التطبيع القطري الإسرائيلي يصل مرحلة الذروة.. كيف تأمرت الدوحة على فلسطين؟
الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 09:00 ص
قبل بضعة أيام، تباهى مبعوث تميم بن حمد حاكم دويلة قطر إلى قطاع غزة، محمد العمادى، بوجود تنسيق كامل بين الدوحة وسلطات الاحتلال الإسرائيلى بشأن إدخال أموال إلى حركة حماس فى القطاع، موضحا أن إسرائيل تثق فى قطر وتفضلها فيما يتعلق بقطاع غزة.
ما حدث من مبعوث «الحمدين» يؤكد مجاهرته الواضحة بالتطبيع مع إسرائيل، حيث كشفت قطريليكس المحسوبة على المعارضة القطرية، أن تصريحات العمادى تزامنت مع مديح من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، تجاه قطر، إذ قال لوزراء حزبه الليكود، (الأحد): «إن آلية مراقبة الأموال القطرية أفضل من مراقبة الرئيس الفلسطينى محمود عباس».
الزيارة السابقة، والتبادل التجاري والثقافي والاقتصادي بين قطر وإسرائيل- بمعنى أخر التطبيع المفتوع مع جيش الاحتلال- يؤكد متاجرة قطر بالقضية الفلسطينية، لتحقيق مصالحها الخاصة، وهو ما دعى حركة فتح لشن هجوما لاذعا على قطر وسفيرها في غزة محمد العمادي، مشيرة إلى أن تحركات الدوحة بشأن القضية الفلسطينية تثير الشبهات الأمنية والسياسية.
واتهم رئيس المكتب الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، قطر بأخذ بصمات المواطنين وتسليمها للموساد الإسرائيلي خلال تسليمهم رواتبهم، واصفا الأمر بـ«الخطير جدًا»، وأن له علاقة بالحالة الأمنية، وليس فيما يتعلق بتقديم مساعدة مالية للشعب الفلسطيني.
أضاف الجاغوب في تصريحات للوكالة الوطنية للإعلام الفلسطينية: «كنا نأمل من القطريين أن يعملوا على فتح ممر آمن يربط بين الضفة وغزة، كما جاء في اتفاق أوسلو، بدل الادعاء بإنشاء مطار وميناء ومعبر بعيدًا عن الأراضي الفلسطينية».
وطالب الجاغوب السفير القطري العمادي، بعدم التدخل في الشؤون الفلسطينية حتى لو كان يريد المساعدة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين لا يتدخلون في السياسة الداخلية لأي دولة عربية.
وكشف الجاغوب، عن إرسال السلطة الفلسطينية مبعوثًا إلى قطر خلال الأيام الماضية، للحديث حول التدخل القطري، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية قدمت أكثر من احتجاج للحكومة في الدوحة.
كان الاحتلال الإسرائيلى، سمح على مدى شهرين لقطر بإدخال أموال بحقائب إلى حركة حماس فى قطاع غزة بمراقبة إسرائيلية كاملة، وفقا لما كشفته قطريليكس.
وتحدث العمادى فى تصريحات صحفية، عن آلية مراقبة إسرائيل للأموال القطرية قائلا: «تم استلام كشوفات الأسماء من غزة وإرسالها للجانب الإسرائيلى لاعتماد الأسماء التى سيتم الصرف لها، وهذا على غرار اتفاق سابق حينما دفعت الدوحة مساعدات عبر الأمم المتحدة؛ لكن الاختلاف هذه المرة أن الأمور تمت من خلال قطر مباشرة».
واعترف العمادى بتحكم إسرائيل فى قوائم المستفيدين من الأموال القطرية، بقوله: «فى السابق سلمتنا حماس 35 ألف اسم، لكن إسرائيل رفضت 5 آلاف منهم، عدنا هذه المرة، وأرسلنا الـ5 آلاف اسم مرة أخرى للجانب الإسرائيلى، وتم اعتماد 800 اسم منها».
وتابع العمادى: «تم نقل أموال المنحة القطرية الحالية من الدوحة إلى غزة مباشرة»، مشيرا إلى أن كافة عمليات الصرف تمت تحت إشرافنا وكل مبنى بريد يوجد فيه اثنان من موظفينا.
وأشاد العمادى بثقة إسرائيل فى قطر قبل اعترافه بنقل الأموال بسيارته، مضيفا: «لو أن هناك شك 1% فى دور قطر لن تسمح لى إسرائيل بإدخال 15 مليون دولار بسيارتى للقطاع.. إسرائيل تعرف جيدا وبنسبة 100% أننا نساعد السكان فى غزة، حيث إنها اعتمدت تقارير اللجنة القطرية وفضلتها عن غيرها».