أسباب نجاح زراعة الكبد بالمنصورة!؟
الأحد، 09 ديسمبر 2018 04:13 م
برنامج زراعة الكبد بجامعة المنصورة يعتبر من أهم وانجح البرامج الطبية الموجودة في مصر حاليا بل من أهم الإنجازات التي تتحقق وتتطور ومازالت تحافظ على نجاحها واستمراريتها ولم تصل إليها الفوضى التي أصابت الكثير من مؤسساتنا،
نجاح زراعة الكبد في المنصورة لم يأت من فراغ
ولكن بعد مجهود كبير شاق وعمل متقن يقف ورائه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وإذا كان الوصول إلى قمة النجاح صعب فإن الحفاظ عليه أشد صعوبة وهذا ما يحدث في زراعة الكبد بالمنصورة منذ عشرون عاما وأكثر،
مركز الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة سوف يصل خلال أيام إلى الرقم 650 حالة زراعة كبد بين الأحياء وهو رقم لو تعلمون عظيم لأنه لم ولن يتحقق في أي مكان آخر في العالم فالزراعة في الخارج من الأموات الى الأحياء وهي أكثر سهولة عما يحدث في المنصورة،
مركز الجهاز الهضمي والكبد بالمنصورة يقوم بإجراء حوالي 40% من عمليات زراعة الكبد في مصر رغم أنه أكثر حداثة من مؤسسات أخرى كثيرة ولكنه تفوق عليها بفضل الانضباط والإخلاص ونسبة النجاح وهو حاليا الأول محليا والثالث علميا في عدد عمليات الزرع،
حوالي 80% من المرضى لم يتحملوا مليما واحدا في اجراء العملية(مرتفعة التكاليف) فجانب مساهمة الدولة جاءت تبرعات أهل الخير حتى تحمل عن المرضى هموم تكاليفه وأدوية ما بعد الزرع التي تستمر مدى الحياة،
فريق زراعة الكبد في المنصورة يقف على قدميه 36 ساعة اسبوعيا في غرفة العمليات لإجراء العملية ثم يقيم بعدها في المستشفى بجانب المريض والمتبرع حتى تستقر حالتهما
ونظرا للإقبال الشديد وقائمة الانتظار الطويلة يضطر الفريق لزيادة ايام الزرع الى ثلاثة أيام بدلاً من يومين،
تجربة المنصورة في زراعة الكبد تدرس حاليا في المحافل العلمية الدولية ويتم دعوة د محمد عبدالوهاب المشرف على الفريق لعرضها في المؤتمرات العالمية المتخصصة حيث تلقى الإشادة من كل المشاركين وعلماء زراعة الأعضاء في العالم،
كانت ومازالت هناك محاولات لاطفاء نقطة الضوء الوحيدة للفقراء حيث تتعارض مع مصالح البعض ولكن كل رؤساء جامعات المنصورة السابقين وأيضا عمداء كليات الطب كانوا لها بالمرصاد داعمين ومساندين للبرنامج باعتباره خط أحمر لن يسمح العبث به حتى ايام الفوضى التي شهدتها البلاد عقب ثورة يناير كانت الميادين تحرق والمؤسسات تشتعل ولكن فريق زراعة الكبد بالمنصورة في غرفة العمليات ينقذ حياة المرضى،
ونظرا للسمعة الطيبة لفريق زراعة الكبد بالمنصورة وتكاتفه قام أحد رجال الأعمال(الحاج عادل عرفة) بالتبرع لبناء مركز متخصص لزراعة الكبد بتكلفة حوالي 20 مليون جنية سوف يكون الفريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط حتى يسهم في انهاء قوائم الانتظار وإنقاذ حياة المرضى حيث يتوفى بعضهم بسبب طول الانتظار أيضا د سلطان القاسمي حاكم الشارقة العاشق لمصر ساهم ب 5 مليون جنية في بناء هذا المركز،
الأسبوع الماضي تولى د اشرف عبدالباسط مهام منصبه رسميا كرئيس لجامعة المنصورة وهو اصلا طبيب وكان عميدا لكلية الطب ومن المتوقع أن يستمر برنامج زراعة الكبد متميزا في عهده كما كان في عهد سابقيه وهنا يجب الإشادة بما فعله د عبدالباسط ولحظة وفاء تفتقدها معظم مؤسساتنا وهي إقامة حفل تكريم للدكتور محمد قناوي رئيس الجامعة السابق والذي حقق إنجازات كثيرة للجامعة لعل أهمها الدعم اللامحدود لفريق زراعة الكبد حتى وصل إلى قمة النجاح،
فريق زراعة الكبد بالمنصورة يعمل في صمت وبدون أي ضوضاء أو صخب إعلامي ويحملون الوطن على أكتافهم وهم يستحقون التكريم من رئيس الجمهورية لأنهم لا ينقذون فقط حياة فقراء المرضى ولكنهم يضربون المثل والقدوة في الإخلاص والانضباط والنجاح وأيضا يمنحوننا الامل والتفاؤل أن مصر تستطيع ليس فقط في الطب ولكن في كل المجالات طالما توافرت الإرادة وتحيا مصر