ثروات مصر الحقيقية.. فاروق إلباز: الفيوم يمكنها توليد كهرباء تكفي مصر بالكامل

 

على قدر المشروعات القومية العملاقة التي تبنتها الحكومة في الفترة الأخيرة، كانت مشروعات توليد الكهرباء من أبرز المشروعات التي شهدت نقلة نوعية على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، وعلى رأس هذه المشروعات مشروع مجمع بنبان لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والذي يعد الأكبر من نوعه في العالم.

 

ومع توجه الحكومة لتعزيز مشروعات توليد الكهرباء، التي من شأنها الاستفادة من المقومات الطبيعية التي تتوافر في مصر، أعلن الدكتور فاروق الباز أن خرائط دراسة سطح الأرض أظهرت أكثر المناطق سطوعا للشمس على الكوكب، وكانت النتيجة أن محافظة الفيوم تحتوى على أكثر المناطق سطوعا للشمس وهي الأفضل لتوليد طاقة الكهرباء من الشمس على الإطلاق، لعدة أسباب أهمها أنها الأقل من حيث نسب تواجد الرمال وبالتالي تعرض مجمعات توليد الكهرباء للرمال والتعرض للتلف.

 

هذه الحقيقة دفعت مجموعة من العلماء الألمان إلي طلب تخصيص 50 كيلو متر من مساحة هذه الأرض لإنشاء مجمعات شمسية لتوليد الكهرباء، وقدروا أن الطاقة الكهربية المنتجة من هذه المحطات تكفي لتغطية احتياجات مصر بالكامل من الكهرباء بل وتصدير الفائض منها لتلبية احتياجات أوروبا من الكهرباء.

 

وأعتبر فاروق الباز أن مصر تزخر بمقومات طبيعية قادرة على تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد المصري، ولكنها تحتاج إلي الاستغلال والتوظيف الأمثل، مشيرا إلي أن مشروع ممر التنمية يراعي شعور المصريين بعدم قدرتهم على ترك وادي النيل حيث يعد ممر طولي بمحاذاة نهر النيل، وقادر على توفير مساحة تساوي مساحة المناطق المأهولة في مصر بالكامل مرة ونصف، كما يحتوي على ممرات عرضية توفر مساحات توسعية للمحافظات الملاصقة لنهر النيل بدءا من محافظات الدلتا وحتى صعيد مصر.

 

وأكد فاروق الباز، أن الصحراء الغربية تحتوي على خزان مياه يكفي احتياجات مصر الزراعية لمدة 100 عام، وهذه المياه أفضل وأجود من مياه نهر النيل، وهذه المياه تكونت بفعل مياه الأمطار الغزيرة التي تكونت عندما كانت مصر تقع عند خط الاستواء.

 

وأضاف الباز أن حلم غزو الصحراء كانت يشكل هاجس بالنسبة للرئيس الراحل أنور السادات عندما كان مستشاره العلمي، وعندها حاولنا الاستفادة من الصور التي تم التقاطها للأرض ومعرفة خريطة الثروات الطبيعية في مصر، وكان من بينها اكتشاف موقع الدلتا القديمة لنهر النيل وترسبات مياه هذه الدلتا في باطن الأرض، وفي عام 1982 حاولنا دراسة عمق المياه الجوفية بعد محاولات استمرت 13 عاما لإقناع وزارة الزراعة، وكانت النتيجة تواجد المياه على بعد لا يزيد عن 75 مترا على الأكثر.