بين الاستعمار والاستثمار
الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 11:17 ص
تتلألأ القارة السمراء فى منتصف العالم بين القارات الأخرى بثرواتها المكنونة، وطبيعتها الجميلة الخلابة، وموادها الخام التى لا تنضب؛ فقارة مثل افريقيا أما أن تقع بين براثن الاستعمار الخارجى طمعًا فى تلك الثروات والمواد الخام بها، فى وقت وصل الصراع على موارد الأرض قمته، أما أن تقع فريسة الصراعات الداخلية والأهلية أملا فى التدخل الخارجى، أمّا أن تقودها دولة عظيمة تتربع على عرش افريقيا مثل مصر إلى قطار التنمية المستدامة والاستثمار.
هذا ما حدث بالفعل، فكان من الممكن بل والقائم أن تهُمل مصر دورها فى القرن الافريقى وتترك بلاد القارة أسيرة الإرهاب والقرصنة والاستعمار والمجاعات، مما كان سيؤثر – بلا شك- على غد مصر؛ فالشوك يؤذى أقرب الأشخاص له، فتصبح مصر آنذاك مستقبلة لكل أنواع الارهاب المصدر لها من قلب القارة، لكن منذ سنوات بدأت مصر فى أن تقود افريقيا كلها وتكون العربة الأولى فى ذلك القطار، ليس فقط من خلال القمم المشتركة بين افريقيا والصين وأمريكا بل شوهد ذلك فى منتدى افريقيا 2018 فى دورته الثالثة فى شرم الشيخ الأيام الماضية.
لم يكن ذلك المنتدى نمطيًا أو مكررًا بل دائمًا تشهد المنتديات المنعقدة تحت مظلة مصرية أفكارًا جديدة مبدعة أو اعادة احياء لفكرة مشروع لم تكتمل، فلقد قررت مصر أن تغير مقدرات القارة الافريقية لتتماشى مع مقدرات الدولة المصرية الحديثة، وظهر ذلك فى توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى توصيات منتدى افريقيا، التى جاءت لتغطى كافة أوجه الاستثمار المهنى، فالاستثمار المعتاد من الممكن تحقيقه وهو الذى يقاس بالربح ونجاح المشروعات، أما الاستثمار المهنى فهو الذى يراعى الاستدامة، استدامة النجاح والأرباح، والذى لا ينشغل بالاستثمار وينسى محاربة الفساد فى ذات الوقت، فاستثمار دون حرب على الفساد هو فتح أبواب جديدة للفساد!.
تأتى دائمًا الأكاديمية الوطنية للشباب عطّاءة؛ فقد أعلن الرئيس عن منح فرص ومنح دراسية للشباب الافريقي بها خاصة الذين يعملون بمجال محاربة الفساد، أما عن "القاهرة - كيب تاون " فهو مثال حى على احياء فكرة قديمة الأصل، بدأت على المستوى الشخصى وبالفعل قام بهذه الرحلة بعض من الشخصيات وكتبوا تجربتهم الشخصية عن تلك الرحلة، وبدأ العمل بعد ذلك فى تمهيد الطريق بين القاهرة وكيب تاون، حتى يومنا هذا وقد قرب على الانتهاء بالفعل، ليكون من أطول الطرق السريعة برًا والذي يكون بمثابة عين جديدة نرى من خلالها القارة السمراء ويزيد من فرص السياحة بها، بل ويعضد التواصل والربط بين كل دول القارة، فالاستقرار والأمان استثمار كما قال الريس حقًا.