مفارقة مفجعة.. رئيس الوزراء اليمني يتحدث عن مأساة بلاده في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 07:00 م
"من المؤسف يأتي إحتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام واليمن يعيش مأساة إنسانية جراء كارثة إنقلاب ميليشيا الحوثي الإنقلابية التي لا تعمل فقط على إنتهاك كافة حقوق الإنسان، بل وتعزز جريمتها بتقسيم الشعب وتدمير كل قيم الخير والجمال التي عُرف بها شعبنا اليمني العظيم وتعمل بقوة على نشر خطاب الكراهية وتعزيز التشظي المجتمعي وتمزيق نسيج الوطن الواحد".. هكذا تحدث رئيس مجلس الوزراء اليمنى الدكتور معين عبدالملك.
وتابع رئيس الوزراء في كلمته التي القاها، مساء أمس الإثنين، في الحفل الخطابي الذي أقامته وزارة حقوق الإنسان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 70 لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار (الحق في السلام العادل المستدام)"ان الواقع المؤسف لمعاناة بلادنا مع إنقلاب الميليشيا الحوثية لا تقتصر على تدمير الحاضر بل تطال المستقبل من خلال استهدافهم للأطفال أما بالقتل المباشر قنصاً وتلغيماً، أو من خلال تجنيد هؤلاء الأطفال والزج بهم في اتون الحرب ووضعهم في خندق الموت كل يوم بدلاً من دفعهم إلى ساحات العلم والمعرفة".
وقال رئيس الوزراء أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، قاد البلاد في درب حرج، للانتقال إلى دولة اتحادية عادلة قبل ان تنقلب المليشيا على مساري الحوار الوطني ومسودة دستور الذي يعزز من الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتدابير لحماية هذه الحقوق عبر المؤسسات الوطنية الضامنة في الدستور في محاولة يائسة للالتفاف على قيم المواطنة المتساوية والحرية والعدالة ليستعيد شعبنا المجيد حلمه بتضحيات اشجع رجالنا في سبيل دولة مدنية حديثة تصون الحقوق والحريات وترعى مصالح الشعب .
وشدد الدكتور معين، على ضرورة العمل من أجل رد الإعتبار لمبادئ حقوق الإنسان وتعزيز مسار السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بإعتباره ضرورة وحقيقية يجب ان يضطلع بها الجميع .. داعياً إلى أهمية تضافر الجهود وتكامل الأدوار من الجميع حكومة ومؤسسات وطنية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب ليتحقق الإستقرار والسلام .
وأكد أن حجر الزاوية الآن لتعزيز حقوق الإنسان في اليمن هو تحقيق السلام عبر استعادة الدولة لمؤسساتها الشرعية وإنهاء الإنقلاب..لافتاً إلى أن منطق القوة وخطاب الكراهية وتكريس عدم المساواة لا مكان له في عالم اليوم المبني على قيم الحق والحرية والعدالة.
ونوه بإن اليمن عرف مبادئ حقوق الإنسان قبل أي وثيقة دولية عبر اعلائه لقيم الخير والعدل وترسيخ مبادئ السلام والحوار والقبول بالاخر والانفتاح الواعي على العالم، مع حفاظه على قيمه الأصيلة ومبادئ دينه الحنيف منذ الأزل التي نحن بحاجة إليها اليوم لنعيد لليمن مجده، ونصون به الكرامة الإنسانية، ونحقق من خلاله احترامنا الشامل لحقوق الإنسان .
ولفت رئيس الوزراء اليمنى في ختام كلمته بتضحيات النساء في اليمن واللاتي كن دوما رمزاً للبذل والعطاء والتضحية ومثالاً لتحمل المشقات..لافتاً إلى إدراكه أن أي مجتمع لا يعطي المرأة مكانتها التي تستحق، سيبقى محصورا في دائرة العنف، مأسوراً للماضي مستسلماً للخرافة لتفقد المرأة بذلك نصفها الأخر المكمل للحقوق في كل جوانب الحياة .
فيما أكد وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، أن المعنى الحقيقي لحقوق الإنسان هو الانتصار لكينونة الإنسان وكرامته وحريته وحقه بحياة لائقة بعيدة عن العوز والفقر، وهو المعنى المتوافق عليه من قبل أغلبية الدول أعضاء الأمم المتحدة.
وقال الوزير عسكر" أن المسئولية على الدول تقتضي حماية كافة الأشخاص المتواجدين على أراضيها من تهديد مليشيات وجماعات الإرهاب بأنواعها، والجمهورية اليمنية ممثلة بالسلطة الدستورية التي يقف فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية على رأسها تعي مسئولياتها الدستورية والدولية تجاه كافة المواطنين اليمنيين".
وتابع"أن الحكومة لن تألوا جهدا في سبيل إنهاء كافة مظاهر الانقلاب، واستعادة حكم القانون، وان تكون المناطق المحررة نموذجا في احترام حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وهي مسئوليتنا جميعا".
وأعتبر عسكر هذه المناسبة فرصة هامة لإبراز الآثار المدمرة للإنقلاب المليشاوي من قبل الحوثيين على الشرعية الدستورية في بلادنا، والاجتياح البربري لمحافظات الجمهورية، والسطو على مؤسسات الدولة، وما لحق بكافة أشكال حقوق الإنسان السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلادنا من أضرار بالغة الجسامة، بما في ذلك تعطّل الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والكهرباء وانقطاع المرتبات والارتفاع المهول للأسعار الغذائية وانتهاك كافة الحقوق والحريات بما في ذلك أقدس الحقوق وأجلّها (الحق في الحياة).
واشار وزير حقوق الانسان الى ان المليشيا الحوثية ارتكبت جرائم ضد السلام من خلال اعتدائهم على مؤسسات الدولة وتقويضهم للسلم الاجتماعي، وارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد العديد من فئات المجتمع بدوافع طائفية أو عرقية أو سلطوية..مؤكداً ان وزارة حقوق الإنسان تعمل على رصد وتوثيق هذه الجرائم والعمل من خلال التنسيق مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية وعلى رأسها القضاء على أن لا يفلت الجناة من العقاب.
وأكد عسكر إلى أن السلام التي تنشده وزارة حقوق الإنسان وتسعى له هو ذلك الذي لا يفرط بالحقوق، ويقوم على مبدأ إنصاف الضحايا وعدم إفلات المجرمين من العقاب، والمبني على المرجعيات الثلاث ..مؤكداً أن وزارته ستلاحق المجرمين المتورطين بجرائم حرب أمام المحاكم الوطنية والدولية، وأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم.
وشدد على أن مقايضة السلام مقابل التنازل عن مبدأ أصيل من مبادئ سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، وهو حق عدم الإفلات من العقاب يضع الدبلوماسية الأممية والمؤسسات الدولية أمام مسئولية أخلاقية كبيرة .. مؤكداً أن أول خطوات حماية حقوق الإنسان هي إعادة بناء مؤسسات الدولة باعتبارها خط الحماية الأول.
وجدد عسكر التأكيد على أن وزارته ستستمر في بذل الجهود المتواصلة لنشر ثقافة حقوق الإنسان، وستسعى في الحاضر والمستقبل على تدريب العاملين بأجهزة الدولة المعنية للارتقاء بأدائهم في إنفاذ الحقوق وحمايتها وفقا للالتزامات الوطنية والمعاهدات الدولية الموقع عليها من قبل بلادنا بعيدا عن التسييس أو المعايير المزدوجة.
وفي ختام الحفل، كرم رئيس الوزراء بعض الشخصيات الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصه لما بذلوه من جهود ملموسة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في اليمن.