كتب المكفوفين.. رد الاعتبار للمهمشين في عالم القراءة والكتابة
الأحد، 02 ديسمبر 2018 06:00 م
في عالم القراءة..هناك قراء مغبونون، كما أن هناك كُتاب يشتكون الغبن والتهميش، وهم القُراء المكفوفين، الذين تمنعهم إعاقتهم البصرية من القراءة، ومتابعة الجديد في سوق النشر، وكذلك ملاحقة الإصدارات الجديدة، وربما تُعوض الكتب الصوتية هؤلاء القراء عن الكتب المطبوعة بطريقة برايل، لكنها تظل حل مؤقت، لمن جُبل على حب القراءة بنفسه، وليس الاستماع إلى الكتب.
في هيئة الكتاب التابعة لوزارة الثقافة، إحدى أكبر جهات النشر الحكومية التابعة للوزارة، تغيب للأسف تقنية طباعة الكتب بطريقة برايل، وتحاول الهيئة عمل اتفاقية مع المطابع الأميرية لنشر الكتب بهذه التقنية، لكن حتى الآن تتأخر محاولات نشر الكتب بطريقة برايل، ولا يستطيع المكفوفون المصريون شراء كتب من الهيئة مطبوعة بهذه الطريقة.
وحسب المترجمة الدكتورة لبنى فؤاد، التي أصدرت ترجمة لإحدى الأعمال الروائية الألمانية بالمركز القومي للترجمة، فإن المركز بصدد عمل مشروع لنشر كتب بطريقة برايل للمكفوفين.
أي أن مصر لم تخط خطوات في إتاحة كتب بطريقة برايل للمكفوفين، باستثناء مكتبة طه حسين للمكفوفين، إحدى أقسام مكتبة الإسكندرية، التي يبدو من اسمها، أنها تحوي إصدارات بطريقة برايل، ولكن لا أحد يعرف أين هذه الإصدارات، وكيف يمكن شراؤها؟.
وفي الإمارات العربية المتحدة، وقعت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، المؤسسة الإنسانية المعرفية غير الربحية، التابعة لمجموعة كلمات، اتفاقية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية «ويبو»، أمس السبت الأول من ديسمبر، بصفتها إحدى وكالات الأمم المتحدة، بهدف ضمان وصول الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية إلى الكتب الميسّرة.
وتسعى مؤسسة كلمات من خلال هذه الاتفاقية إلى مساعدة هذه الفئة من الأطفال واليافعين، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أعدادهم تتجاوز الـ 85 مليون شخص في الوطن العربي. ووقع الاتفاقية بمقر المنظمة في جنيف بسويسرا، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، وفرانسيس جيري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية «ويبو».
الشيخة بدور القاسمي نائب رئيس اتحاد الناشرين الدولي ورئيس مجلس إدارة كلمات للنشر
وتأتي الاتفاقية ضمن أنشطة «اتحاد الكتب الميسّرة»، وهو شراكة تجمع «ويبو» بمؤسسات في القطاعين العام والخاص، ومؤسسات أخرى معنية بخدمة ودعم الأشخاص المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، حيث تنص على أن تقدم مؤسسة كلمات سلسلة من الدورات التدريبية والدعم الفني والتقني للجهات الإقليمية الملتزمة بتطبيق «معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات.
وتركز الاتفاقية في المرحلة الأولى على التعاون لإصدار 100 كتاب باللغة العربية للأطفال المكفوفين بنظام التنسيق الميسّر، مع خطوات مستقبلية لتوسيع الاتفاق بحيث تشمل مساعدة الكتّاب والناشرين على إصدار أعمال ميسّرة التنسيق يستفيد منها الأطفال المكفوفون وذو الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى التعاون مع المكتبات لتعزيز محتوياتها من المنشورات والإصدارات والكتب الميسّرة.
وفي هذا الصدد قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في بيان صحفي لها: تهدف الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، إلى توسيع نطاق أعمال المؤسسة الرامية إلى إتاحة وصول الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية إلى الكتب الميسّرة باللغة العربية، إيماناً من المؤسسة بحق كافة الأطفال المعاقين بصرياً على المستويين الإقليمي والعالمي في الحصول على فرص متكافئة في التعليم والثقافة والمعارف اللازمة لضمان تحقيق نجاحهم في المستقبل.
وأضافت: «إن توفير الكتب الميسرة، وتسهيل الوصول إليها، يُشكلان تحدياً حقيقياً لا يُمكن تخطيه دون العمل المشترك، الأمر الذي يجعل شراكتنا مع (ويبو) خطوة نحو تشجيع المنظمات والجهات المعنية بحقوق الأطفال على الانضمام إلينا، وتوحيد الجهود لضمان حقوق الأجيال الناشئة في الوصول إلى الكتب ومصادر المعرفة.
أنشطة دار كلمات الإماراتية في مجال طبع الكتب بطريقة برايل وتوفيرها للمكفوفين
وقال فرانسيس جيري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية: «تعاون اتحاد الكتب الميسّرة ومؤسسة كلمات لتمكين الأطفال في عمل جديد من شأنه أن يساعد على إيصال الكتب ونشر المعرفة بين أوساط الشباب الناطقين بالعربية». وتابع: «هذا مثال آخر يدل على المساهمات الملموسة التي يقدمها اتحاد الكتب الميّسرة لتوفير الكتب بأنساق وصيغ جديدة يسهل الوصول إليها، انسجاماً مع معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات».
وأضاف جيري: «تشكل هذه الاتفاقية إطاراً للتعاون المبتكر توفر بموجبه المنظمة العالمية للملكية الفكرية التدريب والمساعدة الفنية للناشرين، والتي يمكن أن تسهم في إنتاج مجموعة من الكتب بصيغ وأنساق ميسرة يسهل الوصول إليها لصالح الأطفال المكفوفين أو ذوي الإعاقة البصرية.