ملك السعودية يدعو الخليجيين للحفاظ على مكتسباتهم.. وأمير الكويت يطالب بوقف الحملات الإعلامية بين دول الخليج
الأحد، 09 ديسمبر 2018 03:36 مالرياض - يوسف أيوب
أكد الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين إن المنطقة العربية تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى على أحد، مشيرا إلى أن القوى المتطرفة والإرهابية لا تزال «تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى»، مشددا على أن هذه التحديات تتطلب «منا جميعاً الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية».
وقال الملك سلمان في افتتاح الدورة الـ٣٩ للقمة الخليجية المنعقدة بالرياض، إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاة لمواطني دول المجلس فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال. وأثق أننا جميعاً حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل"، مشيرا إلى أن الله حبا دولنا بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.
وشدد خادم الحرمين الشريفين على أن المملكة ستواصل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام، مشيرا إلى أن دول التحالف حرصت بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره.
كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 ، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وتدعو المملكة لحل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها. وأشار الملك سلمان إلى أن السعودية تحرص المملكة على بناء علاقات متينة وإستراتيجية مع الشقيقة العراق التي تشكل ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي.
من جانبه قال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إن انعقاد ھذه الدورة لمجلسنا الموقر في موعدھا المحدد رغم الظروف التي نمر بھا یؤكد حرصنا جمیعا على مجلس التعاون واستمرار آلیة انعقاد دوراته, كما یجسد إدراكنا لحجم الإنجازات التي تحققت لنا في إطاره وسعینا للحفاظ على ھذه المنجزات باعتبارھا تحقیقا واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس، وفي ھذا الصدد فقد توصلنا و الحمد وبفضل توجیھاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزاریة على مدى العام الماضي التي تؤكد على حیویة وفعالیة مسیرة التعاون بین دول المجلس في المجالات كافة والمرفوعة الیوم لمجلسكم الموقر لإقرارھا.
وأضاف أمير الكويت في كلمته إننا ندرك الأوضاع التي تعیشھا منطقتنا والتحدیات الخطیرة التي تواجھھا وتصاعد وتیرتھا المقلق الأمر الذي یدعونا أن نجسد وحدة كیاننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسیرتنا ولعل أخطر ما نواجھه من تحدیات الخلاف الذي دب في كیاننا الخلیجي واستمراره لنواجه تھدیدا خطیرا لوحدة موقفنا وتعریضا لمصالح أبناء دولنا للضیاع ولیبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كیانا بدأ یعاني الاھتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرھا له في وحدة موقفنا وتماسك كیاننا وفي سیاق حدیثنا عن التحدیات التي نواجھھا فلا بد لنا من التأكید على قلقنا من تنامي ظاھرة الإرھاب واستنكارنا لھا مشددین على ضرورة تضافر جھودنا للتصدي لھا وتخلیص العالم من شرورھا.
وأكد الشيخ صباح أنه انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخلیجي وسعیا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدھور الذي نشھده في وحدة ھذا الموقف وتجنبا لمصیر مجھول لمستقبل عملنا الخلیجي فإننا ندعوا إلى وقف الحملات الإعلامیة التي بلغت حدودا مست قیمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شیدناه .