«جنح دمياط» تكتب الفصل الأخير في قضية الطفلة بسملة.. اعرف التفاصيل
الإثنين، 03 ديسمبر 2018 08:00 ص
شهدت مديرية التربية والتعليم بدمياط في الأيام القليلة الماضية، حالة واسعة من الجدل، على خلفية واقعة التلميذة «بسملة» والتي تعامل معها معلمها بالتمييز على أساس لون بشرتها السوداء.
بداية الواقعة كانت لمثال طرحه المعلم في الفصل على الطالبة لإعرابه «بسملة فتاة سوداء»، ما أثار استيائها وتضررها نفسيا من تلك الكلمات التي وقعت على أذنيها كالصاعقة وأشعرتها أنها أقل من مثيلاتها من التلميذات بالفصل، الأمر الذي قوبل باستياء كبير بين التربويين وخبراء التعليم، ودفع السيد سويلم، مدير مديرية التربية والتعليم بدمياط إلى استقبالها بمكتبه والاعتذار لها، واستبعاد المعلم من العمل بالمدرسة وإحالته إلى التحقيق.
ومن جانبها حرصت الدكتورة منال عوض ميخائيل على التوجه إلأى مدرسة محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة التابعة لإدارة دمياط التعليمية، لتقديم باقة من الزهور للطالبة بسملة بعد تعرضها للإساءة والتنمر من قبل أحد المعلمين، مؤكدة لها «أننا ضد التمييز ونعتز ببلدنا ومصريتنا»، مؤكدة خلال حضورها طابرو الصباح بالمدرسة على ضرورة التمسك بالقيم والمبادئ والصفات الحميدة والأخلاق الحسنة وكذلك الثوابت الدينية والإنسانية لأهميتها في بناء المجتمع، كما وجهت المعلمين بالعمل على إرساء هذه القيم في نفوس الطلاب باعتبارها سمة المجتمعات الراقية المتحضرة.
وسردت الطالبة تفاصيل الواقعة قائلة: « المعلم دأب على إحراجي أمام زملائي في الفصل، وطلب منهم إعراب كلمة (بسملة تلميذة سوداء)، مما دعا بعضهم إلى التهكم والسخرية عليها، وهو ما أدخلني في حالة من البكاء داخل الفصل»، مشيرة إلى أن المعلم هددها بالطرد حال استمرارها في البكاء، مضيفة: «لاحظ والدي نفسيتي السيئة، وأصر على معرفة السبب فاضطررت لأن أحكي له ما بدر من المعلم، فغضب والدي وقام بتقديم شكوى بالمديرية والإدارة، ولكنه واصل الإساءة لي والتهكم على، مما دعاني لتقديم شكوى رسمية إلى مكتب وكيل وزارة التربية والتعليم، وقلت في الشكوي إن معلم اللغة العربية قام بتجريحي وأعطى مثال عليها (بسمله تلميذه سوداء، من يعرب هذه الجملة)».
وظلت الأحداث تتطور حتى قررت النيابة العامة احتجاز المعلم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة التمييز والإسائه للطفلة، بعدما تقدمت أسرتها بتحرير محضرا ضده، في حين أن «بسملة» قررت التنازل عن المحضر حفاظا على مستقبل ووظيفة المعلم، وبناء عليه أخلت محكمة جنح مركز دمياط برئاسة المستشار محمد صالح العيسوى وأمانة سر محمد جميل سبيل سامى دياب المعلم المتهم بالتمييز والإساءة للطالبة بسملة كما قرر حجز القضية للنطق بالحكم إلى يوم 23 ديسمبرالجارى، وتم إخلاء سبيله من مركز شرطة دمياط .
وشهدت جلسة المحاكمة حضور كبير من نقابتى المعلمين والمحامين الذين تطوعوا للدفاع عن المعلم بحضور جمال مسلم نقيب المعلمين وياسر أبو هندية نقيب المحامين وناصر العمرى أمين عام النقابة، كما حضر عدد من طلاب مدرسة الشهيد جمال صابر الإعدادية ومعلمى المدرسة أمام المحكمة للإعراب عن تضامنهم مع المعلم الذى حضر الجلسة داخل القاعة ولم يدخل القفص تقديرا لقيمة المعلم والمعلمين.
كانت النيابة العامة بدمياط قد وجهت للمتهم ارتكاب عملا من شأنه إحداث التمييز بين أفراد المجتمع بسبب الأصل وترتب على هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية بأن وجه للمجنى عليها الطفلة بسملة على عبد الحميد حال تواجدها بالصف الدراسى عبارة بسملة تلميذة سوداء قاصدا من ذلك الاستهزاء بها أمام أقرانها وذلك على النحو المبين بالتحقيقات، كما اتهمت النيابة العامة المعلم بسب المجنى عليها سالفة الذكر قاصدا من ذلك خدش اعتبارها.
بينما أكد سامى دياب المعلم المتهم بالوقائع أنه لم يتلفظ بلفظ بسملة تلميذة سوداء مطلقا مشددا على أنه قال بسملة تلميذة سوداء على سبيل الدعابة ولم يقصد به أى استهزاء أو تمييز ولكنه تلفظ به تمجيدا لتلك الصفة ولا يوجد بينه وبينها أو والدها ووالدتها أى خلافات إلا أن بسملة تلميذة عنده فى الفصل وطالبة مجتهدة.
وقدم فريق الدفاع عن المتهم من قبل نقابتى المعلمين والمحامين محضر تنازل أسرة الطالبة عن القضية كما أكد فريق الدفاع أن النيابة العامة فسرت المادة رقم 161 من قانون العقوبات تفسير خاطئ حيث تنص المادة على أن من يتعدى إلى أى إنسان على أساس تمييز الدين أو الجنس أو الأصل أو العقيدة ولم تذكر اللون ولا التنمر فلا جريمة إلا بنص.
وأكد محامى الدفاع عن المتهم أن موكله تاريخه ناصع البياض، مؤكدا حصوله على العديد من شهادات التكريم والمعلم المثالى عدة مرات.