سوريا تشعل الخلاف بين تركيا وروسيا.. لماذا زود أردوغان الإرهابيين بـ100 طائرة بدون طيار؟
الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 08:00 ص
طائرة بدون طيار
سلطت وسائل إعلام الضوء على تصاعد الحديث عن اتهام روسيا لتركيا بالفشل في تطبيق بنود اتفاق سوتشي بشأن إدلب، وهى الاتهامات التي جاءت على لسان الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
وعلى الرغم من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين روسيا وتركيا في الملف السوري، والتي كان آخرها اتفاق سوتشى، الذى ينص على تفكيك الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة، ونزع أسلحتها، مقابل عدم قيام الجيش السورى وحلفائه الروس بأى هجوم على المنطقة التى تتواجد بها تلك الفصائل، إلا أن تركيا لم تلتزم بتلك الاتفاقيات الأمر الذي يؤدي إلى عدم الثقة الكاملة بين الجانبين.
جاء اتهام الرئيس الروسي فلادمين بوتين لتركيا مؤخرًا بالفشل في حل أزمة إدلب السورية ليكون نقطة فارقة ليس فقط فى مستقبل الدور التركى فى سوريا، وإنما أيضا في العلاقات التركية الروسية فى المرحلة المقبلة، الأمر الذي يكشف عدم الثقة في أنقرة كحليف مهم لروسيا في الملف السوري رغم توقيع العديد من الاتفاقيات بشأنه بين الدول الضامنة.
وتطرقت قناة "الغد" الأخبارية، في تقريرًا لها عن تصاعد الحديث عن الفشل التركى في الملف السوري، وهو ما اتضح خلال مطالبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لنظيره التركى رجب طيب أردوغان، بإجراءات أشد لضمان السيطرة على الجماعات المسلحة، حيث كشفت وكالة سبوتنيك الروسية عن أن ما تسمى هيئة تحرير الشام حصلت مؤخرًا على مائة طائرة من دون طيار عن طريق أحد التجار الأتراك الأمر الذي يكشف مدى اختراق أنقرة للاتفاقيات مع روسيا.
وقال بوتين في وقت سابق بحسب ما نقلته روسيا اليوم إن تركيا لم تنجح فى حل أزمة إدلب السورية، معربا عن قلق موسكو من الوضع فى إدلب، التى تسيطر عليها عناصر من المعارضة السورية، معربًا رغم اتهام تركيا بالفشل عن تفاؤله بشأن نجاح الجهود التى تبذلها الدول الضامنة لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب السورية.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان الكرملين الروسي أن الرئيس بوتين أكد لنظيره التركى رجب طيب أردوغان على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر نشاطا لضمان تطبيق الاتفاق حول إدلب السورية المبرم بين روسيا وتركيا، وهو الاتفاق الذي تم الإعلان عنه فى 17 سبتمبر الماضى عقب لقائهما فى سوتشى ، لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين أراضى سيطرة الحكومة السورية والمعارضة المسلحة فى إدلب ويقضى بانفصال التشكيلات "المعتدلة" عن "الإرهابيين"، الأمر الذى لم يتم بعد، حسب ما أكدته مرارا السلطات الروسية.
وأثار الهجوم الأخير لروسيا على تركيا الشكوك حول احتمالات تخاذل تركيا بشأن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع روسيا وهو أمر يطرح سؤالًا هل هناك تواطؤ تركي في الملف السوري لاسيما بالتنسيق مع التنظيمات التي تعتبرها روسيا وسوريا تنظيمات إرهابية، فما أصدرته الحكومة السورية من تصريحات رسمية تشير فيها إلى ضلوع جبهة النصرة، المدعومة من أنقرة، بالتورط فى هجوم كيمائي آخير في سوريا، يوضح عدم التزام تركيا باي اتفاقيات سابقة مع روسيا وهو ما أدى إلى تهديد بوتين بانهيار اتفاق إدلب، والذى كان يحتفظ بدور ضئيل لأنقرة.
الاتهامات السورية والروسية لتركيا لم تكن الأولى، حيث سبق للجانب الروسى نفسه باتهام أنقرة بالتخاذل فى تنفيذ بنود الاتفاقيات التى تم إبرامها ، محذرا فى الوقت نفسه من التقاعس التركى، والذى سيؤدى إلى هجوم كاسح من قبل القوات السورية المدعومة من روسيا على معاقل الميليشيات المتطرفة فى إدلب، وهو الأمر الذى يمثل كارثة بالنسبة لتركيا، ليس فقط لكسر أذرعها الإرهابية فى سوريا، وإنما أيضا لما قد يترتب عليه مثل هذا الهجوم من تدفق ألاف اللاجئين إلى الأراضى التركية، فى ظل أوضاع اقتصادية تبدو منهارة.