مصنع المسامير و «سلك المواعين».. حكاية نجاح جديدة خرجت من رحم الصعيد (صور)
الأحد، 09 ديسمبر 2018 12:00 م
سطر جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قصة نجاح جديدة أشيفت إلى سجلاته التي ضمت العديد من مشروعات الشباب التي دعمها خلال الفترة القليلة الماضية، من قلب محافظة أسيوط، محققا حلم اثنين من أبناء تلك المحافظة من صعيد مصر في إنشاء مصنعا لإنتاج المسامير الصلب، و «سلم المواعين».
جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تمكن خلال الفترة القليلة الماضية من توفير مصادر رزق لآلاف من الشباب، والعاطلين الذين قرروا خوض تجربة الاستثمار والانطلاق في مجال العمل الحر دون انتظار الحصول على وظيفة حكومية.
الصديقان باسم سمير عبده، ومحسن موريس لوقا، تخرجا سويا من التعليم الفني عام 1991، وكان حلمهما بعد التخرج تنفيذ مشروعا خاصا بهما يساعدهما على توفير حياة كريمة لمستقبلهما، وبدءا بالفعل التخطيط لإقامة أول مصنعا في صعيد مصر لصناعة اللوف المعدني «سلك المواعين» والمسامير الاستانلس، وذلك بعد فترة سافر خلالها «باسم» إلى إحدى الدول العربية سعيا للعمل، عاد بعدها مقررا الاستقرار في وطنه وتنفيذ حلمه القديم وصديقه.
وأثناء البحث عن بداية خيط تنفيذ الحلم، أعلنت محافظة أسيوط عن توفير قطع أراضى بالمنطقة الصناعية خاصة لإقامة مشروعات عليها، وبالفعل تقدم الصديقان في عام 2003 بطلب الحصول على طقعة أرض، وتمت الموافقة على طلبهما وتخصيص مساحة 10 آلاف مترا، وتم بناء الأرض وشراء المعدات اللازمة، لإنتاج تلك المواد وتوزيعها على محافظات الوجه القبلي.
وأوضح «باسم» أن توفير الأموال لتجهيز المصنع كان العائق الوحيد أمامهم، قائلا: «توجهنا إلى جهاز تنمية المشروعات بأسيوط، للحصول على قرض لبدء المشروع وبعد دراسة الجدوى للمشروع تمت الموافقة على قرض قيمته 300 ألف جنيه فى عام 2004، بعدها تم شراء معدات جديدة تساهم فى زيادة الإنتاج لتلبية احتياجات السوق المحلية والتجار بمحافظات الصعيد فى توفير سلك المواعين والمسامير»، مشيرا إلى أنهما بذلا جهدا كبيرا في سبيل نجاح مشروعهما، وكانا يشاركان في صناعة تلك المواد، ما أكسبهم خبرة كبيرة في تلك الصناعة.
وأشار إلى أنه بعد فترة من العمل نجح مشروعهما وتمكنا من تحويل الخسائر التي وقعا بها في البداية إلى مكاسب بالمثابرة وإتقان العمل وصناعة منتج مطابق للمواصفات وتصديره لمحافظات الوجه القبلي، ليستكمل صديقه محسن موريس لوقا، حديثه قائلا: «تعتبر صناعة سلك المواعين من الصناعات المشتقة من الحديد والتى تلبى كثير من الاحتياجات الصناعية والمنزلية، حيث تتم مراحل صناعة اللوف المعدنى داخل المصنع تبدأ من شراء الخامات وهى الحديد، بعدها يتم تركيبه على الماكينات لتنعيم الحديد وتشكيله طبقا للمواصفات، حتى إنتاج سلك مواعين».
وتابع «لوقا»: «في عام 2006 حصلنا على أول قرض مباشر من جهاز تنمية المشروعات بأسيوط، وقدره 2 مليون جنيه، ساعدنا فى شراء ماكينة المانى استيراد من الخارج لزيادة عدد خطوط الإنتاج لـ 4 خطوط إنتاج سلك المواعين، وفى عام 2014، حصلنا على قرض آخر قيمته 5 ملايين جنيه، لشراء معدات جديدة لإنتاج المسامير، وبالفعل استطعنا شراء 20 ماكينة خاصة بصناعة المسامير، وذلك بعد التفكير فى الاستفادة من الواح الحديد الغير مستخدمة فى صناعة سلك المواعين فى عملية السحب داخل الماكينة، حيث يتم انتاج المسامير طبقا لمواصفات الجودة».
وأكد محسن لوقا، أن جهاز دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ساهم فى بداية الأمر فى عملية التسويق للمنتجات عبر المشاركة فى المعارض التى يتم إقامتها داخل محافظة أسيوط وخارجها، موجها رسالة إلى الشباب قائلا: «أى شباب لديه فكرة لمشروعه عليه التوجه لجهاز تنمية المشروعات وتقديم دراسة الجدوى أو الحصول على دراسة جدوى لمشاريع من إعداد جهاز المشروعات، كما أدعو كل مواطن لتشجيع المنتج المصرى والذى لا يقل فى التصنيع عن المنتجات التى يتم استيرادها من الخارج وتكلف الدولة ملايين الدولارات، ولكن نحن هنا نقوم بصناعتها بجودة عالية مطابقة للمواصفات وأقل فى السعر عن المستوردة».
ومن جانبه أكد رميح عبد الحسيب، مدير الجهاز بأسيوط، أنه يتم استقبال العملاء الراغبين فى مساهمة جهاز المشروعات فى تمويل مشروعاتهم، والعمل على توليد فكرة مناسبة لاحتياجات السوق من خلال تدريب العميل لمدة يومين، نساعد الشباب الراغب فى عمل مشروع وليست لديه دراسة جدوى، بعدها يتم تلقى تدريب آخر لمدة 6 أيام عن «ابدأ مشروعك» بعد التدريب على الدراسة السوقية ودراسة الجدوى للمشروع.
وأوضح أن الجهاز، تمكن خلال عام 2018، من دعم عددا من المشروعات في محافظة أسيوط، ووفر 16 ألف فرصة عمل للشباب من خلال خدمات الجهاز بمبلغ 239 مليون و589 ألفا و984 جنيها، تنوعت فى تقديم خدمات مالية بتمويل مشروعات صغيرة بقيمة مالية بلغت 96 مليون و19 ألفا و712 جنيها، لدعم وتنمية عدد 1129 مشروعا، حققت 1972 فرصة عمل، بينما تم تمويل مشروعات متناهية الصغر بقيمة مالية بلغت 143 مليون و570 ألفا و272 جنيها، لعدد 13 ألفا و538 مشروعا، حققت 14 ألف و686 فرصة عمل.