الجنوب الليبي يشتعل.. تفاصيل إغلاق محتجون حقل الشرارة النفطي وتهديدهم بالتصعيد
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 06:00 ص
بعد أيام من تظاهرات نظمها عدد من النشطاء الليبيين بسبب تهميش مدن الجنوب الليبى التى تعانى من تهميش كامل وعدم وجود تنمية لغالبية المدن، اشتعلت الأوضاع فى الجنوب الليبى.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد انتشرت عصابات الجريمة وجماعات المعارضة التشادية والسودانية التى تنهب مقدرات الليبيين.
كان عدد من الشباب الليبى قد أطلق حراك يسمى "غضب فزان" ردا على تهميش الحكومات الليبية لمدن الجنوب، وعدم إقامة أى مشروعات تنموية فى المدن الجنوبية بليبيا والتى تعانى من فقر وتهميش ومعاناة وعدم توافر سبل الحياة الكريمة، ورفع المحتجون 10 مطالب للحكومات الليبية ومؤسسة النفط الليبية التى لم تستمع لمطالب المحتجين.
وبسبب تجاهل المسؤولين لمطالب "حراك فزان"، أغلق المحتجون حقل الشرارة النفطى فى جنوب ليبيا ما دفع المؤسسة الوطنية للنفط فى ليبيا لإعلان حالة القوة القاهرة فى حقل الشرارة النفطى الذى تقوم شركة أكاكوس للعمليات النفطية بتشغيله.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية فى بيان صحفي، الاثنين، إنها تضع سلامة عامليها على رأس أولوياتها، موضحة أنها شرعت فى مراجعة الإجراءات اللازمة لإجلاء عمال حقل الشرارة، وذلك لوجود خطر يهدّد سلامتهم نتيجة للإغلاق القسرى للحقل من قبل من وصفتهم "ميليشيات" تتدعى انتماءها لحرس المنشآت النفطية.
وطالبت المؤسسة الوطنية للنفط فى ليبيا هذه المجموعات بإخلاء الحقل النفى على الفور دون قيد أو شرط.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط فى ليبيا، أنها لن تشارك فى أى مفاوضات مع تلك الميليشيات وهى غير مستعدة لتقديم أى تنازلات، خاصة بعد استخدام العنف وإهانة العمال وسرقة هواتفهم، موضحة أنهم ارتكبو خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير من الجرائم بما فى ذلك العنف ضد الموظفين والسرقات، والتسبب فى تعطيل الإنتاج.
وأعربت المؤسسة الوطنية للنفط عن قلقها إزاء تقاعس حرس المنشآت النفطية الذى استمر فى عدم تحمل مسئولياته المتمثلة فى حماية الحقول والعاملين ومقدرات الشعب الليبى، والتغطية على الجرائم التى ترتكبها من وصفتهم بـ"الميليشيات".
ودعت المؤسسة السلطات المعنية فى ليبيا وقادة المجتمعات المحليّة إلى التدخل بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا الموقع.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، أن تعمد بعض الأطراف استغلال المطالب المشروعة لأهالى الجنوب- التى تستدعى إجراء حوار وطنى - بغية تحقيق مطالب شخصية لن تعود بأى فائدة على أهالى الجنوب، مشيرة إلى أنها تبذل قصارى جهدها من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية فى الجنوب الليبى، إلا أن هذا الإغلاق سيحبط هذه الجهود المبذولة ويقلل حتما من الفرص الاقتصادية محليا.
وقال "حراك فزان" فى بيان له، إن مطالبة تتمثل فى دعم المؤسسة العسكرية والأمنية بما يلزم لتأمين مقدرات الشعب الليبى وحماية الحدود وحماية الجنوب وبسط الأمن فيه، دعم القطاع الصحى بالتعاقد مع أطباء وأطقم طبية وصيانة المرافق الصحية ومستشفيات الجنوب وجلب الأجهزة والمعدات اللازمة لتشغيلها وتوفير الأدوية والعقاقير الطبية وخاصة للأمراض المزمنة.
ولفت الحراك السياسى إلى ضرورة استئناف العمل على تشغيل محطة "أوبارى" الغازية وجلب توربينات لمحطات توليد الكهرباء بـ"أم الجداول" و"سمنو"، وتشغيل كافة مطارات الجنوب، وتوفير السيولة النقدية لمصارف قرى ومدن الجنوب وتشغيل مصرف ليبيا المركزى، وتنفيد مشروع مصفاة الجنوب الليبى، والعمل على التنمية المكانية فى أسرع وقت ممكن.
وطالب الحراك بضرورة توفير فرص عمل لأبناء الجنوب فى القطاع النفطى بشكل خاص وباقى القطاعات بشكل عام وتمكين الراغبين بالالتحاق فى المعاهد النفطية أسوة بباقى المناطق وإنشاء معاهد للنفط فى الجنوب الليبى.
كما طالب الحراك بإعادة إعمار المناطق المتضررة بالجنوب الليبى، واعتبار أن مدينة أوبارى مدينة منكوبة كما جاء فى بيان مجلس النواب الليبى والحكومة الليبية المؤقتة وإعادة إعمارها أسوة بمدينتى بنغازى وككلة، بالإضافة إلى العمل على حل مشاكل مرتبات أبناء فزان المتعينين والمتعاقدين فى كافه القطاعات بالدولة.
فيما حذرت المؤسسة الوطنية للنفط فى ليبيا من أن إغلاق حقل الشرارة النفطى سيكبد البلاد خسائر يومية تقدر بـ 32.5 مليون دولار.
وأعربت المؤسسة فى بيان، عن قلقها الشديد إزاء تصرّفات حرس المنشآت النفطية بحقل الشرارة النفطى، وكلّ المجموعات والأشخاص الذين يقومون باستغلال معاناة أهالى الجنوب لتحقيق مطالب شخصية، مطالبا القيادة العليا لحرس المنشآت النفطية باتخاذ "إجراءات عاجلة ضدّ كلّ الأشخاص المسؤولين عن هذه الأفعال المشينة".