تركيا تتنصل من جرائم العثمانيين بـ«المايوه».. قصة كاريمان خالص التي تعرت بأمر «أتاتورك»
الخميس، 06 ديسمبر 2018 12:00 م
انهار حلم دولة الخلافة العثمانية في عام 1923، التي حكمت قرابة الـ 4 قرون، أذاقوا فيها العرب ويلات الظلم والعذاب والقهر، ونشروا الفساد فيها وبنوا زنازين التعذيب في سجون ولاة اسطنبول، الذين امتلأت بطونهم من أقوات النساء والأطفال في دمشق وعكا والقاهرة وفلسطين والعراق والشام، وبعد هزيمتها الكبرى في الحرب العالمية الثانية، قررت الأناضول كتابة تاريخا جديدا لها، وتحويل مسار خسارتها وانهيار دولتها القائمة على الاحتلال والاستعمار والسلب والنهب، إلى دولة صديقة للأوروبين واليهود، لكن بشكل جديد هذه المرة لاسيما تستعين فيه بالمنطق اليهودي «اللي تكسب به العب به»، فلجأ «مصطفى كمال اتاتورك»، مؤسس الدولة التركية الحديثة إلى رسم مخطط جديد لغزو أوروبا، أسسه على التعري والمجون، فكان الحل الوحيد في «المايوه».
رقص تركى
استعان أتاتورك، بيهود الدنمة، للترويج إلى مسابقة «ملكة جمال تركيا» من خلال الإعلام التركي، فدعت جريدتي «ميلليت، وكون إيدن» أشهر الصحف التركية آنذاك، النساء التركيات إلى الاشتراك في تلك المسابقة، التي عقدت في مدينة أنقرة، وتقدمت لها السيدات والفتايات من كل أنحاء تركيا، وكان من بينهم فتاة تركية اسمها «كريمان خالص»، وفازت بالمسابقة التي كانت تقام للمرة الأولى ولاقت نجاحا كبيرا بين الأتراك، مما دعا الإعلام التركي إلى نشر إعلان أخر في نفس الصحف في نفس العام، يحث النساء على المشاركة هذه المرة في مسابقة «ملكات جمال أوروبا» التي ستقام في مدينة سبا البلجيكية، فتقدمت «كاريمان» الفائزة بلقب ملكة جمال تركيا، وفازت بلقب ملكة جمال أوروبا في مايو عام 1923، ووقفت تستعرض مفاتن جسمها على خشبة المسرح مرتدية «المايوه» أمام لجنة التحكيم.
فوز كاريمان خالص بلقب ملكة جمال تركيا
لاقى فوز «كاريمان خالص» صدى كبيرا في أوروبا، كونها أول امرأة تركية تشارك في مسابقة ملكة جمال أوروبا، التي كان يشارك بها 28 دولة، ووقف رئيس لجنة التحكيم يلقي كلمة أثناء إعلان نبأ فوزها باللقب، قال فيها: «إن كريمان خالص ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة.. ها هي كريمان خالص تخرج الآن أمامنا بالمايوه.. ولا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة التي تقف بيننا ولا ترتدي غير المايوه، تطلب منا أن نُعجب بها ونحن نعلن لها إعجابنا بها.. فلتُرفع الأقداح تكريماً لها».
كاريمان خالص وتكريمها فى تركيا
عاشت «كاريمان خالص» حياة مرفهة في أنقرة، ونالت تكريمات عدة من رؤساء تركيا، الذين اعتبروها رمزا للعلمانية ،وأحد أهم الخطوات التي ساعدتهم على الانضمام إلى الدول الأوروبية والانفتاح عليها، لغسل تاريخ الدولة العثمانية من دماء الأبرياء الذين راحوا ضحية على أيدي طغاة دولة الخلافة العثمانية المحتلة، والتبرء من تاريخ الفساد والظلم والقهر الذي ازاقوه للشعوب.
توفيت «كاريمان خالص» في اسطنبول عن عمر يناهز 99 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية يوم 30 يناير 2012.