الباكستاني سيف الله بركة.. 14 عاما خلف أسوار معتقل جوانتانامو دون تهمة
الجمعة، 14 ديسمبر 2018 05:00 م
الحالة أمضى الباكستاني سيف الله بركة، 14 عاماً كاملة ـ ولا يزال ـ خلف أسوار معتقل جوانتانامو لا لذنب سوى وجود مزاعم حول مساعدته لتنظيم القاعدة الإرهاب، دون أن توجه له منذ عام 2004، وحتى الآن أي اتهامات رسمية، وسط ظلام دامس وجدران عالية لا تخلو بطبيعة الحال من تعذيب وجرائم لا تعرف طريقها إلى العلن.
بركة الذي اتم مؤخراً عامه الحادى والسبعين، على الأرجح سيمكث في السجن حتى يموت دون أن يوجه له أي اتهام رسمي، وفقا لما ذكرته صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير لها في وقت سابق من يوم الخميس.
وذكرت الصحيفة، أن نجل الباكستاني بركة، أيضا محتجز حاليا في السجون الأمريكية، وكليهما موجود بالسجون منذ أكثر من 15 عاما بزعم تقديمهما المساعدة لتنظيم القاعدة.
سيف الله بركة
في صيف عام 2003، وصل رجل ثري في منتصف العمر إلى مطار كراتشي ليستقل الطائرة المتجهة إلى بانكوك، في الوقت الذي كان فيه «بركة» متوجها إلى العاصمة التايلاندية للانضمام إلى شريكه الأمريكي في العمل لاجتماع عمل، ليتم اعتقاله بعد وصوله بانكوك دون سبب واضح حينها.
وبحسب تقرير الصحيفة الإنجليزية، لم يكن الابن الأكبر يوزير موجود لوداع الأب، فتم اعتقاله في وقت سابق من هذا العام من قبل «الإف بي أي» في نيويورك، واعتقد الأب أن السبب ربما يكون البارناويا التي اجتاحت أمريكا إزاء الآسيويين لا سيما المسلمين بعد أحداث سبتمبر.
وتقول الجارديان، إن جوانتانامو كان يستضيف من قبل أكثر من 650 معتقل، والآن يوجد به 40 فقط، بعضهم يطلق عليهم «سجناء للأبد» والأغلبية تم نقلهم إلى الخارج أو إطلاق سراحه بعد التماسات قانونية ناجحة في عهد كلا من جورج دبليو بوش وباراك أوباما. بينما توفي تسعة سجناء في المعتقل سيئ السمعة، بينهم سبع حالات انتحار على ما يبدو.
وقالت إريكا جووفارا روساس، مدير قسم الأمريكتين بمنظمة العفو الدولية في بيان سابق هذا العام، إن جوانتانامو يرمز للتعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى وبدون اتهامات أو محاكمة. وأضفت أن إغلاقه أمر أساسي وقد تأخر كثيرا.
وعلى مدار السنين، دخل عدد من المحتجزين في إضراب عن الطعام عدة مرات، وردت السلطات على ذلك بإطعامهم قسريا.
وفي مقال له العام الماضي، كتب المعتقل السابق أحمد رباني، الباكستاني الذي دخل في إضراب عن الطعام يقول: «ربما سأفقد نظرى وأصبح أعمى، لكن هنا لا يوجد شيئا يمكن أن أراه»، بينما كتب شاكر عمار، آخر بريطاني يطلق سراحه من المعتقل سيء السمعة: «لقد فقدنا قوانا العقلية وصحتنا وإنسانيتنا وكرامتنا».
حين وصل «بركة»، إلى بانكوك اعتقل في عملية بقيادة «الإف بي أي» قبل أن ينقل بعدها إلى قاعدة بجرام الجوية في أفغانستان، حيث علم بأنه متهم بمساعدة القاعدة، وزعمت السلطات الأمريكية أنه ومن بين أنشطة أخرى سهل التحويلات المالية لكبار عناصر القاعدة وحاول مساعدتهم في تهريب متفجرات للولايات المتحدة.
تقول الجارديان، إنه بعد أكثر من 14 عاما، لا يزال «بركة» في السجن الأمريكي ولم توجه إليه اتهامات رسمية بارتكاب جريمة. ومع بلوغه 71 عاما، أصبح أكبر سجين في جوانتانامو الموجود به منذ عام 2004.
سيف الله بركة ونجله
وذكرت الصحيفة، أن الفرصة لم تسنح أبدا لسيف الله بركة أن يطلع على المدى الكامل لما يواجهه من اتهامات ناهيك عن الدفاع عن نفسه في المحكمة. ولم يتم محاكمته من قبل لجنة عسكريين ولم يتم تبرئته أيضا لإطلاق سراحه. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إنه لا يوجد اتهامات موجهة ضده في هذا الوقت، وأضاف أنه لا يستطيع التكهن بشأن المستقبل.