اللهث وراء «التريند»؟.. حينما تصنع وسائل الإعلام من قاتل «قدوة»
الإثنين، 10 ديسمبر 2018 05:00 م
الاحتفاء المبالغ فيه بالافراح عن أقدم سجين لا ينفى عنه كونه سبق إدانته بتهمة القتل، وهى جريمة غير مبررة ، وكل مؤسسات الدولة تسعى للحد منها خاصة فى الصعيد الذى تنتشر به جرائم الثأر ، التى يروح ضحيتها أبرياء ، لا ذنب لهم فى الجريمة إلا كونهم أقرباء لقاتل آخر ، فالمعرف أن عائلة الضحية فى الصعيد تلاحق الأكبر سنا ومقاما فى أسرة القاتل ليدفع ثمن جريمة لم يرتكبها.
كافة وسائل الإعلام من محطات فضائية إلى صحف يومية وأسبوعية أفردت المساحات لاستضافة كمال ثابت الذى قضى 45 عاما فى السجن.
تحول أقدم سجين إلى " تريند إعلامي" إن صح التعبير ، فيما أهتمت بقصته مواقع التواصل لكن ليس بالقدم الذى تناولت به الفضائيات والصحف قضيته.
كلما ضغطت على ريموت القناة بالأمس كان يطالعك برنامج يتحدث عن الرجل أو يستضيفه ، وكلما طالعت خبرا ستجد صورته ماثلة أمامك ، ما دعا البعض لأن يسأل هل فتح الرجل عكا حتى تجرى استضافته فى كل البرامج على هذا النحو؟
ربما تسابقت وسائل الإعلام المختلفة ولهثت خلف قصة أقدم سجين لأن " اللقطة" فى الموضوع مهنيا هى كونه بالفعل اقدم سجين حيث دخل السجن وعمره 12 عاما فقط ، إلا أنه كان يجب أن تضع هذه القنوات الموضوع فى حجمه الطبيعى فكما يقول المثل الشعبى " كل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده"
وكانت قرى مصر من شرقها إلى غربها قد شهدت حالة من الفرح بين أسر المفرج عنهما بعفو رئاسي ضمن مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعفو عن السجناء، كان آخر حالة هى كمال ثابت أقدم سجين في مصر والذي قضى نحو نصف قرن وراء القضبان.
وقال كمال ثابث المفرج عنه مؤخرًا والذى يعد اقدم سجين أنه قضى أيام صعبة بالسجن وأنه دخل السجن وعمره و21 عامًا وخرج بعد أن أصبح 65 عامًا، وافرج عنه بعفو رئاسي، بعد أن قضى 45 عامًا وراء القضبان.
الجريمة الأولى التي سجن بسببها كمال ثابت كانت الشروع قتل قاتل والده عام 1970، موضحًا أنه قضى 74 يومًا في الحبس، مشيرًا أنه بعد خروجه من الحبس قُتِل شقيق والده، الأمر الذي جعله يأخذ بثأر عمه ووالده.
وفي سرده لقصته المثيرة، أكد ثابت في حوار لقناة dmc أنه قضى فترة حبسه الأولى في قضية القتل الثأرية في سجن طرة، وعندما التقى أحد خصومه من الذين شاركوا في قتل والده يقضى فترة حبسه في نفس السجن، قام بقتله أمام مسجد طرة باستخدام معلقة حولها إلى سكين.
وأكد أنه حكم عليه بعد هذه القضية بحكم مؤبد بالإضافة إلى 15 عاماً فى ثأر عمه، داعيًا المواطنيين وخاصة في الصعيد إلى عدم الاندفاع وراء عادات باتت لا تصلح في الوقت الراهن، مؤكدًا أن الشخص يكون متحمسًا لأخذ الثأر ولكن بعد ارتكابه الجريمة يصاب بالندم خاصة بعد القبض عليه.
ووجه كمال ثابت، التحية والشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، قائلًا: «رجل محترم ويستاهل كل خير.. ويصلح لحكم مصر طول العمر».
وأكد ثابت أن يسعى للزواج في الوقت الحالي للعناية به بدلًا من الاعتماد على الأقارب والغير، وتعمير منزل والده المهجور، مؤكدًا أنه يرغب في الزواج بفتاة يترواح عمرها من 20 إلى 25 عامًا وذلك للقدرة على تربية الأبناء.
وفيما يتعلق بكيفية إقناع فتاة الصغيرة الزواج منه رغم فارق السن، قال أن « مفيس اختيار للبنات، أبوها هو اللي بيختار لأن البنت ملهاش كلمة إحنا عندنا كلمة البنت هو كلام أبوها».