدريب سكان المناطق التي تقام عليها تلك المصانع للاستفادة منهم كقوة بشرية منتجة ، ودامت مصر بخير ودام شعبها معطاءاً ومتكافلاً ، ومكتفياً ذاتيا .