صفعة لأعداء المنطقة.. تعرف على الرسائل السياسية والاقتصادية من حضور محمد بن سلمان قمة الـ20
الأحد، 02 ديسمبر 2018 12:00 م
نجاح كبير حققه حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فعاليات قمة العشرين التي شهدتها الأرجنيتين على مدار اليومين الماضيين.
حضور ولي العهد السعودي للقمة جاء وسط أوضاع متوترة تشهدها المنطقة بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، حيث ما واجهها من حملات إعلامية شرسة من وسائل إتخذت من المزاعم والأنباء الغير مؤكدة نهجًا لها في تغطيتها لحادق مقتل الإعلامي والمواطن السعودي، جمال خاشقجي، في محاولة لإستهداف سمعة السعودية وتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي. فيما باءت كل محاولاتها تلك بالفشل، وهو ما أثبته حضور الأمير محمد بن سلمان لقمة العشرين وما لاقاه من ترحيب خلال لقاءاته بقادة العالم، في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، وغيرهم من رؤساء فرنسا والصين وبريطانيا.
وقبيل فعاليات قمة العشرين قام ولي العهد السعودي بجولة عربية شملت دولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر وتونس، وهو ما حمل رسائل مفادها مدى التنسيق بين السعودية وحلفاءها وخاصة ضمن دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، إضافة إلى أنه ممثل العرب في هذه القمة البارزة.
بشير المرشد
المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد أكد على أن نتائج حضور الأمير محمد بن سلمان لقمة العشرين جاءت مبهرة، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن الإعلان بأن القمة المقبلة ستكون على أرض الرياض؛ يدل على احترام العالم للسعودية وقيادة المملكة وشعبها، قائلًا: «هذا ليس فخر فقط للسعودية ولكن لجميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «رأينا كيف كانت لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع قادة العالم ناجحة، حتى وبعد انتهاء القمة وجدنا كيف قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بكل وضوح وبطريقة تُلجِم الأصوات المغرضة حول علاقة ولي العهد بحادث مقتل خاشقجي المؤسف»، مشيرًا إلى مركزية السعودية بين دول العالم وما لها من مكانة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، موضحًا أن المملكة هي الركيزة الأولى للحفاظ على أسعار النفط وتوازن السوق العالمي، وبالتالي استقرار الاقتصاد في مشرق الأرض ومغاربها كما ذكر الرئيس الأمريكي نفسه.
وقال: «جولة الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات ومصر والبحرين، كان هدفها لمّ الشمل العربي والتحدث باسم الدول العربية حتى تضع حد للتدخلات السافرة في المنطقة سواء من إيران أو تركيا أو إسرائيل؛ فالسعودية تسعى مع مصر والإمارات إلى إتخاذ اجراءات ملموسة تجاه ذلك الأمر، وهناك تفاهمات مع أمريكا وغيرها من الدول الفاعلة بالعالم لإنهاء هذا العبثّ الإيراني الذي سالت الدماء في بعض العواصم العربية بسببه».
أما عن العلاقات السعودية الروسية وما بدا من تقارب من خلال لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتين، قال «المرشد»: «العلاقات السعودية الروسية تاريخية فهي قائمة منذ زمن قديم ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية حيث كانت روسيا الاتحادية في ذاك الوقت أول دولة اعترفت بها»، مضيفًا أن «التعاون الروسي السعودي في مجال استقرار أسعار النفط كونهما أكبر دولتين مصدرتين للنفط الآن كبير؛ فالمملكة كقائدة لدول أوبك وروسيا بالنسبة للدول من خارج أوبك، هذا وشهدنا الموقف الروسي المعتدل بالنسبة للأزمة اليمنية، حتى أنها امتنعت عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن فيما يتعلق بالأزمة اليمنية تقديرًا للمملكة العربية السعودية».
وتابع السياسي السعودي البارز بأن «هناك مصالح مشتركة بين السعودية وروسيا سواء بالنسبة لإستقرار السوق النفطي والاقتصاد الدولي أو أيضًا بالنسبة لبعض صفقات الأسلحة التي تشتريها المملكة من روسيا، هذا إلى جانب اللجنة العليا التي شُكلت بين السعودية وروسيا للتبادل التجاري والاستثمارات، والإستفادة من خبرة روسيا في الطاقة النووية وغيرها في المشاريع المشتركة».
وعن اللقاء الحميمي بين الأمير محمد والرئيس بوتين وغيره من اللقاءات بقادة العالم، أكد «المرشد» خلال تصريحاته لـ«صوت الأمة» على أنه مثل صفعة قوية لبعض الخونة في المنطقة ممن كانوا يحلمون بأن يواجه ولي العهد بعض الصعوبات أثناء لقاء كبار زعماء العالم، فيما انقلب القمة إلى «قمة محمد بن سلمان» كما أسماها عدد كبير من المتابعين.